( بقلم : ميثم المبرقع )
بعد الفتوى الخالدة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر "على كل مسلم في العراق وعلى كل عراقي في خارج العراق, أن يعمل كل ما بوسعه ـ ولو كلفه ذلك حياته ـ من أجل إدامة الجهاد والنضال لإزالة هذا الكابوس عن صدر العراق الحبيب وتحريره من العصابة اللاإنسانية" اجتمع فتية آمنوا بربهم يتقدمهم قائدهم آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (قدس سره) واعلنوا تشكيل قوات مسلحة معارضة لمواجهة نظام بوليسي اجرامي لا يفقه سوى لغة الرصاص والقتل.وبدأ التشكيل فوجاً اطلق عليه فوج الامام الكاظم ثم سمى لواء 9 بدر ثم الى فرقة وبعد انتفاضة شعبان وهجرة عشرات الالاف من الثوار وتشكيل خلايا الداخل تحول الى فيلق بدر.ولم يكن هذا الخيار سهلاً في مواجهة نظام يحاسب العراقيين على نواياهم وهويتهم وهمساتهم ويلاحق ذوي المعارضين.
وهو اول تشكيل عراقي معارض مسلح يبدأ مشواره الجهادي بتقديم اول شهيد في عمر الثمانين وهو الشهيد رحيم دلو ثم يتوج جهاده باكثر من ثلاثة الاف شهيد طيلة سنوات المواجهة العنيدة.ومثلما كان قرار تشكيله صعباً وخطيراً في بداية الثمانينات فان قرار تحوله من تشكيل مسلح الى منظمة سياسية بعد سقوط نظام صدام كان قراراً اكثر خطورة وصعوبة في وقت حاول الكثير من القوى تشكيل ميليشيات مسلحة لفرض اجندتها وارادتها.اعتقدت قيادة البدريين بان منطق السلاح والميلشيا بعد سقوط صدام لا مبرر له مطلقاً وقد انتفى الاضطرار اليه في العراق الجديد وان السلاح بيد الاجهزة الامنية حصرياً في بناء دولة المؤسسات.
وان المسيرة البدرية الجهادية المخضبة بالدماء وتواصلها مع المسيرة السياسية البيضاء في العراق الجديد كرست الهوية الوطنية واسست الوعي الاصيل وعمقت ثقافة البناء والامن وسلطة المؤسسات. وان الهجمة الحاقدة والتشويه البائس ضد البدريين وراءه قوى وشخصيات معبئة بالثقافة الصدامية وتتنفس برئة البعث الفاسدة والتجربة الاخيرة اثبتت بوضوح بان البدريين هم الاحرص على سلامة العراقيين واستقرارهم وان المناطق والمحافظات التي اداروها هي الاكثر استقراراً وازدهاراً وتحضراً والوجدان اصدق من البرهان والواقع اكبر من والمتوقع.
https://telegram.me/buratha