( بقلم : علي العبيدي )
كل من سمع الكاتب حسن العلوي من على شاشة قناة البغدادية الفضائية مساء يوم الثلاثاء الماضي، لايجد الا ان يصاب بالدهشة والاستغراب من طبيعة طرحه، او ان يعتبر ما قاله هو تحصيل حاصل لمنهج وفكر منحرف وخاطيء لم تفلح ثلاثة عقود من الزمن في محوه وازالته،
الهجوم اللاذع والحاد والانفعالي على المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وعلى رئيسه من قبل العلوي لايعكس حالة ايجابية ولايمكن ان يعود على العلوي بمردودات ونتائج ايجابية حتى وان كان ماقاله صحيح ودقيق.ولابد لي ان اقول قبل ان اشير الى الاسباب التي يمكن ان تمنع من ان يقطف العلوي ثمار هجومه على المجلس الاعلى، واؤكد انني لست من انصار المجلس الاعلى ولا من اتباعه ولا من المتعاطفين معه، ولدي على بعض شخوصه من الملاحظات الكثير، ولكني بحكم معرفتي بحسن العلوي، قررت ان اكتب هذه السطور القليلة.اما الاسباب فهي:
1- ان حسن العلوي كان بالرغم عن عدم تخليه عن فكره ومنهجه البعثي والقومي، كان من الاشخاص الذين لديهم تقييمات ايجابية للمجلس الاعلى، والتي تبدو للبعض نوعا من التزلف والتملق، ومن الطبيعي ان يتساءل من يعرف المواقف السابقة واستمع الى ما قاله مؤخرا (ما حدا مما بدا؟).
2- ان العلوي بدأ بعد فترة من سقوط النظام الصدامي البائد يوجه انتقادات لاذعة ويشن حملات على الدولة العراقية الجديدة برموزها وشخوصها ومؤسساتها، ويتغنى بالعهد البائد، لانه على ما يبدو يشعر بأنه لم يحصل على حقه المفترض في الوضع الجديد. وهو في هذا السياق يحرص على ان يصنف استحقاقات رموز العراق الجديد وفق مؤهلاتهم وامكانياتهم على ضوء نظرته وتقييمه هو، وهجومه على عبد العزيز الحكيم يأتي من هذا الجانب، واعتباره ان رئيس الوزراء الحالي كان يحلم بأن يكون مديرا عاما في افضل الاحوال يأتي هو الاخر ضمن هذا السياق.
3- ان الكاتب العلوي اختار قنوات اعلامية سيئة ومعروفة بتحاملها وعدائها للعراق الجديد، وتعاطفها وتأييدها الكبير للنظام البائد وبقاياه، مثل الجزيرة والشرقية والبغدادية، وفي ذلك رسالة واضحة تؤشر الى وجود اجندات مرتبة ومنسقة تقف وراء جهات سيئة، وربما يكون العلوي استدرج الى تلك الاجندات، او انه عاد الى ضلاله القديم، او انه دخل مرحلة ارذل العمر.
علي العبيدي20/ديسمبر/2008بيروت
https://telegram.me/buratha