المقالات

الطائفية في العراق سياسية وليست دينية

1246 19:13:00 2008-12-28

( بقلم : محمود الشمري )

الطائفية في العراق سياسية وليست دينية ورب قائل يقول نعم انها سياسية ولكنها نتيجة وانعكاسا للدينية والجواب كلا ان الخلاف الشيعي –السني منذ بدايته منذ سقيفة بني ساعدة كان سياسيا يتمحور حول الخلافة والأحقية بها وصفات الخليفة ومؤهلاته أي الرئاسة ولم نسمع عن خلافات عقائدية بين المسلمين سوى تعددية الرأي احيانا في مسألة واحدة وهذا يدخل في باب الأجتهاد وتعدد المناهب وهنا يحسب الى جانب الدين وثراءه الفكري بحيث ان هناك أكثر من تفسير معقول ومقبول لقضية واحدة وباستطاعة الجمهور اختيار مايناسبه ولايحسب في باب الخلافات العقائدية.

ولم تبزغ معالم التفكير الفلسفي الذي يقود الى التخالف الأ بعد ان انفتح المفكرون الأسلاميون على الفلسفة الأغريقية والمذاهب الفكرية والفلسفات القديمة مثل الهندية والصينية والزرادشتية وغيرها بحيث أخذ المفكرين الأسلاميين يتناقشون بالذات الألهية وبالوجود والعدم وابتداء الخلق ومن ثم برزت مذاهب فكرية فلسفية وجماعات كاخوان الصفا وشخصيات كالحلاج المقتول وقد طرقت هذه المحاولات الباب على العقيدة الاسلامية للدخول الى صالة المناقشات الفكرية المجردة في امور فلسفية ولاننسى دور المعتزلة الفكري ثم في العصور المتأخرة تجلت عند ابن تيمية الحراني وتلميذه ابن قيم الجوزية و تحولت الى مناقشات مذهبية مع المذاهب الأسلامية وخاصة الشيعة واحيانا انتقادات لاذعة وتهجم

ثم أنقطعت هذه لقرون حتى احياها محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي وحولها الى مذهب فكري متشدد اعطاه التحالف مع امير الدرعية والبدو بعد أن أقنعهم بمكاسب مادية بعدا حركيا مسلحا حيث كانت بدايات الحركات الفكرية المسلحة في العصر الحديث بعد أن ساهمت اخطاء العثمانيين والصفويين وصراعاتهم الى خلق نفور مذهبي متبادل ولكن هذا النفور لم يجد القضية العقائدية الخلافية المناسبة حتى يتناولها وانما بقيت الخلافات الأساسية التي يتصارع عليها السنة والشيعة هي مسألة الخلافةوهذا دليل على الألتقاء العقائدي لدى الفرق الأسلامية عامة رغم محاولات الفصل العقائدي من بعض المتشددين.

 هذا تاريخيا أما الحاضر فأن كل المؤشرات ومعايشة ميدانية للوضع بعد 2003 تلمس بأن المتدينين شيعة وسنة ليس لهم علاقة بالعنف والتهجيرالطائفي وان من مارسوه هم من ادعياء الدين ومن البعثيين الذين أطالوا لحاهم ولبسوا الدشداشة أو التكفيريين الذين ارتبطوا بالقاعدة أو اللصوص الذين تبعوا مقتدى, ومتابعة ومراقبة دقيقة للوضع تجد ان رجال الدين الشيعة قاطبة يدعون الى وحدة الصف الأسلامي وعدم التفرقة رغم الفظائع التي ارتكبتها القاعدة بحق الشيعة ومازالت من خلال السيارات المفخخة التي تستهدف الأسواق والتجمعات الشعبية الشيعية والجوامع ومواكب الزائرين للعتبات المقدسة وكان رد السيد السيستاني على دعوات الرد بالمثل التي صدرت من بعض المنكوبين هو ضبط النفس وعدم اعطاء الفرصة للقاعدة والبعثيين ان يجرونا الى حرب أهلية ,ومن الجانب السني تجد ان الموقف السني من القاعدة وباقي التنظيمات الأرهابية قد لاقت ترحابا بدءا ولكنها وبعد فترة قصيرة لاقت نفورا سنيا ورفضا قاطعا من رجال الدين السنة ومن عامة الناس وما صحوة الرمادي وباقي الصحوات الاّ دليل على ذلك بعد ان انفضحت أهداف القاعدة وبان للشارع السني انحرافهم ,وترى دعوات رجال الدين ألسنة من خلال خطب صلاة الجمعة تدعو الى التهدئة والوحدة وترك الطائفية وتكرار فتاوى حرمة دم المسلم على المسلم عدا بعض الحالات التي سيطر فيها الأرهاب على بعض الجوامع متظاهرا ان رجال الدين السنة هم وراء العنف واستغل سيطرته ومارس الأفعال الرهيبة لجذب السنة المعتدلين الى جانب العنف مستخدمنا اشاعة وكذبة اختلقها هو ان منظمة بدر الشيعية قتلت الطيارين العراقيين ورجال المخابرات وغيرها ,

