المقالات

اسرار لقاء الصحفيين بالمالكي

1622 14:45:00 2008-12-24

( بقلم : علي الخياط )

على عجل ودون معرفة الدوافع الحقيقية من ورائها فقد تم تنظيم والتحضير لجلسة خاصة تجمع بعض النخب الصحفية مع رئيس الوزراء السيد نوري المالكي على قضية المراسل منتظر الزيدي وبالفعل تم الاتفاق على اجتماع المدعوين في فندق المنصور ميليا،وكان منهم الصحفي والكاتب ورئيس المؤسسة ومقدم البرامج وحتى الموظف في هيئة امناء شبكة الاعلام العراقي ،ودارت حوارات جانبية بين المدعوين الذين طرح بعضهم فكرة تخويل الدكتور هاشم حسن بالحديث وعدم اعتبار قضية الزيدي هي القضية التي من اجلها يعتقد ذلك اللقاء وانما تكون ثانوية،وليتم طرح قضايا عامة تكون قضية ذلك المراسل واحدة منها.

احد الصحفيين حذر من رفع الكلفة مع رئيس الوزراء وزيادة جرعات التملق من خلال اعتبار منتظر الزيدي مجرما ويجب معاقبته وقال بالحرف الواحد ..لاتقدموا منتظر الى المذبح فهو صحفي وليس نعجة ،ولابد من التركيز على الشأن المهني،وخاصة وان منا الصحفي والكاتب والمذيع ومدير الاخبار ورئيس المؤسسة والمدافع عن حريات الصحفية.. ماحصل ان اللقاء حرّف عن مساره ودخل بعض الاعلاميين في سباق من اجل الظفر بفرصة الحديث وابداء الرأي ،وكان التملق واضحا منهم باستثناء الذين قرروا السكوت وعدّوا حضورهم بروتكوليا لأنهم يعتقدون ان القضية محسومة لجهة تحويلها الى القضاء ولاداع للخوض فيها والمزايدة عليها ،وان رئيس الوزراء لن تكون لديه قدرة على التدخل فهو لايريد ان يدخل نفسه في مشكلة مع مجلس القضاء الاعلى والكتل السياسية والمتربصين به من الجهات الاربع ،ولن يجد ابدا اية فرصة للتأثير في مجريات القضية حتى مع تأكيده على تنازله عن حقه الشخصي ،وكان ذلك واضحا من خلال تعليق المتحدث باسم قناة البغدادية عبد الحميد الصائح مساء الاثنين الماضي حين امتدح الحاضرين الذين فضلوا السكوت حيث دلّ على صمتهم على رفضهم لمهزلة التملق التي كان ابطالها عدد من الاعلاميين،الذين بدأوها بكلمة سيدي ،وانهوها بتهديد المالكي في حال عفا او ساهم في اطلاق سراح منتظر الزيدي.

الاعلاميون الذين التقوا المالكي افترقت بهم الاهواء والامزجة والاتجاهات والادلجات ،فمنهم الشيوعي والبعثي ،ومنهم الاسلامي والعلماني ،ومنهم السني والشيعي،وكان منهم من لم يتعرف على بعض المدعوين وكان ذلك لقاؤه الاول به ،ولم يكونوا بصدد التملق ،ولم تكن الاكذوبة التي اطلقها احد التدريسيين في كلية الاعلام من ان المدعوين تم تلقينهم ما كانوا يتحدثون به سوى بالون مليء بالهواء العادي اذ ان المعروف عنهم شدة وقاحتهم وجرأتهم ،لكني اتفق مع الرأي القائل بأن بعض الذين تملقوا لرئيس الوزراء كانوا يمنون النفس بمكرمة شبيهة بالتي كانوا يتلقونها من صدام، وان هذا الاستاذ الاعلامي كان يتحدث للبغدادية لآنه حانق جدا لعدم شموله بالدعوة الكريمة خاصة وانه اعلامي معروف في الحاضر والماضي..

احد الصحفيين والمعروف بتصريحاته المتوازنة اكد لبعض الزملاء ان اي مداخلة ستسجل ضد اصحابها مهما كانت وجهتها خاصة مع الانقسام في الرأي العام..لذلك نصحهم بالسكوت والاكتفاء بتوزيع نوع من الابتسامات الهادئة..ماصدر عن الدائرة الاعلامية لمجلس الوزراء صبّ في قناة المجلس ،وتحدث البيان الذي تم بثه بعد اقل من ساعة عن ادانة بالاجماع تقدم بها الصحفيون ضد زميلهم ، بينما الحقيقة كانت تقول ان عددا لايستهان به منهم كان بالضد من طروحات التحريض ودفع رئيس الوزراء لألحاق الاذى بالزيدي اخرون استغلوا المناسبة لتذكير المالكي بمسؤوليته عن حماية الحريات الصحفية ودعم الاعلام الحر..

والامانة المهنية تقتضي القول ان جميع المدعوين اتفقوا على رفض اي هدية او مبالغ مالية قد تقدم لهم ،حتى لو كانت شكلية ،ولم يتناولوا الغداء ،ولم يطلبوا حتى ماء ،اضافة الى انشغال رئيس الوزراء بتوقيع عقد مع شركة سيمنز الاملانية لبناء محطات كهربائية بطاقة 330 ميكا واط وكان وزير الكهرباء ينتظر في الغرفة المجاورة ومعه ممثلوا الشركة ،وكانت وزيرة خارجية اليابان تنتظر هي الاخرى اللقاء برئيس الوزراء ،وهي اشارة الى الاهمية التي كان المالكي يراها في حضور النخب الصحفية ..اللافت في الامر ان المالكي دعا ضيوفه ليكونوا صحفيين احرار وان يقولوا الحقيقة ،وانهم لن يسجنوا اذا عبروا عن ارائهم بطرق واضحة واشار الى استقلالية القضاء العراقي ،وانه سيكون مستعدا للقبول بأي حكم يصدره ذلك القضاء ..

اخيرا لابد من التأكيد على ان الصحفيين الذين حضروا لقاء المالكي لم يكونوا مرتبطين بالحكومة وظيفيا على الاقل..وانهم عبروا عن قناعات شخصية ،فقد تم ذكر بعض الذين تحدثوا بقسوة عن الزيدي تمسكهم بمواقفهم لأنها حقيقية ،وليست للمجاملة وعدوا تصرف الزيدي غير مقبول مطلقاً لكنهم ليسوا بصدد اصدار احكام مسبقة او اعتباره بمجرم حرب...

كل ما كتبته في هذا المقال ليس من عندياتي انما هو نتاج حوارات مع بعض الزملاء الذين حضروا اللقاء ورفضوا ان يكونوا مطبلين في فرقة بعض من يدعي القيادية في الاعلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-12-25
الصحافةوالصحفيون العراقيون ان مهنة الصحافة سلاح ذو حدين كذلك الحرية والفدرالية لكن على الصحفين مسؤولية كبيرة خصوصا الان وخطر الصحفي واضح كما هو خطر الدكتور والمثقف لذلك حاول الارهاب بكل الطرق القضاء على هذة النخب لكن يبقى على الصحفي العراقي واجب هو حماية الدولة العراقية مهما تغيرت افكارة واتجاهة فالصحفي الالماني لا يفرط في دولتة في اي مكان عمل فاللقاء بين المالكي والصحفين كان مهم بعد السركوس الذي عملة الزيدي كي يعرف كل ماهي حدودة وان العمل الصجفي عمل مهني وليس رمي احذية على الهواء
مرتضى الخفاجي
2008-12-25
الاخ الخياط بصراحة اعطينا رئيك؟ يارب الحسين احفظ العراق
ابو زهراء
2008-12-25
لابد من فتح قسم الاخلاف الحميدة في نقابة الصحفين ليس فقط هوية الصحفين وشهادة عضوية لابد من الصحفين وخاصة الجدد ان يدخلوا دورات في قسم الاخلاق الحميدة وتذكروا ان محمد ص علية وال يغير امة كاملة (باخلاقه) وقال الله سبحانه وتعالى له وانك لعلى خلقا عظيم بارك الله فيك يااخ علي الخياط نقلت الصورة لكل الناس
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك