( بقلم : قاسم الكوفي )
قُبيل بدأ العمليات العسكرية الأمريكية، عام 2003 لتحرير الإنسان العراقي، كتب السيد حسن العلوي افتتاحية جريدة المؤتمر، ستبدأ العمليات الأمريكية لإزالة نظام صدام حسين، سينهار النظام، ستعلن محطة الجزيرة الحداد لمدة أسبوع، ستعترف دولة قطر بالنظام الجديد، ستظهر جرائم صدام بحق الإنسان العراقي للعلن.. و.. و..، وفعلا أعلن فخامة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بدأ الهجوم، فـ أنهار نظام صدام في أيام معدودات.سقط نظام صدام وولد العراق الجديد، فتكالبت عليه قوى الشر والظلام من كل صوب وحدب، وكاد أن يغرق ببركة من الدماء، والفتن وينتهي، ولكن بصبر أبناءه وشجاعتهم، وحكمة قادته وصلابتهم تم تجاوز الفتنة.وبدأ العراق الجديد يتعافى، ويستعيد دوره في محيطه، والمنطقة، و تحركت عجلة الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والمصالحة الوطنية، وأصبح للعراقيين رئيس، ورؤساء وزارة سابقيين لم يقتلوا، فقد أصبح التداول السلمي للسلطة من ثقافة العراق الجديد.حسن العلوي سفير العراق في سورية
وكان من الطبيعي ان يعاد فتح السفارات العراقية، في العالم العربي والإسلامي والعالم، هنا – طلب الأستاذ حسن العلوي من القيادة العراقية ان يتم تسميته سفيرا للعراق في سوريا، فلم يُقبل طلبهُ، ولكنه بدأ يستلم مخصصات المنصب؟، وبدأ يعرف بـ سعادة السفير حسن العلوي، من هنا وبعد ان رُفِضَ طلب العلوي، بأن يكون سفير العراق في سوريا، انقلب العلوي، من مبشرا بالعراق الجديد بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية إلى ناقم على (الاحتلال الأمريكي كما بدأ يسميه) و الوضع الجديد.
ربما لا يستطيع احد، أن يجادل، ان الأستاذ العلوي كان معارضا شرسا لنظام صدام، وقد ساهم بشكل واضح في تعرية جرائم صدام، بحق الإنسان العراقي، والمنطقة، فقد غدت مقالاته وكتبه مرجعا للباحثين في الشأن العراقي، ولكن العلوي الحالي أصبح مدافعا عن صدام ونظامه، وبدا يتبرأ شيئا فشيئاً من قناعته وأفكاره، وكتبه، بطريقة غريبة.
ينشط الأستاذ حسن العلوي، هذه الأيام، رغم حالته الصحية وتقدمه في العمر( أكثر من سبعيين سنه)- ينشط في الظهور في أكثر من وسيلة اعلام لشتم الحكومة العراقية.وهنا سأذكر ثلاثة أمثلة للتدليل على حالة السيد العلوي النفسية ومنهجه في التعاطي مع العراق الجديد.
المثال الأول
في الحلقة الثانية أو الثالثة من برنامج (للتأريخ)، الذي يقدمه الإعلامي العراقي حميد عبد الله ، في قناة البغدادية.
حسن العلوي : في مؤتمر لندن، دخل وفد المجلس الإسلامي الأعلى ولم يسلموا عليّ.
المثال الثاني
كذلك في الحلقة الثانية أو الثالثة من برنامج ( للتأريخ)، الذي يقدمه الدكتور حميد عبد الله ، في البغدادية.
حسن العلوي: حزب الدعوة الإسلامية، حزب صغير، لا يستحق ان يكون رئيس الوزراء منه، فقد كان حزب الدعوة لا يستطيع ان يخرج مظاهرة لخمسين شخص.
حميد عبد الله: أستاذ حسن، كيف؟، انا كنت في العراق عندما أعدم النظام، السيد محمد باقر الصدر، خرج الدعاة بمظاهرات بالآلاف في بغداد، النجف وكربلاء..،
حسن العلوي: بأنفعال شديد لا.. لا.. هذه المظاهرات للتيار الصدري، هؤلاء أنصار السيد محمد صادق الصدر؟
حميد عبد الله: أستاذ حسن، أنا أتحدث عن السيد محمد باقر الصدر، أتحدث عن عام 1980حسن العلوي: لا.. لا..،_ طيب نتحدث في هذا الموضوع في وقت آخر؟يستمر الأستاذ حسن العلوي يتحدث بهذا الأسلوب والمنهج، وهو يؤرخ للتأريخ.
المثال الثالث
في نفس البرنامج، يقول السيد العلوي:لم يكن لي أي علاقة بحزب الدعوة (أرشيف، أعلام حزب الدعوة زاخر بمقالات السيد العلوي المخصصة للحزب، في صحيفة ومجلة الجهاد في الفترة التي كان يرئس تحريرهما الأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط).
حسن العلوي يعرف الشخص من مشيته.
كما هو معروف، أن صدام حسين كان يقول، انه يَعرفُ الشخص من خلال النظر في عينية، فيرى والكلام لـ صدام – سوادا قليلا أو كبيرا في عيني الضحية، فيتم إعدامه على ضوء حجم السواد ، حتى انه، أي صدام ، كان إذا قد شك في حجم سواد عيني أحد الأشخاص، يطلب، من عزت الدوري أن يتأكد من الحجم ، وحصل هذا، وذهب عزت الدوري لفحص الشخص( الضحية)، ثم عاد مسرعا، نعم ، نعم سيدي، السواد كبيرا في عينيه، فتم إعدام الشخص، وهذا ما سرده الأستاذ العلوي في كتبه أكثر من مرة.
يقول الأستاذ حسن: كنت اعرف الشخص من مشيته على مسافة عشرين متر، واراهن على انتمائه لهذا الحزب أو ذاك، ومن يتابع مقابلات السيد حسن العلوي الأخيرة سيجدها مليئة بهذه النظريات، كنت قد عنونت مقالي هذا، (وفاة الكاتب حسن العلوي)، ولكني عدلت عنه، فربما يقرأ عنوان مقالي، ويتذكر كيف كان وأين أصبح.
قاسم الكوفي
https://telegram.me/buratha