المقالات

التيار الصدري وضرورة تغيير المواقف

990 14:00:00 2008-12-25

( بقلم : محمود الشمري )

أكثرنا يعلم أن لم يكن جميعنا أن الدولة الديمقراطية التي تبنى في العراق الان لها استحقاقات وشروط لابد من توفرها و يجب الأيمان بها واحترامها وتطويرها باستمرار والاّ فلا دولة ولا ديمقراطية وانما دولة عصابات تؤول في النهاية الى الأنهيار والتشتت . أهم هذه الشروط هو وجود دستور قوي يحدد الحقوق والواجبات للمواطن ويحدد دور الحكومة لقيادة البلد واتخاذ القرارات الحاسمة وتوفير الخدمات الممتازة للمواطن .هذا الدستور يدخل حيز التنفيذ من خلال مؤسسات محترمة وعلى الجميع احترامها مثل الوزارات والمحاكم والشرطة والجيش والمجالس وغيرها والتي يجب ان تكون خاضعة لقوانين مستمدة من الدستور وقوية بما يكفي لصيانة الحقوق ووضع حد لأنتهاكاتها. لذا اذا اردنا بناء نظام ديمقراطي قوي ومتين لابد أن تكون مؤسسات هذا النظام قادرة على ايقاف من يعمل على انتهاك القوانين وتضع حدا له ولو بالقوة في حالة الاضطرار.ومن الواضح ان هكذا نظام ومجتمع سوف يواجه اشخاصا وجماعات يحاولون فرض عقليتهم ورايهم ومواقفهم مستغلين الفسحة التي توفرها الديمقراطية وبالتالي سوف يسعون الى تدمير اسس هذا النظام وخرق قوانينه ودستوره اعتقادا منهم بجدية وصحة قيمهم ومبادئهم التي يعتقدون أنها أعلى وأهم من قيم ومباديء واسس هذا النظام والمجتمع.

وهذا واحد من أهم مايعانيه النظام الديمقراطي الحديث في العراق حاليا من خلال وجود تيارات سياسية ذات قيم ومباديء فكرية خاصة تريد فرضها بالقوة على النظام مثل التيار الصدري. هذا التيار يعتقد بأن الدستور كتب في ظرف احتلال البلد وبالتالي لايجب احترامه وان كل التشريعات يجب أن تخرق وان خرقها حسنة وطاعتها مثلبة ويتنافسون في عدم احترام القوانين وفي خرق الأداب المترتبة عليها ويتفننون في اهانة النظام والقائمين على تنفيذ القوانين وحفظها ويعتقدون ان أهانتهم وتجاوزهم هو الوطنية بذاتها وهم واهمون طبعا لأن الدول تبنى بالتفاهم والأتفاق وليس بالفرض والقوة.

ان ظرف احتلال البلد أثر ايجابا عند كتابة الدستور حيث ان وجود قوة عظمى محايدة تقمع القوى الصغيرة المتطرفة التي تحاول فرض رأيها وقيمها وادخالها رغما الى الدستور سيوفر المزيد من الحرية لكتابة دستور حر ونزيه وبعيد عن التدخلات.لذا فأن ظرف الأحتلال كان في صالح الدستور العراقي وليس ضده غير ان ضغط تأثير الأرهاب قد أثر على بعض فقرات الدستور لذا يجب على الصدريين أن ينقموا على الأرهاب وليس الأحتلال في هذا الجانب ولكنهم نقموا على الأحتلال لأنه حمى الدستور من تدخلاتهم ونقموا على الدستور لأنه خلى من سفاسفهم ونقموا على كل من التزم هذا الدستور واحترمه.

لذا فأن الصدريين مطالبين اليوم ومن باب المسؤولية أمام الله أولا وأمام التاريخ ثانيا أن يعيدوا تقييم موقفهم من النظام السياسي الجديد في العراق وأن يكونوا أكثر مرونة وتواصل وحب لباقي القوى السياسية في العراق وأن يتخلوا عن تشنجهم الواضح للجميع وأن يندمجوا بالعملية السياسية لا أن يقفوا جانبا متحفزين للأنقضاض عليها وتدميرها وأن يعوا بأن العملية السياسية بنيت بناء صحيحا الى حد كبير وأن تصحيح الأخطاء يكون بالكلمة الطيبة وليس بأهانة الناس واتهامهم بالعمالة.

وهم مطالبين ايضا باستعمال اسلوب التنازلات للحصول على المكتسبات وان هذا الأسلوب هو ممارسة رائعة تحقق قدرا مهما من التناسق التي لايمكن للمجتمعات العيش بدونها والنجاح ببناء انظمة حرة قوية.كما وأنهم مطالبين اليوم قبل الغد بتبديل اسلوبهم اللاحضاري في التعامل لأن السلوك اللاحضاري سيقوض مبدأ التحاور الديمقراطي ويشنج الأجواء مما سيترتب عليه اتخاذ مواقف متشنجة من الأخرين ويعود على الدولة والمجتمع بالضرر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو الحسن علي العراقي
2008-12-26
يحتاج الصدريون الى سنة ضوئية واحدة للتغيير! اعطيهم الحل هو العودة الطوعية الى خيمة الائتلاف حتى في المعادلات السياسية التي برع فيها قادة الائتلاف ونالوا رضا الشعب واثبتوا حسهم الوطني الخالي من المزايدات اما المسار الحالي للصدريين بعد براءة السيد م منهم فشيء غريب!فهو لامسار ولا مستقبل اذن ماذا يريدون؟ لقد حقق لهم الائتلاف وللوطن مكسباكبيرا باتفاقية خروج القوات الامريكية سلميا فماذا يريدون؟ هل لهم اهداف غير نخبطها ونشرب صافيها؟ انهم غير مقنعين حتى في لااءاتهم على كل شيء فمن هي جماهيرهم في الوسط الشيعي المتيقظ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك