( بقلم : د.سيف الدين احمد )
في كثير من زياراتي الى البصرة والناصرية والعمارة والسماوة والنجف وواسط كنت اقابل الناس واستفسر عن مدى رغبتهم بفكرة الاقاليم او الحكومات اللامركزية وكنت اقابل بكلمات القبول والاقبال على هذا المشروع من الكثير من الناس العاديين والكثير من المتحزبين من الانسان المثقف وحتى الانسان البسيط الذي يقطن الارياف ، الشباب والشيوخ وحتى النساء من المعلمات او المدرسات والموظفات وحتى ربات البيوت من الاقرباء وكان الكثير من الناس يقولون (لو كنا اقليم لشهدنا تطور كبير في الخدمات ) والبعض يقول ( لولا رفض الحزب الفلاني للفدرالية لعشنا اليوم في نعيم ) وكنت اظن ان مشروع الفدرالية هو مشروع البلاد بل ولا ازال اقول ان مشروع الفدرالية مشروع البلاد من وحي الناس والارقام التي اشاهدها يوميا وهي تقبل نحو الفدرالية لكن لماذا لم يقبل الناس على دعوة اقليم البصرة كما تؤكد اليوم مؤسسة العين التي يناط بها دائما مراقبة الانتخابات باعتبارها مؤسسة مجتمع مدني وهي تقول ان اقبال الناس على مشروع فدرالية البصرة ضعيف جدا بل من المعيب ان يذكر لان المراكز التي فتحت لم تستقبل لحد الان ومنذ فترة شهر الا افراد يعدون على اصابع اليد وهذه الظاهرة اوقفتني كثيرا وقررت دراستها فقمت بجولة الى البصرة التي اراد البعض ان يُروجوا لاقليمها المرتقب وخالطت اوساط متعددة من الناس ومن الذين كنت اعتقد فيهم القبول على مشروع الفدرالية وتلخصت اجابات هؤلاء بثلاث محاور اساسية :
المحور الاول : ينحصر في ان الطبقات البصرية وغيرها من المحافظات التي تريد الفدرالية كانت تريدها فدرالية لمجموعة من المحافظات اي ليس اقليم البصرة على حد او ميسان على حد او كربلاء على حد بل تريد اقليما يجمع على الاقل اربع اوخمس محافظات اوكل محافظات الوسط والجنوب واعتبر هؤلاء الناس ان هذا الموضوع مهم وان مشروع فدرالية يضم محافظة محافظة هو مشروع تقسيمي اولا ولا يلبي طموحات الشارع الميساني او الناصري او البصري او الديواني او غيره بل اشار الناس الى اقامة اقليم لكل محافظة يدعوهم الى الابقاء على نظام المحافظات وان لا غاية او محصلة من انشاء اقاليم متعددة وان اعطاء صلاحيات للمحافظات افضل من اقاليم محافظاتية وان الفرق بين اقليم محافظة واقليم الوسط والجنوب فرق كبير وهم يرغبون في تغيير واقعهم عن طريق اقليم واحد كبير وقوي وليس عن طريق اقاليم محافظاتية ستدفع الناس في المحافظات الى التعنصر لمحافظاتهم مما يؤدي الى نبذ الوطنية مقابل المحافظة وضياع الهوية نحو التشرذم والتقوقع .
المحور الثاني : ان المرجعية لم توحي بموافقتها ولم تشجع نحو اقليم محافظة البصرة او اقاليم متعددة بتعدد المحافظات ولكنها تدفع ولو اشارة نحو اقليم الوسط والجنوب بل اغلب الناس تقول بان المرجعية تدفع باتجاه الاقليم الواحد للوسط والجنوب مقابل ابداءها امتعاضها من اقليم البصرة المنفرد وانها قالت للنائب وائل عبد اللطيف عندما زار المرجعية لتأييده في مسعاها قالت : ( المخلصون دعو الى اقليم الوسط والجنوب فلماذا لاتنضم اليهم ولماذا تريدهم ان ينضموا اليك ) وهي اشارة واضحة على ان المرجعية تدفع باتجاه اقليم واحد لهذه المنطقة وليس باتجاه اقاليم متعددة .
المحور الثالث : الاشكال المطروح على مدعي الدعوة فالجميع يعتبر ان الشخص الذي دعى الى اقليم البصرة منفرد انما كان يريد ان يكسب اصوات انتخابية فقط وهو غير جاد في اقامة اقليم وهو يريد ان يفوز بجولة الانتخابات القادمة بعد ان خرج عن كتلته وادعى انه مستقل وان هذا الرجل معروف بانه (بائع كلام) وكانت البصرة قد جربته عندما صار محافظها بعد سقوط النظام مباشرة وكيف ترك البصرة تنوء بحملها الثقيل دون ان يقدم لها شيئا وان تبنيه للمشروع هو سرقة لجهود الاخرين حاول تصديرها او الاحتيال عليها لفترة من الزمن اي فترة الانتخابات وبعدها ينسى وعوده كما نسيها اكثر من مرة من قبل .
https://telegram.me/buratha
