بقلم : سامي جواد كاظم
كيف نستطيع ان نفاضل بين اثنين بمجالات ليست من صنف واحد ؟ وبعد المفاضلة يبخس حق المفضول عليه ؟هذه المفاضلة دائما ما يتحدث عنها بعض المتشددين الاسلاميين وفق تفسيرهم للنصوص الواردة بحق المراة ؟ ولا اعلم اذا كانوا يرون المراة بهذه المكانة الهابطة فان عملية المفاضلة تعد اهانة للرجل اذاً ؟!!لنستخدم روايات واحداث حتى يمكن لي دعم وجهة نظري ، ومن هذه الروايات سال الامام الصادق عليه السلام ابا حنيفة ايهما افضل الصلاة ام الصوم فاجاب الصلاة فقال الامام (ع) فما بال الحائض تقضي الصوم دون الصلاة ، ثم ساله ايهما اشد ذنبا القتل ام الزنا فاجاب القتل فقال الامام (ع) اذن لماذا للقتل شاهدان وللزنا اربعة شهود .ومن هنا كيف لنا ان نفاضل بين الرجل والمراة فالرجل يستطيع القيام بامور معينة كلفه الله عز وجل والمراة هي الاخرى تستطيع او كلفت بواجبات معينة لو اتقنتها فان الجنة تكون تحت قدمها بل وان الام هي مدرسة .النظرة السلبية للمراة تبدأ من الفهم الخاطئ للعلاقة بين الرجل والمراة واذا سال احد ما عن هذه العلاقة فان الاغلب الاعم يتبادر الى ذهنه العلاقات الجنسية .نعم هنالك مفاهيم تخص هذه الغريزة التي لا يمكن لنا ان نغيير مفهومها ولكنها لا تعتبر الاساس في المفاضلة .مثلا لو زنا رجل يقال زنا رجل بالمراة الفلانية ولو زنت امراة يقال زنت مع الرجل الفلاني هنا الاختلاف في استخدام الحرفين الباء للرجل والمع للمراة .الكل يعلم هنالك اماكن للدعارة يتجمع فيها المومس يرتادها الرجال الغالبة عليهم غريزتهم البهيمية ولكن لا يوجد مكان للرجال البهائم ترتاده النساء لاشباع غرائزها .في الاغتصاب يقال الرجل اغتصب او امراة أُغتصبت ولا يقال امراة اغتصبت رجل ، الرجل يقول خطبت فلانة والمراة لا تقول خطبت فلان .العقول الجاهلة من هذا المنطلق تحكم على مكانة المراة وتراها عورة ولاجل ذلك نرى المتشددين الاسلاميين كثيرا ما يصدرون فتاوى تحط من منزلة المراة باسم الاسلام والاسلام برئ منهم ، ومن فتاواهم على سبيل المثال هذه الفتوى ففي زاد المستقنع للفقيه الحنبلي البهوتي: "أن الزوج لايلزمه كفن امرأته ولو كان غنياً،لأن الكسوة وجبت عليه بالزوجية والتمكن من الاستمتاع وقد انقطع ذلك بالموت "ولا يلزم الزوج بشراء دواء لزوجته أو دفع أجرة الطبيب"ويشرح ابن قاسم:بتوصيف المرأة بالبيت المستأجر:"لأن العلاج يراد لإصلاح الجسم كما لا يلزم المستأجر بناء ماتهدم من الدار"!وهذا يعني اذا تمرضت المراة يجب تركها اذا كانت زوجتك ايها المفتي جيد لو تمرضت اختك او ابنتك او امك ايها المفتي هل تتركها ام تعرضها على طبيب ام على طبيبة ؟ فان قلت طبيب تكون كما قلت كشفت عورتك واذا عرضتها على طبيبة اذن خالفت رايك لان هذه الطبيبة امراة واستطاعت بدراستها وعقلها ان تصل الى هذه المرتبة العلمية التي جعلتك انت لا تستغني عنها بل تبحث عنها وتكون سترت على عورتك ؟ وان كان هنالك فقهاء يجوزون عرض المريضة على الطبيب ان كان علاجها يحتم ذلك وهنا يتجه الفقه الاسلامي لتهذيب خلق الطبيب لا المريضة فانه مثل هذا الموقف يكون هو الاحط منزلة من البهيمة ان لم ينقي نواياه ونظره وسره وسريرته .الاختلاف في طبيعة جسم المراة عن الرجل او في المهام الموكلة للرجل دون المراة لا يعني هذا افضل من ذاك ولا ذاك افضل من هذا .ان الزام الرجل بالنفقة والجهاد هو تكليف شرعي لو كان هنالك تخيير اذا ما حصل هذان الامران وقيل من الاولى بهما لقيل الرجل ولكن هذا لا يعني انه الافضل واتعجب من احاديث تنسب للائمة عليهم السلام بخصوص المراة مثلا حديث لامير المؤمنين عليه السلام نصه ( شوروهن وخالفوهن ) هذا الامام العادل الذي يقول لو اعطيت الاقاليم السبعة على ان اسلب نملة جلبة بعير ما فعلت يبخس عقل المراة !! بل الامام يقول من ضرب زوجته فهو خصيمي يوم القيامة .النفقة التي يلزم بها الرجل يعني لابد له من العمل حتى يوفرالنفقة للمراة فهل المانح افضل ام الممنوح له ؟ فلو قلت ان المانح افضل اذن هل الذي يمنح الحقوق المالية الواجبة عليه للامام المعصوم هو الافضل ؟واما بالنسبة للعمل هل تنكرون ان خديجة الكبرى عليها السلام تعرفت على رسول الله من خلال التجارة واي شرف نالت بنت خويلد عندما كان الصادق الامين هو العامل في تجارتها !!وعلى مستوى الجهاد فان اغلب المتشددين اتجاه المراة ماذا يقولون عن حرب الجمل ومن كان القائد ؟ لا بل التفتوا معي الى ما قام به الامام علي عليه السلام عندما عقر الجمل فقال لها ما انصفوك القوم اخرجوك وصانوا عرائسهم ، والاهم هنا فقد بعث عليه السلام معها اربعين فارس وما ان وصلت المدينة حتى ارادت ان تشنع بابن ابي طالب انه انتهك حرمتها بجعلها تنقاد مع الرجال واذا بالفرسان بعد ان رفعوا غطاء الراس لها اتضح انهن نساء فالامام علي (ع) اعتمد على النساء بحماية عائشة زوجة النبي (ص) ولكم ان تتخيلوا الطريق من العراق الى المدينة وسط الصحراء فهل هذه المهمة التي اوكل بها الامام علي (ع) النساء تعد قصورا ؟!!اما الحجاب الذي هو زينة المراة عندما يكون وفق الحد الشرعي واذا ما زاد عن ذلك فيعد هذا من خيار الرجل او المراة .انا لست من المعترضين على حجاب اليوم الذي يظهر المراة قطعة سوداء فلو اقتنعت المراة بذلك فلها الحرية اما انها تعد من وجوب الحاكم على نساء شعبه فهذا فيه اجحاف ولكم مني هذه الرواية في نهج البلاغة للامام علي (ع) روي انه عليه السلام كان جالسا في اصحابه فمرت امراة جميلة فرمقها القوم بابصارهم فقال عليه السلام : ان ابصار هذه الفحول طوامح وان ذلك سبب هبابها فاذا نظر احدكم الى امراة تعجبه فليلامس اهله فانما امراة بامراة .ومن هنا ان المراة التي ينظر الى جمالها هل كانت قطعة سوداء ؟ كما وان لماذا لم يوبخ الامام عليه السلام المراة الجميلة او ينهها مما هي عليه ؟ واذا كان للرجل نظر طوامح فهل تدفع ثمنه المراة ؟ ولماذا لم يهذب اخلاقه او يلتفت الحاكم الى تهذيب اخلاق مجتمعه وتحديدا الرجال اصحاب النظر الطوامح ؟ يخرج علينا شيخ وهابي يفتي بان يكون النقاب للمراة بعين واحدة فاي تزمت هذا ؟ وكان العرب سابقا عندما يتحدثون يقولون ( تكرم حرمتي ) فهل هذه الدرجة حقا تستحقها امك يا رجل ؟ واخيرا لكم مني هذه الروايةتخاصمت امراتان تدعي كل واحدة منهن بالمولود الذكر فهذه تقول انه ابني وتلك هي ابنتك وتلك تقول نفس الشيء وعندما تصل الخصومة للامام علي (ع) طلب منهن ان يملأن قدحين متساوين بالحجم من حليبهما وبعد وزنهما قال عليه السلام للتي حليبها اثقل ان الولد ابنك ، حيث ان المراة التي تلد ولد يكون حليبها اثقل من المراة التي تلد بنت .يتبعاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha