( بقلم : غالب الياسري )
إذ تدخل علينا اجواء شهر محرّم الحرام ونحن بأمس الحاجة للأرتباط بالمنبر الحسيني رصيدنا الدائم حيث العلاقة الحميمة بين العراقيين إذ يمثّل ذلك الهوية الحقيقية لنا من خلال الأرتباط بأعلام الهدى والعروة الوثقى أئمة التقى علي وفاطمة والحسن والحسين وابنائهم عليهم سلام الله جميعاً .أذ نتحدث عن ذلك وأهمية الاستعداد للتفاعل مع اجواء محرّم وثورة عاشوراء فاننا نؤشر الى نقطة مهمة وإيجابية وهي كيفية استثمار الجوانب الروحية والاستعداد النفسي لذلك حيث الاجواء المباركة والاحساس بالقرب من الله سبحانه وتعالى عبادة وطاعة وامتثالا.في ذلك تبرز لنا أهمية الاستفادة من هذه الليالي المباركة والالتفاف حول المنبر الحسيني والمحاضرات التي يقدمها ويتواصل فيها مع الناس يومياً وفي ذلك تبرز حاجتين:1. الأولى في العراق حيث سادت وللأسف وبعد سنوات طويلة من المنع والحرمان سادت للأسف في المجتمع الكثير من الأفكار المنحرفة وسادت حالة من الجهل والتجهيل حيث أصبحت الأجواء خصبة لتنمو مثل هذه الأفكار المنحرفة ويسود الجهل والتضليل.. وربما عزز ذلك اعتماد طريقة السرد للقصص والروايات الخرافية التي تستخف بعقول الناس وتعتمد الخرافة والأعجاز الذي لسنا بحاجة اليه، لنركز على ثقافة القرآن وربط المجتمع بذلك ربطاً عميقاً وحقيقياً وترسيخ القيم الأخلاقية وإيصال الرسالة الدينية للمجتمع والمساهمة في اصلاح واقع الأمة وكشف الانحراف والتجهيل.2. هنا في الجالية حيث نعقد الامل على شبابنا وأولادنا لاستثمار هذه الأيام المباركة والاستفادة القصوى منها من خلال اعداد برامج خاصة بهم تقترب من افكارهم وتحاكي آمالهم وطموحاتهم وتساير المتوفر لديهم من أساليب العلم والمعرفة والتقنية الحديثة التي يجيدوا استخدامها.اذن كيف نوظف المجلس الحسيني والموعظة للاقتراب منهم وشدهم إليه ولا ننسى الجانب الوعظي والعاطفي لما له من تأثير نفسي فاعل على المستمع حيث يتشوق الشباب بالاستماع إلى المباني الدينية والآراء الفقهية والسيرة المعصومة ولكي ندفع الكثير من الشباب حيث نحن الآن في مرحلة البناء والأعداد سواء في الجالية أو في الوطن الحبيب نحو المنبر الحسيني وحضور المساجد والحسينيات فانه ينبغي علينا وعلى الخطيب ان نراعي بعض النقاط المهمة وهي:1. أن يتقرب الخطيب اجتماعياً من الشباب ويدخل في أوساطهم2. أن يسعى لمناقشة همومهم ومشاكلهم المعاصرة بشكل جدّي وواقعي3. أن يتحسس ويستشعر أفكارهم وتطلعاتهم المستقبلية4. أن يستخدم أساليب التشويق والأيضاح في الطرح وإيصال الفكرة للمستمع والمتلقي فنحن الآن في عصر الفضائيات والانترنت ولابد أن نجارى هاتين الوسيلتين بالشكل الصحيح والأمثل.5. المساهمة في إيجاد ثقافة تشد الشباب إلى أمتهم ودينهم وأخلاقياته.ونجعل ذلك موضع فخر واعتزاز لهم.6- التركيز على ثقافة القرآن وربط الناس بالعقيدة الأسلامية المحمدية العلوية الصحيحة.7- إشاعة روح الوعي بين الناس وفهم المتغيرات ونوعية ومستوى المتلقي حيث تغيّرت حالة الفهم عن العصور السابقة.8- إشاعة مفاهيم التربية والأسرة وملامسة حاجات الناس ومشاكلهم .9- نقل المجتمع الى أجواء التراث الخالد لمدرسة أهل البيت ع وأجواء ثورة الأمام الحسين ع بالشكل الذي يؤثر أيجاباً في حياتنا اليومية.10- ضرورة أن يتحدّث الخطيب بما يتناسب مع أهمية الظرف الزماني والمكاني الذي نعيشه حالياً وتبيان المسائل الشرعية التي تمس حياة الناس على الصعد الأجتماعية والسياسية والأقتصادية .المنبر اليوم بحاجة لتفعيل دوره وأن لا يكتفي الخطيب والواعظ بمعالجة الفكرة بالأسلوب الوعظي دون الطرح العلمي والواقعي وأن يواكب الجديد في الساحة الفقهية والعلمية والعقلية وأن يستخدم ثقافة القرآن وأشاعته بين الناس ومحاكاة واقعهم وهمومهم وحاجاتهم ويركز على ثقافة المحبة والسلام والتعايش والحث على اعمال الخير ويشيع ثقافة الأعمال التطوعية والإنسانية لمساعدة المتضررين والمحتاجين ليكون لنا ذلك دليلاً ومنهجاً وسلوكاًُ يومياً في حياتنا العامة لنكون سائرين في خط الهداية والإيمان والتقوى بما يشدّنا أكثر نحو المنبر الحسيني .. رصيدنا الدائم
غالب الياسريإذاعة كربلاء - صوت العراق الجديد
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha