بقلم : سامي جواد كاظم
تشريع القوانين لابد له من مشرع عالم بكل حيثييات المسالة او الوضع الذي يحتاج التشريع مع الاخذ بنظر الاعتبار الزمان والمكان . التشريع الاسلامي تشريع حدوده المكانية كل بقعة ارض يقطنها انسان وزمانه مع كل اشراقة للشمس ومغيبها وهنا فالعقلية التشريعية هي العقلية المتكاملة في معرفة كل ما يمس الحياة البشرية منذ ان وطأة قدم ادم الارض الى قيام الساعة والكامل الواحد الاحد هو الله عز وجل فالتشريع الذي لا يشرعه الله عزوجل في نفس المساحة والزمان المشار اليهما يعد تشريع ناقص وهذا ما اقر به اغلب عباقرة الفلسفة منهم ابن سينا والفارابي والالوسي .
ولنخص حديثنا بالمراة التي هي محور مقالنا ، هذا الكائن الرائع خصصت له تشريعات تختلف عن التشريعات التي تخص الرجل وهنا دخل العلمانيون للعبث بهذه القوانيين حيث ان البنية النسائية لا تطيق التشريع الرجالي لا لوجود نقص فيها بل لانها تتمتع بمهارات ومواهب لا يتمتع بها الرجل .وهنا عندما حاول العلمانيون تغييرهذه التشريعات او وصفها بالمجحفة صادفتهم كثير من العواقب التي لم يستطيعوا التغلب عليها ، اضف الى ذلك المكابرة التي يتبجحون بها من انهم منحوا المراة حقوقها وساكشف الزيف من خلال مقالاتي هذه .
الله عز وجل عندما يشرع قانون معين ليلزم به عباده فهذا القانون قد يكون طرفيه الفرد والله عز وجل او فرد وفرد اخر ، فالذي يكون الله عز وجل احد اطرافه فهذا يخص العبد ومولاه ولكن الذي يخص تنظيم العلاقة بين العباد هنا حاولنا ولا زلنا نحاول فهم ابعاد التشريع الذي شرعه الله عز وجل في هذا المجال او ذاك وعند البحث والدراسة وعلى مختلف القرون وجد العلماء والفقهاء والمفكرون والقائمون على امور الدولة ان التشريعات الالهية محكمة بشكل لا يتخللها الباطل وانها تنصف الطرفين بانصاف الهي واذا ما حاولوا العبث بفقرة من فقراتها اعترضتهم المشاكل .
ومن هنا طالما لاحظنا هذه التشريعات الالهية انها تصب في صالحنا وعليه فالتشريع الذي لا نستطيع استقرائه نعلم انه في صالحنا طالما انه الهي وبحكم العطف واللطف الالهي لعباده .من هذه التشريعات التي كثيرا ما يطبل لها الغرب التشريعات التي تخص المراة ومنها مثلا الارث والشهادة والزواج وتشريعات اخرى .هذه التشريعات وكما اسلفت شرعها الله عز وجل لغايات واسباب قد لا ندركها نحن الان وقد ندركها مستقبلا ولكن لي التعقيب علي احد هذه التشريعات مثلا الارث .
المعلوم ان الارث يوزع حسب التشريع الاسلامي للذكر مثل حظ الانثيين وهذا لا يتفق والعلمانية ، السؤال هنا اصحاب العلاقة هل يعتقدون صحة هذا التشريع ام لا ؟ لو كان الجواب بالايجاب فهذا يعني لهم الحق في تطبيقه وطبقا للحرية التي تنادي بها العلمانية لا يحق لهم التدخل في هذا الشان ، ولو كان الجواب النفي اي ان اصحاب العلاقة لا يؤيدون قانون الارث الالهي اذن لو كان الاب لا يؤمن بذلك فانه يستطيع تقسيم ما يملك وحسب ما يريد قبل مماته ويثبت ذلك قانونا حتى يتم تنفيذ رغباته ، بمعنى لو كان لرجل ولد وبنت وزوجة ويريد تقسيم املاكه بالتساوي بين الثلاثة فانه يستطيع ذلك في حياته كان يمنح كل فرد دار من دوره الثلاثة او تقسيم امواله على ثلاثة واعطائهم حصصهم في حياته ، فهل هذا مخالف للتشريع الاسلامي ؟ الجواب كلا بل له مطلق الحرية في العمل والتصرف بماله كيف يشاء ، وحتى لو حرم احد المستحقين في حياته بالرغم من الكراهية فله الحق في ذلك .ولو مات صاحب الارث وبقي الولد والبنت والام وهؤلاء الثلاثة لا يريدون تطبيق التشريع الاسلامي وارادوا القسمة بالتساوي بينهم وبالتراضي فهذا حقهم ايضا ، ولكن لو وقع الخلاف بينهم هنا ياتي التشريع الالهي ليفصل بينهم وطالما انه الله عز وجل الحاكم العادل فلا جدال في حكمه .
اما ان المتوفي يوصي بتقسيم ارثه بعد مماته فهذا لا يجوز شرعا لانه لا يكون المالك الشرعي لماله بعد وفاته ولا يستطيع الاخذ او المنع باستثناء الحصة التي قررها الشارع المقدس له .وهنا لا اتطرق الى الخلافات المستمرة الى يومنا هذا في المجتمعات العلمانية في تشريع قانون للارث ثابت ، ففي القانون البريطاني لا تمنح البنت ولا جنيه استرليني غير الذي يقرره الابن الاكبر من مصروفات لها بحجة المحافظة على املاك العائلة وخوفا عليها من التفتت .
اما القانون الالماني فانه يلزم كل صاحب املاك توكيل شخص يمنح حق التصرف والتمليك بعد وفاته وكائن من يكون حتى الغريب .اما المجتمع الفرنسي والامريكي فكم من ثري اوصى بامواله لكلبه وحرم اولاده من امواله فهل هذه العدالة العلمانية ؟اما تجاسر العلمانية على المراة وتضليل الراي العام العالمي انها تساوي بين الرجل والمراة فانه واضح لكل عاقل لبيب غشهم هذا ولاستدل بامثلة من واقعهم الحالي .
بالرغم من طبيعة جسد المراة التي خلقها الله عز وجل بشكل رائع وبكمال دقيق حاول الغرب اشراكها في اعمال ومجالات لا تتفق وجسمها على سبيل المثال الرياضة فاننا نرى امراة تلعب المصارعة وكمال الاجسام بل وحتى كل الرياضات الاخرى من كرة قدم وسلة وطائرة وساحة وميدان فاذا كانت المراة مثل الرجل لماذا لا تكون المصارعة والملاكمة مختلطة وكرة القدم والطائرة والساحة والميدان مختلطة بينهم لا ان تكون رياضة نسوية واخرى رجالية لماذا هذه التفرقة ؟ واذا استطعتم ذلك فلماذا لا تكون قواتكم المسلحة نسائية خالصة ؟ انها مجرد اشراك مجندات مع الجيش الامريكي ظهرت فضائح في فيتنام قام بها الجنود الامريكان مع المجندات .يتبع
https://telegram.me/buratha