( بقلم : جميل الحسن )
بعد فشله الذريع في الحصول على اي منصب رفيع في الحكومة لم يجد حسن العلوي الرفيق البعثي القديم وصديق صدام الحميم والذي لم يحرص على اخفاء اعجابه بهذه الشخصية الدموية القاتلة واسفه الشديد لمقتله عندما اخذ ينعى هذا الطاغية المقبور الذي قتل بدم بارد وضمير مستريح ملايين العراقيين كان من بينهم اعز شخص على قلب حسن العلوي هو عدنان لحمداني الذي كان يعتبره العلوي اخا له قبل ان يكون من اقاربه .
والعلوي الذي اختلف مع صدام بعد سجنه على اثر عدم رغبة صدام نفسه ببقاء العلوي قريبا منه بعد اعدام قريبه (الحمداني) حاول المتاجرة بقضية العراق عندما اخذ يضع المؤلفات السياسية التي تناولت الحقبتين البعثية والصدامية والتي لم تكن حبا بالشعب العراقي بل جزءا من لعبة قذرة مارسها من اجل تلميع صورته الاعلامية في الخارج باعتباره خبيرا بالشأن العراقي ولكي يكون قريبا من الانظمة العربية التي تقاطعت مع نظام صدام وهو دور اتقنه العلوي الذي اصبح مقربا من حافظ اسد الذي رعاه الى حد كبير كما اصبح قريبا من الملك السعودي فهد بعد الغزو الصدامي لدولة الكويت مع تقربه من الحكام فيها .
هذا الاقتراب من دائرة حكام الخليج والبترول جعل العلوي يتوهم لنفسه مكانا مهما في الساحة السياسية بعد سقوط نظام صدام لكن اوهام العلوي سرعان ما تبددت كسحابة صيف عندما عزفت الاحزاب السياسية الهامة في العراق عن الاقتراب منه لخشيتها من طموحاته ولعدم ثقتها به وهو ما شكل احباطا كبيرا لديه جعله واضحا في الكشف عن احقاده البعثية وسلوكه التامري على النظام السياسي الجديد في العراق ومنها مواقفه الاخيرة التي جاءت بالضد من الوضع الحالي وحنينه الواضح الى حكم النظام البعثي الصدامي بالرغم من انقلابه على هذا النظام الذي كاد ان يطيح براسه لولا هروبه منه .لكن العقلية البعثية التامرية والانتهازية ظلت مسيطرة على حسن العلوي الذي يجيد هذه الادوار وممارستها في اي وقت وحيث تكمن المصلحة الحقيقية نجد العلوي يمارسها ويتقنها والتي تعكس ايضا افلاسه وحقيقته الواضحة .
هناك سؤال مهم لماذا لا يعود العلوي الى العراق الذي دافع عنه في الاوراق فقط ويؤسس حزبا له ويمارس العملية السياسية فيه الجواب ببساطة ان العلوي لايستطيع فعل ذلك فهو قد اعتاد على ممارسة الدور الانتهازي وخدمة من يقدم له الاوراق الدولارية الخضراء اما خدمة العراق فهي اخر ما يفكر فيه وشيء لن يستطيع القيام به فقد اثبت العلوي عمالته عن جدارة وضاعة وسقوطه في مستنقع العمالة لاعداء العراق وشعبه وتحوله الى عميل جاهز للتامر على العراق وشعبه وبشكل واضح لا يخجل منه يوم دافع العلوي عن صدام المجرم الى حد البكاء البكاء والغضب عليه وكأن الطاغية المجرم صدام الذي قتل من اصدقاء العلوي واقاربه العدد الكبير قد كان ملاكا طاهرا وشخصا بريئا ونقيا لم يقترف اية جريمة قتل في حياته وكان شخصا نزيها سعى الى خدمة العراق وشعبه وبنائه واعماره .
كل هذه الجرائم الغاها العلوي بلحظة واحدة عندما لم يتنكر لماضيه البعثي ودفاعه عنه وافتخاره بهذا الماضي ,لذا لم يفاجئنا العلوي حين صرح بحقيقة مشاعره الاسبوع الماضي في احد اللقاءات وهجومه المقذع والصرح على الحكومة وعلى الاحزاب السياسية في البلاد والتي شكلت تنفيسا لاحقاده التي يكنها في صدره وستبقى وصمة عار في جبين الرفيق البعثي حسن العلوي .
https://telegram.me/buratha