المقالات

بدر..امتداد الحاضر مع الماضي


( بقلم : احمد عبد الرحمن )

يحمل الاحتفاء بمنظمة بدر بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيسها معان ودلالات ومؤشرات مهمة يرتبط بعضها بظروف التأسيس قبل ستة وعشرين عاما، وبعضها بظروف المسيرة الطويلة الممتدة لاكثر من عقدين من الزمن، وبعضها الاخر يرتبط بالاوضاع الراهنة، التي اعقبت الاطاحة بنظام البعث الصدامي. ولم يأت قرار تأسيس بدر بمعزل عن طبيعة مرحلة المواجهة مع نظام صدام التي تصاعدت وتيرتها وتغيرت معالمها وملامحها وسياقاتها بعد استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر(قدس سره) في مطلع عقد الثمانينات، اذ كان لابد ان تظهر سياقات واطر وهياكل تنظيمية ذات طابع عسكري مسلح الى جانب المؤسسات السياسية، وهكذا كانت بدر ذلك التنظيم الذي اريد له ان يحمل لواء المواجهة والتصدي بكل بسالة وبطولة واقدام.

ولعل الدور القيادي المحوري الذي اضطلع به شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) كان له الاثر الكبير في ان يصبح بدر عنوانا مهما ورقما صعبا في ميادين المواجهة والتضحية والجهاد، ويكفي دليلا على ذلك مئات المجاهدين الذي سقطوا في خضم مسيرة الصراع مع الديكتاتورية والاستبداد من اجل ان يسترد العراق حريته، وان يتخلص العراقيون من كابوس القهر والظلم والتسلط الصدامي البغيض. ولم يكن الدور الذي اضطلعت به منظمة بدر بعد الاطاحة بنظام صدام في التاسع من شهر نيسان-ابريل من عام 2003 هامشيا او ثانويا او شكليا، بل انه لم يكن اقل اهمية من دورها في مرحلة المعارضة، فهي تحولت من منظمة عسكرية كان يتمثل دورها الحقيقي في ساحات المعارك، الى منظمة مدنية للتنمية والاعمار، لكي تكون عنصرا فاعلا في اصلاح واعمار ما خربه وما دمره النظام البائد.

ولانها كانت عنوانا ورقما فاعلا ضمن عنوان واسع وعريض يحظى باحترام وتقدير كل العراقيين المخلصين والشرفاء، الا وهو تيار شهيد المحراب، فأنه كان من الطبيعي والمتوقع ان تتعرض الى حملات تشهير وتشويه للحقائق من قبل بقايا النظام البائد وابواق ذلك العهد في داخل العراق وخارجه، كجزء من المحاولات المحمومة لاعادة الامور الى ما كانت عليه قبل التاسع من نيسان 2003.

ووسط تلك الاجواء والمناخات المشحونة بالازمات والمشاكل والمؤامرات المختلفة، كان دور منظمة بدر في ترسيخ اسس الدولة العراقية الجديدة وتثبيت ركائزها الدستورية والمؤسساتية كبيرا ومؤثرا وفاعلا.ولعل الحضور الواسع والكبير على اعلى المستويات الرسمية وشهادات كبار شخصيات الدولة في الاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس بدر هو دليل دامغ على صحة المنهج، وسلامة التوجه، ومصداقية الشعار والتطبيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك