بقلم : سامي جواد كاظم
هنالك نفوس خبيثة تعمل على تفريق البشر وقطع اواصر العلاقات الطيبة بينهم مستخدمة عدة وسائل في سبيل تحقيق ماربها واذا ما رات فكرة او مذهب يعتنقه الكثير فانها تعمل على خلق افتراءات وفتن بين هذه المجتمعات حتى تفرقهم . واشكال التفرقة مرة تعتمد على القومية ومرة على المذهبية ومرة الاحساب والانساب ، واقبح اشكال التفرقة التي ابتدعوها هو داخل الاسرة الواحدة وتحديدا الاسرة الاسلامية وذلك بتفريق الرجل عن المراة او البنت عن ابيها او الاخ عن اخته تحت ذريعة مساواة المراة بالرجل ، فهل حقا ان الاسلام غمط حق المراة ؟!!الاجابة على هذا التساؤل مع الاستشهاد بالنصوص الاسلامية قرانية او نبوية تكون الصورة اوضح وتكشف افتراءات ضعاف النفوس الطاعنين في الاسلام .
وضعية المراة في الجاهلية قبل الاسلام لا تحتاج الى نقاش فالكل متفق على انها كانت في اسوء حالاتها ولعل الاشهر هي واد البنات فاذا بشر بانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم . ارقى منزلة تبوأتها المراة على مر التاريخ هي المنزلة التي منحها الاسلام لها وعليه لا بد من توضيح بعض الاصطلاحات التي يعتمد استخدامها المخالفون حتى تكون الصورة اوضح . المساواة والمشابه فالمراة تساوي الرجل ولكنها لا تشابه الرجل ولنستعين بالامثلة لغرض التوضيح .
جلس رجلان يتغذيان ، وكان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة ، فلما وضعا الغذاء بين أيديهما مرّ رجل فسلّم . فقالا : اجلس للغذاء . فجلس وأكل معهم ، وأتوا في أكلهم على الأرغفة الثمانية ، فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم وقال : خذا هذا عوضا عما أكلت لكما ونلته من طعامكما ، فتنازعا ، وقال صاحب الأرغفة الخمسة : - لي خمسة دراهم ولك ثلاثة .فقال صاحب الثلاثة أرغفة : لا أرضَ إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين وترافعا إلى أمير المؤمنين علي (ع) فقصا عليه قصتهما ، فقال لصاحب الأرغفة الثلاثة : - عرض عليك صاحبك ما عرض ، وخبزه أكثر من خبزك فارض بالثلاثة ، فقال : لا والله لا رضيت منه إلا الصواب . حر الحق أي خالصه . فقال علي (ع) : ليس لك في حر الحق إلا درهم واحد وله سبعة دراهم . فقال الرجل : سبحان الله يا أمير المؤمنين ، هو يعرض علي ثلاثة ، فلم أرض ، وأشرت عليّ بأخذها فلم أرض ، وتقول لي الآن انه لا يجب لي في حر الحق إلا درهم واحد ! .فقال علي (ع) : عرض عليك صاحبك أن تأخذ الثلاثة صلحاً ، فلم ترض إلا بحر الحق ، ولا يجب لك بحر الحق إلا درهم واحد . فقال الرجل : عرفني بالوجه في حر الحق حتى أقبله . فقال علي (ع) : أليس للثمانية أرغفة (أربعة وعشرون ثلثاً) أكلتموها أنتم الثلاثة ، ولا يُعلم منكم الأكثر أكلاً ولا الأقل فتُحملون في أكلكم على السواء . فقال : بلى يا أمير المؤمنين . فقال علي (ع) : فأكلت أنت ثمانية أثلاث ، وليس لك إلا تسعة أثلاث ، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث ، خمسة عشر ثلثاً ، أكل منها ثمانية فيبقى له سبعة ، وأكل لك ثالثكما واحد من تسعة ولصاحبك سيعة من خمسة عشر ، فلك واحد بواحدك ، وله سبعة بسبعته . فقال الرجل : رضيت الآن هنا السبعة تساوي الواحد الا ان السبعة لا تشبه الواحد
مثال اخر في حافلة نقل الركاب دائما نرى الشاب ينهض من مكانه ويجلس الرجل الكبير اذا لم يجد مكان يجلس عليه وذلك لكبر سن هذا الرجل فلماذا يقف الشاب ويجلس الكبير فهل هذا يعني خلل في المساواة ؟فالمراة هكذا خلقها الله عز وجل بهيئة جسدية معينة واوكل لها مهام تتفق مع جسدها وطاقاتها ومن غير المفاضلة مع ما هو عليه الرجل من هيئة وتكليف شرعي ، واما بقية المشاعر فان للمراة مثل ما للرجل من كرامة وعلو قدر وتفكير سليم وليس فيها ما يعاب عليها ولتاكيد ماقلت ساستعين باربع ايات قرانية لاربعة اصناف نسائية وهي امراة حكيمة واخرى مؤمنة وثالثة خبيثة ورابعة جنسية ونرى كيف نظر لها الشارع الاسلامي .
المراة الحكيمة هي بلقيس ملكة سبا وقصتها مشهورة مع النبي سليمان عليه السلام وغايتي في قصتها هو عندما ارسل لها كتاب النبي سليمان عليه السلام مع الهدهد(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)[النمل:29-31]. يدعوها لتوحيد الله كيف كان رد الملكة ؟
لنتابع تصرف الملكة وكيفية استشارتها لمستشاريها ((قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ)[النمل:32 ) والان تمعنوا في اجابة قومها لها ((قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)[النمل:33] ، لاحظوا اجابة الملكة (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)[النمل:34]، ان عقل ملكة بلقيس هنا افضل من عقول الرجال مستشاريها وانها لو عملت بمشورتهم لفسدت مملكتها فكان رايها الصواب وراي رجالها الخطأ وهذه القصة التي يذكرها القران هنا هو لكي يؤكد على مكانة المراة التي تتصرف بحكمة .
واما المراة الجنسية فهي زليخا امراة العزيز وقصتها مع النبي يوسف وهنا ان الغريزة الجنسية اذا ما اريد اشباعها من قبل النساء فان النتائج سلبية واثار العملية الجنسية تكون بادية على المراة دون الرجل من بكارة و حمل ولتاكيد الهياج الجنسي لدى المراة قامت زليخا باستدعاء من لاموها من النساء على فعلتها وامرت النبي يوسف (ع) ان يخرج اليهن فجرحن ايديهن حالما راين يوسف .
هذا على ماذا يدل ؟ يدل على ان هنالك مشاعر تطغي على تفكير المراة اذا ما تحركت غرائزها اتجاه محركها وهذا ليس لكل النساء بل للاغلب الاعم فالنتائج ليس لا في صالحها ولا في صالح المجتمع.
واما المراة المؤمنة فهي امراة فرعون (وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) ـ التحريم آية رقم (11) ـ .اسيا بنت مزاحم وما كانت عليه من تقوى وايمان افضل من زوجها الرجل والذي هو ملك او رئيس جمهوري او سلطان او اعلى مرتبة في الامة مكانة هذه المراة العظيمة في الجنة تعد من ضمن مشاهير نساء الجنة التي سيدتهم الزهراء عليها السلام .
اما مثال المراة الخبيثة فهن كثيرات منهن زوجة النبي لوط عليه السلام وكانت من الغابرين والاخرى التي في جيدها حبلا من مسد زوجة ابي لهب ، هنا استعنت في القران فقط والا النساء باختلاف موقفهن كثيرات في التاريخ الاسلامي
اليوم يحاول الغرب كثيرا من تغيير سمات المراة حتى تكون مشابه للرجل ولكن النتائج تاتي عكسية .وظيفة المراة من حمل ورضاعة والدورة الشهرية مع ضعف الجسد في تحمل المصاعب يحاول العلم ان يزيل هذه السمات ، حتى ان كثير من تجاربهم التي اجروها على الحيوانات واعلنوا عن نجاحها بعد مدة تظهر السلبيات فلا يعلنون عنها . ومثال ذلك النعجة دالي وما اثاروا من ضجة اعلامية عنها وختامها قنلها للتخلص منها لما تحمل من اوبئة وقلة مناعة .
خبر قراته من على مواقع الانترنيت انه رجل انجب طفل ثانٍ وعند الاطلاع على تفاصيل الخبر اتضح انه خنثى بعملية جراحية ردت انوثتها لها ولكنهم من باب الاثارة الاعلامية يقولون رجل ولكن هيهات لهم ذلك .هذه التجارب العلمية تذكرني باليهودي الذي سال امير المؤمنين (ع) عن نعجة جامعها كلب فالمولود مع من نلحقه وبعد ان ذكر له الفروقات امير المؤمنين عليه السلام واصرار اليهودي على وجودها فيه قال له عليه السلام اذبحه فان وجدت فيه كرشة فهو خروف والا هو كلب .اجابات امير المؤمنين عليه السلام تدل على امكان حصول ذلك علميا وهذا الذي يجري اليوم والا لاجابه اجابة قاطعة من غير الاحتمالات .
مكابرة العولمة على المساواة قادت المراة الى مستوى الحضيض من خلال ما يمر على العالم من احداث سلبية خلقية يحاولون جعلها المعتاد وغيرها الشاذ ولكن بالرغم من ذلك فان الواقع يثبت فشلهم . المراة هذا الكائن الرائع والذي لا يمكن لمجتمع ان ينهض لولاها واما الاراء المتزمتة من قبل بعض الاسلاميين المتشددين فهذا رايهم لا راي الاسلام ويكفينا الاستدلالات اعلاه بمكانة المراة الرائعة .
في بداية السقوط جاء العلمانيون ومن ورائهم امريكا براي مفاده لابد من ان يكون 25% من مجلس الحكم من النساء وهذا الامر رتب مذمة للنساء اكثر مما هو مدح لهن حيث النتيجة تم شغل المناصب بطريقة الحشو من غير الالتفات الى الاكفأ فلو صار فرضا ان هنالك اكثر من هذه النسبة بدرجة عالية من العلم والخبرة هل يعني اهمال البعض بحجة الالتزام بالنسبة او انهن اقل من النسبة فهل يجب تنصيب من ليست لهذا المنصب اهل وبالتالي ستظهر السلبية على ادائها وعندها يظهر المنتقدون لذلك ليتشمتون بهذا الاقتراح الذي نصفه سلبي .يتبع
https://telegram.me/buratha
