( بقلم : عمار العامري )
ما أن أعلن النظام ألبعثي المتسلط خلال السنوات العشرة الأولى من انقلابه عام 1968 أن لغته في التعامل مع جميع الأفكار والإيديولوجيات هي القتل والسجون والهيمنة على الساحة السياسية بدون منافس والتضييق بشكل فاضح على أبناء الحركة الإسلامية بعد محاولاته ضرب المرجعية الدينية وأصبح لابد على الفتية المؤمنة المجاهدة من أبناء العراق النهوض بأعباء المسؤولية الشرعية والوطنية وإنقاذه من الديكتاتورية الهادفة لأبادت مكوناته في تلك اللحظات الخطيرة دعا المرجع الديني السيد محمد باقر الصدر المؤمنين المجاهدين للنفور من القبضة الحديدية للمد ألبعثي والتوجه إلى ارض الجهاد الهجرة لإعلان الجهاد المسلح فكانت "بدر" البذرة المباركة من قبل المرجعية الدينية والتي ولدت من رحمها وغرست بأيادي تربت في حجرها ونهضت لحمل رسالتها. فتشكلت المجموعة المسلحة الأولى لتشكيل "بدر" بثمانين مقاتل لينمو هذا الوليد حتى يصبح القوة التي دكت صروح الرذيلة والفساد في عاصمة النظام وهزت عروشه وأربكت أوضاعه وسجلت "بدر" أروع المواقف المشرفة في صفحات التاريخ ليحمل أمانة أخلاقية وشرعية للأجيال اللاحقة لأنها جمعت بين ثناياها العربي والكردي والتركماني والشبكي والمسلم والمسيحي الشيعي السني بقيادة أنجبتها المرجعية الدينية حتى أضحت حاضنة لكل أولئك من اجل أيجاد الوحدة العراقية بمختلف أطيافها وعلى امتداد ساحات جهادها من اهوار الجنوب مروراً بالبادية الغربية حتى العاصمة بغداد وما حولها وصولاً إلى جبال كردستان فكانت صفحات الجهاد موحدة بين الإخوة في الوطن والدين والتاريخ والمصير.
وبعد الزلزال العنيف المتمثل في انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 والذي مهد لسقوط النظام ألصدامي لاسيما الدور الحقيقي لمجاهدي فيلق بدر جاء التغيير في ربيع عام 2003 بمرحلة جديدة من العمل وبناء ما دمره النظام لنجد أن "بدر" تتحول من تشكيل عسكري متكامل إلى منظمة مدنية أهدافها الأعمار والبناء وتنمية البلاد والنهوض به والعمد للعملية السياسية في العراق على مختلف مراحلها وصاحبة المشروع الحقيقي للنظام السياسي العراقي الاتحادي والديمقراطي الجديد وإيجاد الدولة العصرية لتستقطب بإمكانياتها البشرية والطبيعية كل أنظار العالم ليعود العراق قبلة العلم والثقافة والبناء بجهود أبناءها البدريون وما رافقهم من إخوانهم على طريق الجهاد إلى ساحات الأعمار والبناء.عمار العامري
https://telegram.me/buratha