( بقلم : زهراء محمد )
منذ 28 سنه من الغربة بعد تهجيري انا والعائلة وبيوت اعمامي واقاربي جميعا الى المجهول حيث تلك الليلة التي لا تنمحي من ذاكرتي رغم مرور سنين واعوام بعد عذاب السجن ثم الترحيل وسلب كل ما نمتلك فاصعب شيء يمر على الانسان عندما يفقد موطنه الذي تربى به وانعم بخيراته . فذقت طعم الحرمان والظلم وانا في مقتبل عمري حيث رحلت انا وآخواتي الصغيرات مع ابي المسن وامي ولكن بقي ورائنا اخوتي الاربعة حيث صغيرهم كان في الثالثة عشر من عمره انذاك كم يالمني عندما اتذكر كلماته الاخيرة قبل فراقنا منهم كان يتوسل باأمي لاتتركيني ياأمي اذا سفرتوا انا أتي معكم فكانت والدتي تبكي بمراره وكل ما اخد من البيت هو بعض الحلوى وكان يظن أنه سوف يعطيه لوالدتي التي كانت مصابة بالسكر لانها بعض المرات كانت تحتاجه عند انخفاض السكر عندها.
بعده رحلنا من غير آخوتي الاربعة واولاد اعمامي قاسينا ظلم النظام الدموي البعثي ثم مررنا بظروف لايعلمها الا الواحد القهار ..من جميع النواحي الانسانية ثم رحلت الى بريطانيا انا وابي حيث اصابة مرض عضال لتداوي في احدى مستشفيات لندن فمنذ تلك اللحظة بدانا انا وابي بطرح ظروف العراقيين مع النظام البعثي الدموي فمرة من يسمعنا ومرة آخرى لايسمعنا المهم قصتنا طويلة ومؤلمة..
فمنذ 28 سنه لم نذق طعم الجكليت حتى اولادي لم اسمح لهم بذوق الجكليت رغم انه مغري جدا جكليت انكليزي[ ماكنتوش ]وهي ماركة مشهوره عالميا..فأول جكليت ذقته مع اولادي يوم اعدام الطاغية صدام وكانت اكبر واحلى فرحه بأعدام اكبر انسان دموي على وجه الارض وكذالك فرحة الجكليت حيث فرح اولادي واولاد اخواتي لاننا حرمناهم من اكل الجكليت لان اخي الصغير اعدم ولم يذق الجكليت حيث كان يعتقد انه سوف يرى امي ويعطيه لها .. واخيرا كل عام وانتم بكل خير ودما تذكروا شهداء العراق.
https://telegram.me/buratha