( بقلم : سيد علي الياسري )
أن من المعطيات الثابتة التي أعتمدها أهل البيت ( عليهم السلام ) لتعبئة الأمة في شتى المناسبات ومختلف الأزمات التي مر بها المسلمين آنذاك تؤكد على ضرورة أن يكون للمجتمع الإسلامي قضية يجتمع عليها ومن هذا المنطلق كان التأكيد المتواصل على ضرورة أحياء الشعائر الحسينية والمناسبات الدينية بصورة جماعية .والمتطلع سيرتهم ( عليهم السلام ) يدرك هذه المعاني, وأقوالهم كانت تحث على جمهرة القاعدة الموالية لخط أهل البيت ( عليهم السلام ) ( أحيوا أمرنا ... كونوا زين لنا ... كونوا دعاة .. .. ) الى أخره من الأقوال الكثيرة للأئمة الأطهار (عليهم السلام )التي يحثون فيها أتباعهم على التجمهر حول قضية معينة تجمعهم وتقوي شوكتهم وعلى هذا الأساس دأب العلماء الأعلام في تحريك الأمة من خلال جمهرتها حول رفض الظلم والجور والمطالبة بحقوقهم فكان العامل الجماهيري حاضر في كل زمان ومكان .
وهنا وبعد أن صار واضح لنا الخط العام في فلسفة أهل البيت ( عليهم السلام ) في جمهرة الأمة في قضاياها المصيرية والأمور التي تمس واقعهم في شتى المجالات ( ديني – سياسي- اقتصادي_ اجتماعي ) وكل ما من شأنه أن يمس وجودهم , يجب علينا أن ندرك ضرورة أن تكون لنا قضية نجتمع عليها . ولنسأل أنفسنا اليوم هل هنالك قضية مصيرية يجب على أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) الاجتماع عليها كمسألة مصيرية في حياتهم ؟؟؟نعم فقضية الانتخابات على سبيل المثال من أهم المسائل التي تمس حياتنا وتحدد مستقبلنا ومستقبل أجيالنا خصوصاً أن المرحلة المقبلة ستكون مهمة حيث سيتم حسم أمور كثيرة خلالها . ومن أبرزها مسألة الفيدرالية وموضوع الأقاليم وموضوع التعديلات الدستورية وغيرها من الأمور التي سيكون لمجالس المحافظات الشأن الأكبر في تمثيل رأي الشعب فيجب أن نلتفت لهذه المسألة الخطيرة .
وقد تكون هنالك أخفاقات في الحكومة وهنالك مظلوميات بين صفوف الناس ولكن الغياب عن الانتخابات لا يعد حلاً بل هو الخطأ الأكبر والفرصة السانحة لكل المغرضين والمفسدين في وصولهم إلى مركز القرار . فالحضور الواسع في الانتخابات السابقة أسقط الكثير من الرهانات التي كان أعداء العراق يراهنون عليها مما جعلهم يعيدوا حساباتهم ألف مرة وأن تمسك الأمة بمرجعيتها احبط الكثير من المحاولات للنيل من وحدة العراق وتماسكه . وعليه يكون من واجبنا التركيز على مسألتين مهمتين في موضوع الانتخابات وهما : -
الأولى : الحضور الفعال الذي يعطي صورة تعز المذهب وتضمن لنا ولأجيالنا مستقبل زاهر وتفويت الفرصة على المتلاعبين وسراق الأصوات .
الثانية : لابد من البحث الدقيق عن الأكفاء والمخلصين وأصحاب التاريخ الجهادي ويجب أن يكونوا من حملت فكر المرجعية المباركة وجندها وأن يكونوا مؤمنين بالعملية السياسية ومنجزاتها .
ولو سألني سأل من باب الإنصاف والموضوعية من هم الذين يحملون هذه الصفات من بين القوائم الكثيرة التي طرحت في الساحة ؟؟؟ فسيكون جوابي بلا تحيز أو ميل بغية مصلحة دنيوية أو تعنصر لجهة معينه هو (( قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة – 290 ) ...
https://telegram.me/buratha