( بقلم : ذو الفقار ال طربوش الخفاجي )
دولتان في الشرق الأوسط مؤثرتان بالوضع الإقليمي سلبا وإيجابا، السعودية ومصر . مصر بقوتها الإستخبارية التي تعتمد التمحيص ألمعلوماتي الدقيق وتفرد لكل الدول العربية قاطبة شعبا متخصصة بالشؤؤن العائدة لها وتبني الدولة المصرية التي يحكمها الحزب الواحد مواقفها الرسمية بناء على معطيات المخابرات . اما السعودية فتنهض بأعباء الكتلة النقدية الكبرى التي لايهزّها صرفيات أمير واحد باذخ وهو الأمير الوليد بن طلال أمير الروتانات وما أدراك مافعلت بالشباب العربي والإسلامي تلك قنوات العهر والرذيلة المدروسة الإيحاء والتوجيه والتضليل.طيلة خمسة سنوات لم تتقدم السعودية نحو وطني العراق خطوة واحدة بالتبادل الدبلوماسي وفتح السفارات او حتى حوار الأديان على الأقل؟!
نعم المشهد الرسمي الحكومي ان السعودية ضد الإرهاب لانه ايضا طالها علنا لأسباب تتعلق بالسلطة الوراثية المعروفة المتسلطة جيلا بعد جيل، من جانب آخر فتحت لمدارس تعليم القران والسنّة النبوية الأبواب لمليارات الدولارات للفكر الوهابي المقيت ليغزو فقراء المسلمين في افغانستان والباكستان وبنغلادش وغيرها من دول الفقر المدقع،ألم نسمع ان للسعودية 24 ألف ؟ رقم غريب وعجيب لمدارس تعليم القران والسنّة النبوية عبر فكر بن تيمية، في بنغلادش وحدها! مع المدرسين والمحاضرين وإيجار البنايات والتجهيزات السنوية والرواتب والسيارات وصرفيات الملابس والطعام وحتما هذه المدارس اللافاضلة هي مصانع تشددية لخلق جيل إسلامي الظاهر وهابي الفكر منغلق لانبع للاسلام الحقيقي فيه و مرتعا خصبا مجانيا للبهائم لتمزيق سمعة الإسلام!توقفت عند موقف السعودية الذي لم يرّد عليه مسؤول عراقي دبلوماسي او حكومي وهو ان السعودية الشقيقة جدا لامانع لديها من فتح سفارة عراقية فيها بشرط ان لايكون السفير شيعيا!!
أقلّب مواجعي أحاول ان افهم مغزى الأمر؟ هل ان الشيعة يفخخون أنفسهم مثلا فتتحذر منهم المملكة؟ ام انها تعتبر الحكم الوطني العراقي تابعا بحكم مذهب رئيس وزرائه لا إيران؟ فهنا لايجوز ان يكون سفيران شيعيان لديها!لو ان امريكا او فرنسا عينّت لها سفيرا معتمدا في السعودية هل تشترط عليهم المملكة ان يكون كاثولكيا و عيناه غير زرقاء واعزب وأول حرف من اسمه جيم وفي داره غرفتان في الطابق العلوي لكي تقبل اعتماده؟!!والله تمنيت عراقيا ان نضع أي وطني عراقي غيور شريف كسفير حتى لو كان صابئيا مندائيا او مسيجيا ارمنيا او ايزيدي او.. على ان نقبل الامتثال للشرط السعودي المقيت لننال رضاها الذي لن نشتريه بفلس!!
ليس لي مثلبة على السفير العراقي المعين لديها ويدعى الدكتور غانم علوان الجميلي فكل طيب المنبت عراقي مني وانا منه ولكن ان نقبل اشتراطات خارج الأعراف الدبلوماسية فهاهنا الألم يلّف جوانحي ويسحق جوارحي بالإذعان لشروط المملكة وكأننا في مقامرة .كنت أتمنى ان نعين في السعودية مانختار نحن لاما يختارون ويشترطون ولكن؟ وهاهنا الاستدراك هناك من يذعن وكأنما السعودية ستقطع المؤن عنا وتنتابنا المجاعة! مع اننا بلد غني قيادته وطنية مستقله إعلامه حرّ وهذا لوحده غير متاح في كل الدول العربية! فلايوجد هنا صاحب السمو الملكي ولاحفظه الله ولاخادم النهرين دجلة والفرات ولاخادم الهرمين خوفو وخفرع!!
هنا بناء حثيث للديمقراطية وللوطن لاللسلطة الفردية وستأتي الانتخابات بجيل من آهل السنة بعيدين عن طروحات النخبة الحالية ،جيل وطني يحترم الشرعية الحكومية ولايفكر ان زيد شيعي وعمرو سني بل سفينة واحدة يقودها ربان الأغلبية بثبات وعلى طريق بناء وخيرات تتسع كالصدور المؤمنة للجميع وشعاع نور يصل سوية لكل عراقي دون ان تلوثّه المظاهر التي تحرص المملكة على تغييبها فينا عبردعم سياسي ومالي لجهات كلنا نعرفها جيدا هي التي اوجدت لهم مؤطا قدم في مستنقع المكر والخبث باختلاق الاختلاف المذهبي لانها لاترضى بحكم الاغلبية وخاصة انه خط بسيط بسيط بسيط يتبع خط الحسين وعدالة جده المصطفى وابيه المرتضى وهذا لايروق لهم وللمملكة!
ذو الفقار ال طربوش الخفاجي
https://telegram.me/buratha
