( بقلم : غالب الياسري )
أحداث مهمة عايشناها معاً هذه الفترة لعل أهمها وأبرزها في وطننا الحبيب مصادقة البرلمان العراقي على اتفاقية سحب القوات الأمريكية وتحقيق نوع من التوافق الوطني بين الكتل السياسية, وأن كان ذلك مشروطاً ببعض الشروط غير المفهومة ومنها أجراء استفتاء شعبي وهنا نقف عند هذا الشرط حيث نعتقد إن لامعنى له بعد أن أخذَ البرلمان دوره .في أقرار الاتفاقية والمصادقة عليها وهو المخول شعبياً لتحقيق هذا الهدف, ولعل ما يخيفنا أكثرالمطالبة بإلغاء قانون المسائلة والعدالة وإلغاء المحكمة الجنائية العليا المختصة بمحاكمة المجرمين والبعثيين من أزلام النظام السابق .
ونرجو أن لاتكون مخاوفنا حقيقية خصوصاً بعد صدور أحكام المحكمة هذا اليوم بحق المجرمين الذين قاموا وبقسوة شديدة بقمع الأنتفاضة الشعبانية المباركة سنة 1991 ونعتقد أن بعض هذه الأحكام لم تكن عادلة بالشكل الكافي ولا تتناسب ومستوى الجرم والجريمة ونخشى أن يكون قد تم ذلك ضمن صفقة سياسية , مع تأكيدنا القاطع باحترام القضاء العراقي وعدم التشكيك فيه .في ظل كل ذلك ماذا بعد وما الذي ينتظر العراقيون في الداخل والخارج الآن . نحن في مرحلة نعتقد أن أسباب الأستقرار والأمن قد بدأت تطل علينا خصوصاً في بداية السنة القادمة بعد أنسحاب القوات الأمريكية الى معسكرات خارج المدن وذلك يقلل من عوامل الأحتكاك ويزيل مشاعر الحساسية لدى البعض ويعطي الفرصة لقواتنا الأمنية الجيش والشرطة لتأخذ زمام المبادرة ..
فماذا بعد..لنحاول الأجابة على هذا التساؤل لنستقرء الأحداث والحدث المهم القادم هو الأنتخابات المحلية لمجالس المحافظات ولسنا بصدد الحديث عن الأنتخابات ونتائجها ..أننا نتحدث عن مرحلة أبعد من ذلك ماذا وراء الأنتخابات ومن سيصل ليمثل الشعب وليمثل مرحلة جديدة في حياة الأمــة أننا بالتأكيد نصبوا الى مرحلة أفضل وأرقى على مستوى الخدمات والبناء والأعمار فهل سيتحقق ذلك بالشعارات وبالحزبية والمناطقية , أم بانتخاب ذوي الكفاءة والقدرة والنزاهه بعيداً عن التأثيرات الدينية والحزبية والمناطقية . نحن لسنا ضد الولاء للحزب أو العشيرة أو المنطقة لكنالولاء الحقيقي لابد أن يكون للوطن ..العراق . الولاء للوطن فوق كل الولاءات والأنتماءات ولننظر نظرة بسيطة للكثير من الدول غنية او فقيرة متقدمة أو من العالم الثالث أو الرابع أو العاشر سنجد الفارق الكبير على مستوى البناء والخدمات والمرافق السياحية بعض الدول تصنع من شيء بسيط مرفق سياحي مهم وكبير ليصبح محط للسواح من كل بلاد العالم وبأعداد كبيره جداً . شاهدت في مصر سوق الخليلي مثلا محلات عادية وصناعات يدويةبسيطة يتفنن المصريون فيها بشكل كبير ليجعلو من هذا السوق في القاهرة يغص باعدادكبيرة من المتبضعين . بركة زهور صغيرة أمام المتحف المصري أبلغونا أنها من زهور الفراعنة منذ آلاف السنين ولك أن تتصور أخي المستمع كم هي الواردات التي يحصلو عليها من ذلك, ونحن نمتلك الكثير من الحقيقة والتاريخ كل البلد ممكن أن يكون قبلة للسواح والزائرين لكن بقليل من الهمه والنزاهه يتحقق ذلك كل الفرص متاحة لأن نتعامل مع أجواء الأنتخابات القادمة التي نأمل أن لاتكون مشحونة بالحقد الطائفي والكراهية نتعامل بحالة من الأمل . نتطلع الى خلق اجواء انتخابية سليمة ونوفر للناخب حرية الأختيار والبحث عن الأكفء والأقدر والأجدر لتحمل المسؤولية بعيداً عن التأثيرات الدينية والعشائرية والمناطقية والحزبية . وفي ذلك تبرز أمامنا مشكلة مهمة تتمثل في تعدد القوائم وكثرة الكيانات السياسية الداخلة في العملية الأنتخابية سواء متحالفة أو بشكل منفرد وذلك يؤدي الى ضياع الأصوات وتشتتها وربما تغيب الفرصة عن بعض الأكفاء للفوز .
بسبب هذه الحالة وربما تدخل الحسابات العائلية والصداقات والنفوذ الحالي لترجيح طرف على آخر في ظل عدم التكافؤ بين القوائم نفسها حسباً لثقلها وأنتمائها وقد تدخل المكاسب عند البعض عندما يرجح كفة هذا المرشح أو ذاك للفوز بقدر أكبر من الغنائم والأمتيازات والوظائف . عندما يفوز أبن العشيرة والعائلة وذلك بالتأكديد لن يخدم عملية البناء والأعمار وتعويض الحرمان ونقص الخدمات التي يفتقر اليها المجتمع في الكثير من المجالات المهمة التي لها مساس مباشر بحياة الناس . عندما نتحدث عن كل ذلك نتطلع الى ثقافة جديدة وفهم جديد للوظيفة العامة في البلد . نتطلع الى مرشح وناخب كل يفهم دورهُ ويحدد مسؤوليته في البناء دون أن يتخفى المرشح خلف غطاء عشائري أو حزبي أو ديني لابد ان يكون له ثقه بالنفس وبرنامج واضح يعتمد علية أساساً للمرحلة القادمة لنمتلك أسباب وأبعاد البناء من خلال
أ-أدارة نزيهه ومسئولةب-مقاول نظيفج-مواطن ومجتمع متعاون
وفي ذلك لنستفيد من تجارب الأخرين والأنفتاح على الممارسات الديمقراطية العريقة والمنجزات العلمية في أوربا وأمريكا يجب أن لاتكون لدينا عقدة من ذلك . ونتخلى عن المّد القومي والثقافة البعثية التي لم نجني من ورائها الآ الشعارات الفارغة بل أصبحت وبالاً علينا بأسم القومية نقتل بأسم الدين نذبح والدين براء من ذلك.
أخي المستمع الكريمالتجارب المعاصرة أمامنا وبأيدينا وعايشناها فهل سنستفيد من ذلك . قبل سنوات تم في الهند انتخاب رئيس مسلم للبلاد رغم الملايين الملايين من سكان البلد غير المسلمين لكنهم أنتخبوه لأنهم وجدوا فيه الكفائة والقدرة والرمزية للهند كل الهند . وفي أمريكا وليس بعيداً تفصلنا عن ذلك ما يُعَدُ بالأيام فقط . كلنا يتذكر دعوة الجنرال كولن باول قائد الجيوش الأمريكية ووزير الخارجية السابق وهو الجمهوري العريق يدعو لأنتخاب السيناتور الديمقراطي باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية متجاوزاً موقعه الحزبي لأنه أعطى الأولوية والأفضلية لأمريكا أولاً ووجد في السيناتور الديمقراطي القيادة والقدرة والجدارة مايفوق مؤهلات مرشح حزبة الجمهوري وطبعاً هذه الدعوة أثرت كثيراً لدى الناخب الجمهوري الأمريكي في تغليب فوز أوباما فهل نستفاد من هذا الدرس . وهل نحن فعلاً قادرون على بناء الوطن وترسيخ هذه الممارسة الأنتخابية وهل نحن جادون لفهم هذه الثقافة الجديدة وبناء الوطن
غالب الياسريإذاعة كربلاء - صوت العراق الجديد
https://telegram.me/buratha