( بقلم : بهجت الخزاعي )
اصيب الإعلام العربي والاسلامي بل وحتى العالمي في الايام القليلة الماضية بحمّى منتظر الزيدي فتلاطمت الامواج الاعلامية بين مدّ التأييد وجزر الرفض والناس غارقون بين هذه وتلك، وانا برغم طبيعتي الإندفاعية انتظرت بعض الشيء لأرى الحالة التي ستستقر عندها تلك الزوبعة وأعتقد الان ان الاجواء مواتية لمناقشة الامر بروية ومن مختلف الابعاد، ولنبدأ اولا بجورج بوش وحكومة الولايات المتحدة ،لا شك انه سفاح من الطراز الأول وهو مسؤل بصورة مباشرة هو وحكومة عن انهار من الدماء التي سالت ولا تزال تجري من جسد الأمة العربية والأسلامية ولا شك ان إهانته تهدىء شيئا من الآمنا.
ولكني اعرض المسألة بالشكل التالي: هل وصلت حال الأمة الاسلامية الى درجة من الانهزام بحيث انها تحاول حل مشاكلها المصيرية برمية حذاء؟. هل يقدر المجنون على تقبل هذه الفكرة لكي نقنع بها العاقل؟ هل يعتقد منتظر نفسه بذلك؟ هل يمكننا تحرير العراق وفك حصار غزة ومن ثم تحرير فلسطين وافغانستان وإزالة الكيان الغاصب بهكذا تفاهات.
ان المقاومة الاسلامية في لبنان الإباء لم تنتصر إلا بالجهاد الحقيقي في ساحات القتال بصواريخ موجهة وعمليات استشهادية ومضادات الدروع وسواعد قوية تحمل البنادق وعيون ساهرة وقبل كل ذلك القلوب المؤمنة. اذكر قبل سننين عدة عندما سؤل سيد المقاومة السيد نصر الله عن رد فعل المقاومة في حال إقدام إسرائيل على تدمير محطات توليد الطاقة الكهربائية فكان السؤال: هل ستضربون المحطات الاسرائيلية فأجاب: لا بل سنقتل جنودهم فنحن لسنا هنا لنشفي غيض قلوبنا ( او ما يماثل هذا التعبير).
لننظر للحادثة من زاوية اخرى.ماذا لو كان بوش واقفا بجنب عبد الله بن عبد العزيز وعلى ارض نجد والحجاز (مملكة ال سعود)، بالتأكيد لأصبح منتظر متهورا وخارجا عن طاعة ولي الامر وحتى وإن كان بوش محتلا فهذا الاسلوب غير جائز لأن ولي الامر هو الذي يحدد اسلوب المواجهة ولربما ضربت عنق منتظر يوم الجمعة المقبل.ادهشني كثيرا موقف وسائل إعلام الأحبة في لبنان وإيران حتى ان مقدم أحد البرامج رد على أحد الرافضين لفعل منتظر بالقول ان الشارع العربي مسرور جدا من هذا الفعل. في مقام الجواب اقول للأخ مقدم البرنامج ان الشارع العربي هذا نفسه مسرور جدا ممن حرق دار فاطمة الزهراء وكسر ضلعها بدليل انه يمجده ايما تمجيد وهذا الشعب نفسه نصب المآتم لعدي وقصي والزرقاوي واعتبرهم شهداء الامة كما ان هذا الشعب نفسه كاد ان يموت حزنا على صدام التكريتي. هل رضا هذه الجماهير المسكينة او سخطها حجة على العقلاء؟. ما هكذا تؤكل الكتف .
مسألة مهمة اخرى يجب الالتفات اليها وهي ان هذه الحادثة ممكن ان تتكرر مع اي شخص وفي اي بلد وبدون استثناء.اذ لا يوجد ولو شخص واحد اليوم مرضي من قبل الجميع فلو زار مثلا الدكتور احمدي نجاد باكستان فمن الممكن ان يقوم له وهابي متطرف ويقول له يا رافضي......... كذا كذا، ولو زار عبد الله بن عبد العزيز العراق مثلا فيقوم له شيعي متطرف ويقول له يا وهابي... وهلم جرة .
هذا كل ما لدي ارجوا ان اكون قد وفقت في ايصال فكرتي كما ارجو من الاخوة القراء الرد المنطقي العقلائي على النقاط التي اثرتها.
والله ولي التوفيقبهجت الخزاعي
https://telegram.me/buratha