المقالات

بعد هدوء العاصفة ... منتظر الزيدي ... وحذاء الأمة

1240 13:00:00 2008-12-25

( بقلم : غالب الياسري )

أستوقفتني كثيراً زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الوداعية الأخيرة الى بغداد ولقاءه بأطراف العملية السياسية والتوقيع مع السيد رئيس الوزراء على البيان المشترك لأتفاقية سحب القوات الأمريكية من العراق . حسب الأتفاق المبرم بين الجانبين مؤخراً وعودة قليلة الى الوراء تذكرنا ببداية عمليات التحرير وأسقاط نظام صدام حيث بالتأكيد أعتمدت الأدارة الأمريكية عند اقدامها على ذلك على حسابات عقلانية منطقية وصحيحة بأعتبار أن الشعب العراقي عانى كثيراً من الظلم والقمع والأضطهاد والحروب والقتل وتبديد  الثروات على يد نظام الجريمة . وأن شعبا بهذه الوضعية والمعاناة ووفق هذه الحسابات سيرحب بالتأكيد ويستغل هذه الفرصة المتاحة لأسقاط النظام لترميم جراحه والشروع في بناء  نفسه سياسياً واقتصادياً وعلمياً فما الذي حدث ....

نعم تغير النظام وولى نظام البعث الى غير رجعة وبدأت معالم العملية السياسية تتعزز يوما بعد يوم رغم بعض الأخفاقات طبعاً وخرج شعبنا متأهباً لأنتخاب من يمثله في مجلس النواب وكتابة الدستور العراقي والتصويت عليهوتم اكتشاف المقابر الجماعية وتوقف النزيف البشري من الضحايا لأهلنا وعوائلنا وتغيرت حياة الناس أقتصادياً وأجتماعياً وتحسن الوضع المعاشي لشرائح واسعة من المجتمع العراقي وتكفلت الدولة ومؤسسات المجتمع المدني الشرائح الأخرى المعدمة من الأيتام والأرامل وذوي الأحتياجات الخاصة ونجحت دوائر الرعاية الأجتماعية في رعاية المسنين والمرضى  وغير القادرين على العمل .

 وفوق هذا وذاك تعززت ثقة المواطن بنفسه وأصبح له القول الفصل وله الرأي الحكم في تقييم عمل ودور الأحزاب والكيانات السياسية المشاركة في العملية السياسية وأمتلك حيزاً واسعاً من الوعي بما يسمح له بممارسة حقه وسلطاته في الأختيار والمراقبه والعزل أو المكافئة ... كل ذلك من ثمار التحرير ونتائجة العملية لمصلحة الشعب العراقي نتيجة لتدخل المجتمع الدولي وتحديداً القوات الأمريكية والبريطانية لمساعدة شعبنا في الخلاص والتحرير فما الذي نريد أكثر من ذلك ولِمَ يقف البعض موقفاً متشنجاً من هذه الأحداث والمكاسب وماذا لو لم يحدث ذلك من سيقف معنا . من يمد لنا يد العون من أبناء جلدتنا قوميين أو مسلمين .. كيف نجازي من شاركنا بدم أبنائه وعرض اقتصاده للخطروجازف بمستقبل حزبه في الأنتخابات الأخيره في الولايات المتحدة الأمريكية.

اضع كل هذه التساؤلات في خانة من يتبنى الفكر القومي البعثي الذي لم نجني منه ألا الخراب والدمار والحروب والويلات والمقابر الجماعية لم نجني من هؤلاء ألا القتل والتهجير وقبل هذا و ذاك كانوا يتفرجون على المأساة والألم والمعاناة عندما كنا نرزح تحت حكم البعث والطاغية صدام .