ومثال ميداني لذلك تجد ان قادة الأرهاب في بغداد والموصل وديالى ليسوا بمتدينين وانما بعثيين أو من القاعدة فمثلا في الموصل كشف ان قادة الارهاب كانوا يمارسون اللواط فيما بينهم واغتصاب النساء وشرب الخمور , والأرهابي الخطير(شقير) في الموصل لم يكن يعرف حتى الصلاة وكذلك الحال في بغداد في الدورة والعامرية والغزالية والحرية وشارع حيفا فمثلا في الحرية أحد أهم زعماء الأرهاب أحمد الدباش قائد تنظيم خالد بن الوليد كان بعثيا ولم يكن يعرف أي شيء عن الدين أما مساعده الشيخ خليل النعيمي هو شيخ جامع وهابي تكفيري فكيف يكون شيخ الجامع مساعدا لبعثي لايعرف من الدين أبسط مبادئه سوى ان تنظيمهم لا علاقة له بالدين وان العنف يقوده البعثيون والتكفيريون الذين هم باتفاق جميع المسلمين خوارج عن الأسلام وفي شارع حيفا فأن( أوس ) أحد أهم المجرمين له فيلم مخزي وكذلك هو الحال مع تيار مقتدى الصدر حيث انه لايمكن عده تيارا اسلاميا شيعيا بعد نبذه من قبل الشيعة جميعا وفشله لجر الشيعة الى اطروحاته المتطرفة والكثيرين من قادة جيش المهدي وافراده يشربون الخمور اثناء واجبات المراقبة التي يقومون بها.

الخلاصة نستطيع أن نقول بأن من مارسوا العنف والتهجير الطائفي في العراق لم يكونوا المتدينين وانما مجاميع ارهابية متكونة من بعثيين, وتكفيريين منبوذين عن الأسلام ومجاميع من اللصوص يدعون جيش المهدي,كل هؤلاء وجدوا مقاومة ورفض من العراقيين وخاصة من المتدينين الذين تحملوا وطأة الأرهاب أكثر من غيرهم,لذا فان الأرهاب في العراق لم يكن له علاقة بالدين أو الأختلافات المذهبية وانما حاول تلبس الدين واستغلال تأثيره في النفوس وفشل واندحر, كما وكلنا نذكر عدنان الدليمي في تركيا وكيف طالب سنة العالم بالنصرة على الشيعة في العراق ومن ثم القبض على ابنه مكي وابنه الأخر ومجموعة من حمايته وهم يفخخون السيارات, وكذلك البعثي مشعان الجبوري وتلفيقاته وهجومه على الشيعة وهو يضع يده في الظلام بيد الأرهاب والأثنان أبعد مايكونا عن الدين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو عبد الله
2008-12-29
مشعان المجرم أشعلها والزرقاوي صب الزيت وعدنان الدليمي نفاخ النار والدايني والمطلك والعليان يقلبون وبالتالي يدعي أحدهم انها الأحزاب الدينية وامريكا جلبوا الطائفية ولا ننسى أبو درع والأعرجي لهم دور كبير في الطائفية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك