المقالات

بعد هدوء العاصفة ... منتظر الزيدي ... وحذاء الأمة

1121 13:00:00 2008-12-25

( بقلم : غالب الياسري )

أستوقفتني كثيراً زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الوداعية الأخيرة الى بغداد ولقاءه بأطراف العملية السياسية والتوقيع مع السيد رئيس الوزراء على البيان المشترك لأتفاقية سحب القوات الأمريكية من العراق . حسب الأتفاق المبرم بين الجانبين مؤخراً وعودة قليلة الى الوراء تذكرنا ببداية عمليات التحرير وأسقاط نظام صدام حيث بالتأكيد أعتمدت الأدارة الأمريكية عند اقدامها على ذلك على حسابات عقلانية منطقية وصحيحة بأعتبار أن الشعب العراقي عانى كثيراً من الظلم والقمع والأضطهاد والحروب والقتل وتبديد  الثروات على يد نظام الجريمة . وأن شعبا بهذه الوضعية والمعاناة ووفق هذه الحسابات سيرحب بالتأكيد ويستغل هذه الفرصة المتاحة لأسقاط النظام لترميم جراحه والشروع في بناء  نفسه سياسياً واقتصادياً وعلمياً فما الذي حدث ....

نعم تغير النظام وولى نظام البعث الى غير رجعة وبدأت معالم العملية السياسية تتعزز يوما بعد يوم رغم بعض الأخفاقات طبعاً وخرج شعبنا متأهباً لأنتخاب من يمثله في مجلس النواب وكتابة الدستور العراقي والتصويت عليهوتم اكتشاف المقابر الجماعية وتوقف النزيف البشري من الضحايا لأهلنا وعوائلنا وتغيرت حياة الناس أقتصادياً وأجتماعياً وتحسن الوضع المعاشي لشرائح واسعة من المجتمع العراقي وتكفلت الدولة ومؤسسات المجتمع المدني الشرائح الأخرى المعدمة من الأيتام والأرامل وذوي الأحتياجات الخاصة ونجحت دوائر الرعاية الأجتماعية في رعاية المسنين والمرضى  وغير القادرين على العمل .

 وفوق هذا وذاك تعززت ثقة المواطن بنفسه وأصبح له القول الفصل وله الرأي الحكم في تقييم عمل ودور الأحزاب والكيانات السياسية المشاركة في العملية السياسية وأمتلك حيزاً واسعاً من الوعي بما يسمح له بممارسة حقه وسلطاته في الأختيار والمراقبه والعزل أو المكافئة ... كل ذلك من ثمار التحرير ونتائجة العملية لمصلحة الشعب العراقي نتيجة لتدخل المجتمع الدولي وتحديداً القوات الأمريكية والبريطانية لمساعدة شعبنا في الخلاص والتحرير فما الذي نريد أكثر من ذلك ولِمَ يقف البعض موقفاً متشنجاً من هذه الأحداث والمكاسب وماذا لو لم يحدث ذلك من سيقف معنا . من يمد لنا يد العون من أبناء جلدتنا قوميين أو مسلمين .. كيف نجازي من شاركنا بدم أبنائه وعرض اقتصاده للخطروجازف بمستقبل حزبه في الأنتخابات الأخيره في الولايات المتحدة الأمريكية.

اضع كل هذه التساؤلات في خانة من يتبنى الفكر القومي البعثي الذي لم نجني منه ألا الخراب والدمار والحروب والويلات والمقابر الجماعية لم نجني من هؤلاء ألا القتل والتهجير وقبل هذا و ذاك كانوا يتفرجون على المأساة والألم والمعاناة عندما كنا نرزح تحت حكم البعث والطاغية صدام .

منتظر الزيدي ذلك الصحفي المعتوه وتلك القناة التي لاتمت الى بغداد بأي صلة الآ الأسم وبغداد منها براء . منتظر الزيدي كان من الممكن أن يتحدث وبأعلى صوته رافضاً الوجود الأمريكي ومعبراً عن امتعاضه من الرئيس جورج بوش وعدم تأييده له كان ذلك ممكناً ومقبولا لو تم بطريقة أخلاقية . من باب حرية التعبير والرأي ولا ننسى أن القناة التي يعمل فيها الزيدي معروفة بعدائها الشديد للحكومة العراقية وللأدارة الأمريكية , وذلك بحد ذاته ممارسة رائعة للديمقراطية وللحرية الأعلامية يحسب في خانة الحكومة العراقية أن تسمح لهذا المراسل والقناة بالمشاركة في المؤتمر الصحفي .. أذن كيف تصرف منتظر الزيدي .

 لقد تصرف بطريقة وقحة وغير أخلاقية وغير مناسبة ولا تتناسب مع أخلاق المهنه والصحافة وفي كل ذلك لايمكنأعتبارها طريقة مناسبة للتعبير عن الرأي نسجل ذلك على الصحفي منتظر الزيدي ومن طبل له ومن أيده من دعاة القومية والفضائيات العربية التي لم تتبنى يوماً جرح العراقيين وآلامهم وشلة المحامين العرب الذين هم أبعد مايكون عن شرف المهنة والضمير وطالما تفرجوا وسكتوا عن جرائم صدام وأعوانه فرصة كبيرة اتاحها لهم الزيدي لتغييب الأنظار عن الزيارة وأهميتها ولقاء الرئيس جورج بوش بالقادة المنتخبين رئيس الوزراء ومجلس الرئاسة والتوقيع على هذه الأتفاقية وذلك مظهر من مظاهر السيادة والعمل بالتكافؤ بين دولتين ذات سيادة وهذا ما لا تتمناه القنوات الفضائية العربية وشلة القوميين الفاسدين الذين لم يحركو ساكناً في يوم ما أتجاه حكامهم وزعمائهم ممن عَمّرَ في سدة الحكم والرئاسة ولسنوات طويلة ... لماذا لايقوموا هم بهذه المهمة ويرفعوا أحذيتهم بوجه حكامهم أو بوجه من يدّعونَ أنهم أعدائهم وطالما عقدوا الكثير من المؤتمرات الصحفية العلنية في بلدانهم والتي يتواجد فيها الأمريكان ومنذ سنوات طويلة وبدون أتفاقيات . وهنا نتسائل مذا لو رميت الحذاء في وجه حاكم عربي ما الذي سيحدث ...

لماذا يريدوا منا أن نفعل كل شئ . لماذا علينا فقط أن نقاوم ونعادي ونتصدى وهم يتفرجوا ويضحكوا علينا لمذا لا نستثمر أجواء الديمقراطية والحرية وننطلق وبآفاق واسعة ورحبة للبناء والأعمار ودخول عالم المدنية الحديثة والصناعة ونمتلك أسباب التقنية والتكنولوجيا وبناء المجتمع المدني القائم على الحضارة الأنسانية ومبادئ ديننا الحنيف .

منتظر الزيدي أن خلدك المرجفون هذا اليوم فسيلعنك التأريخ وشعبنا ودماء الأبرياء وضحايا المقابر الجماعية ولترتد حذائك على وجهك وعلى وجه من طبل لك ولفعلتك الدنيئة ولترتد على وجه من تغنى وتفرج وسكت والى مزبلة التأريخ لكل دعاة القومية البعثية وأمة الحذاء

غالب الياسريإذاعة كربلاء - صوت العراق الجديدديترويت 25/12/2008

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-12-25
لو الرئيس بوش لكان لحد هذا الوقت المقبور وحثالاتة وكابونات النفط مستمرة والشعب العراقي كلة تحت مطرقت المنعول الوقت تغير بالرغم من الاخطاء الفادحة الكبيرة التي وقعت بها الجكومة الامركية بتقديم شلة من الحرامية الى واجهة الحكومة العراقية كايهم السامرائي والشعلان و وعلاوي ودول الجوار الاعرابية التي ارسلت الارهاب الى العراق وامريكا التي تركت الحدود الى هؤلاء القتلة لكن الشي يذكر وسجل في التاريخ لو لابوش لم سقط المقبور والقومجيون لا يحبونة و هذة فرصة الى العراقيون يجب استثمارها على احسن وجه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك