( بقلم : جميل الحسن )
التصريحات التي اطلقها مقتدى الصدر مؤخرا والتي اعلن فيها انه لا يدعم اية قائمة في انتخابات مجالس المحافظات انما تمثل في الواقع محاكاة فاشلة لدور مرجعية السيد السيستاني واعطاء مكانة بارزة لنفسه رغم عدم امتلاكه للمؤهلات التي تجعله يحتل مثل هذه المكانة الرفيعة التي يطمح اليها مقتدى الصدر عبر ركوب موجة القيادة والرعاية الابوية للشارع العراقي وهو دور يحاول مقتدى الصدر ان يتقمصه حاليا في ظل حالة الافلاس الكبيرة التي بدا يمر بها بعد الرفض الكبير من قبل الشارع العراقي لمقتدى ولتياره العنيف الدموي
وما كان يقوم به من انتهاكات واعتداءات على المواطنين ومصادرة حريتهم الشخصية وارادتهم عبر فرض نظام حكم حزبي وميليشياتي عمل على السيطرة على مختلف المناطق والمدن في العراق واخضاعها لحكمه المباشر ومطاردة المواطنين فيها على الطريقة البعثية المعروفة مما اثار نقمة وغضب المواطنين الذين كانوا يشعرون بالغضب تجاه تصرفات تلك العناصر المسلحة التي كانت تتعامل مع المواطنين وفق اساليب همجية وتصرفات دموية انعكست سلبا على الحياة في تلك المناطق والتي كانت لا تختلف عن حكم عصابات طالبان في افغانستان ,
حيث كشفت العمليات التي نفذتها الحكومة في اذار من العام الحالي هشاشة الارضية التي كانت تقف عليها عناصر جيش المهدي والتيار الصدري وحيث كان مقتدى الصدر يتوهم ان هذه السيطرة ومصادرة اراء المواطنين وحرياتهم الشخصية انما كانت تعني التأييد له ولتياره ,فضلا عن حروبه التدميرية الشبيهة بحروب قادسية صدام الكريهة التي قادها والتي ادت الى مصرع الالاف من المواطنين العراقييين والى تدمير البنى التحتية فيها تحت شعار ات ساذجة وغير منطقية ولم تكن تحظى بقبول المواطنين والتي لم تكن سوى انعكاس للعقلية الانتحارية التي كان مقتدى يدير بها الازمات التي كان يحرص على صناعتها واثارتها ومحاولة جني المكاسب من ورائها وعلى حساب الفقراء والبسطاء من اتباعه الذين انخدعوا بشعاراته وتاثروا بها وصدقوها قبل ان يكتشفوا الفارق الكبير بينها وبين الواقع .الهزيمة المريرة التي لحقت بتيار مقتدى وجيش المهدي واختفاء مقتدى نفسه تحت مزاعم الدراسة في حوزة قم كلها جعلت التيار الصدري اليوم في اضعف حال وغير قادر على التاثير في مسار الاحداث السياسية في العراق وبصورة مغايرة لما كانت عليه الاوضاع قبل عام على الاقل , فيما اكد فشل التيار الصدري في افشال ابرام الاتفاقية الامنية الاخيرة مع الولايات المتحدة صحة الوضع الحالي الذي بات فيه التيار الصدري والذي يحاول مقتدى اليوم اعادته وتصحيح مساره عبر الظهور من جديد بمظهر الحريص على العراق وشعبه ولكن عبر محاكاة الاساليب الصدامية من خلال افتعال الازمات واثارة المشاكل والاضطرابات .
ان محاولة مقتدى العودة الى الواجهة من جديد من خلال لعب دور القيادة والمرجعية الذي يخطط له منذ الان والتي مهد لها عبر تصريحه الاخير بعدم تاييده لاية قائمة انتخابية والتي من المؤكد ان هناك العديد من القوائم الانتخابية التي تنتمي الى التيار الصدري ولكن بشكل تحاول اخفائه نظرا لتراجع شعبية التيار وتاكل ارصدته لدى الشارع العراقي وهو ما يجعل مقتدى نفسه يعزف عن دعم هذه القوائم من اجل تحاشي الهزائم التي ستلحق بها والتي ستعني الحاق الهزيمة به شخصيا.
https://telegram.me/buratha