منتظر الزيدي ذلك الصحفي المعتوه وتلك القناة التي لاتمت الى بغداد بأي صلة الآ الأسم وبغداد منها براء . منتظر الزيدي كان من الممكن أن يتحدث وبأعلى صوته رافضاً الوجود الأمريكي ومعبراً عن امتعاضه من الرئيس جورج بوش وعدم تأييده له كان ذلك ممكناً ومقبولا لو تم بطريقة أخلاقية . من باب حرية التعبير والرأي ولا ننسى أن القناة التي يعمل فيها الزيدي معروفة بعدائها الشديد للحكومة العراقية وللأدارة الأمريكية , وذلك بحد ذاته ممارسة رائعة للديمقراطية وللحرية الأعلامية يحسب في خانة الحكومة العراقية أن تسمح لهذا المراسل والقناة بالمشاركة في المؤتمر الصحفي .. أذن كيف تصرف منتظر الزيدي .

 لقد تصرف بطريقة وقحة وغير أخلاقية وغير مناسبة ولا تتناسب مع أخلاق المهنه والصحافة وفي كل ذلك لايمكنأعتبارها طريقة مناسبة للتعبير عن الرأي نسجل ذلك على الصحفي منتظر الزيدي ومن طبل له ومن أيده من دعاة القومية والفضائيات العربية التي لم تتبنى يوماً جرح العراقيين وآلامهم وشلة المحامين العرب الذين هم أبعد مايكون عن شرف المهنة والضمير وطالما تفرجوا وسكتوا عن جرائم صدام وأعوانه فرصة كبيرة اتاحها لهم الزيدي لتغييب الأنظار عن الزيارة وأهميتها ولقاء الرئيس جورج بوش بالقادة المنتخبين رئيس الوزراء ومجلس الرئاسة والتوقيع على هذه الأتفاقية وذلك مظهر من مظاهر السيادة والعمل بالتكافؤ بين دولتين ذات سيادة وهذا ما لا تتمناه القنوات الفضائية العربية وشلة القوميين الفاسدين الذين لم يحركو ساكناً في يوم ما أتجاه حكامهم وزعمائهم ممن عَمّرَ في سدة الحكم والرئاسة ولسنوات طويلة ... لماذا لايقوموا هم بهذه المهمة ويرفعوا أحذيتهم بوجه حكامهم أو بوجه من يدّعونَ أنهم أعدائهم وطالما عقدوا الكثير من المؤتمرات الصحفية العلنية في بلدانهم والتي يتواجد فيها الأمريكان ومنذ سنوات طويلة وبدون أتفاقيات . وهنا نتسائل مذا لو رميت الحذاء في وجه حاكم عربي ما الذي سيحدث ...

لماذا يريدوا منا أن نفعل كل شئ . لماذا علينا فقط أن نقاوم ونعادي ونتصدى وهم يتفرجوا ويضحكوا علينا لمذا لا نستثمر أجواء الديمقراطية والحرية وننطلق وبآفاق واسعة ورحبة للبناء والأعمار ودخول عالم المدنية الحديثة والصناعة ونمتلك أسباب التقنية والتكنولوجيا وبناء المجتمع المدني القائم على الحضارة الأنسانية ومبادئ ديننا الحنيف .

منتظر الزيدي أن خلدك المرجفون هذا اليوم فسيلعنك التأريخ وشعبنا ودماء الأبرياء وضحايا المقابر الجماعية ولترتد حذائك على وجهك وعلى وجه من طبل لك ولفعلتك الدنيئة ولترتد على وجه من تغنى وتفرج وسكت والى مزبلة التأريخ لكل دعاة القومية البعثية وأمة الحذاء

غالب الياسريإذاعة كربلاء - صوت العراق الجديدديترويت 25/12/2008

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-12-25
لو الرئيس بوش لكان لحد هذا الوقت المقبور وحثالاتة وكابونات النفط مستمرة والشعب العراقي كلة تحت مطرقت المنعول الوقت تغير بالرغم من الاخطاء الفادحة الكبيرة التي وقعت بها الجكومة الامركية بتقديم شلة من الحرامية الى واجهة الحكومة العراقية كايهم السامرائي والشعلان و وعلاوي ودول الجوار الاعرابية التي ارسلت الارهاب الى العراق وامريكا التي تركت الحدود الى هؤلاء القتلة لكن الشي يذكر وسجل في التاريخ لو لابوش لم سقط المقبور والقومجيون لا يحبونة و هذة فرصة الى العراقيون يجب استثمارها على احسن وجه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك