( بقلم : عمار العامري )
الكل متفق على أن الانتخابات المقبلة في العراق تشكل مرحلة مهمة من تاريخه الجديد كون هذا التاريخ يصنعه الصوت العراقي بعدما كانت الفترة من عام 1921 – 3003 تتغير ضمن الوراثة أو الانقلابات الدموية ولم يشكل المواطن أي رقم في تغييرها، أما الفترة من 2003 -2008 تعتبر مرحلة تغيير أساسية في الإطار السياسي العراقي الذي جاء عبر عمليات قيصرية "كتشكيل مجلس الحكم وانتخابات الجمعية الوطنية والتصويت على الدستور الدائم وانتخابات مجلس النواب وتحقيق السيادة والاستقلال" وتدخلت فيها عدت مقومات من اجل إنجاحها، لذا تعتبر مرحلة بناء سياسي ناجحة للعراق واثبت المواطن أهميته فيها عكس المواطن الأفغاني المتحرر من حكم طالبان والذي يعاني من ويلات الحروب رغم مضي ثمان سنوات من تحريره منهم.
أما المرحلة المقبلة والتي تنطلق مع بداية عام 2009 فأهميتها تأتي من أنها ستؤسس لعراق اقتصادي وعمراني يكون المواطن هو العنصر الأساسي الذي يساهم في هذا التحويل، وذلك في المشاركة الواسعة في الانتخابات واختيار المرشح الذي يستطيع تحمل المسؤولية وقادر على جعل العراق مركز استقطاب لكل القدرات العالمية والتي تجعل منه مركزاً اقتصاديا واجتماعياً مهما كما هو الحال في بعض مدن الخليج العربي، ولكن هنا تقع المسؤولية على المواطن العراقي نفسه في تشخيص الأصلح والاكفى من بين الأرقام الكبيرة المرشحة في الانتخابات.
حيث نجد أن هناك مؤامرات تحاك لإرجاع البلد إلى المربع الأول من خلال مشاركة أعداء العراق من "البعثيين والقاعدة" في الانتخابات ونلاحظ أن محافظات وسط وجنوب العراق تزدحم فيها القوائم ويكثر فيها عدد المرشحين، مثلا أن عدد سكان محافظة المثنى 684 نسمة فيها 362 يحق لهم المشاركة وعدد مقاعد مجلسها القادم 26 يتنافس عليها 50 كيان سياسي تضم 882 مرشحاً أي لو قسمنا عدد الناخبين على عدد المرشحين لوجدنا 362 ألف / 882 مرشح = 400 صوت لكل مرشح ولو قسمنا عدد المرشحين 882 / 26 مقاعد مجلس المحافظة القادم = 34 مرشحا يتنافسون على المقعد الواحد
ومن هذه العملية الحسابية نستنتج أن هناك جهات خارجية تعمل بالضد من مصلحة الشعب العراقي، وهي الأجهزة الاستخباراتية تابعة لدول الجوار العراقي والخليج العربي والدول الكبرى التي تحاول زج عملاءها والبعثيين لتحقيق أهدافها مستخدمين عدت طرق لتشتيت أصوات المشاركين أرباك الوضع العام للانتخابات والتأثير على اختيار الناخب للأشخاص المناسبين، ومن المحاولات التي استخدمت هي دعم بعض الشخصيات العشائرية والمدنية من البعثيين غير المستفيدة ذاتياً من التغيير في العراق لتشكيل قوائم وكيانات ودخول الانتخابات تحت غطاء المستقلين كما دعمت هذه الجهات بعض النفعيين وأصحاب النفوس المريضة والذين شكلوا قوائم وكيانات تحت تسميات متعددة فنجد أن هناك دعم إعلامي لا محدد لهذه الكيانات ويفسر ذلك بوجود مؤامرات على الشعب العراقي والتأثير على الجهات الوطنية العراقية المتصدية لعملية التغيير في العراق الجديد.
https://telegram.me/buratha