( بقلم : صالح المحنة)
عذراً للقاريء الكريم من إستخدام مفردة ماكنا نتمنى ان نتداولها في الكتابة لولا ان فرضتها علينا ذائقة بعض صحافيي العروبة وجعلت منها رمزا قوميا يهتدون به!!!تطورت ردود الأفعال العربية بعد حادث الأعتداء على الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من قبل الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي عبر بفعلته المشينة عن مخزون العقل العربي والذي بدا وكأنه مخبوءٌ تحت حذائيه، تطورت ردود افعال الشارع العربي الى درجة يشعر معها المرأ بالخجل وهو يرى تلك التظاهرات الشعبية التي تكللت بالفخر والأعتزاز وتخللتها الأهازيج والتلويح بالنصر، رافعين فوق رؤوسهم الأحذية البالية بكل انواعها ، حتى غطت بل و اختفت معها تماما صور الملوك والرؤساء ورموز القومية الهالكين ،تظاهرت الأمة في الرباط وفي غزة وفي لبنان( وهنا اود ان اسجل اسفي ان ترتفع الاحذية العتيقة على اعلام حزب الله) و بلدان عربية اخرى لازالت تقتات على فتات المساعدات الأمريكية ، تظاهرت مفتخرة ومنتصرة وهي لاتملك من دنياه إلا فردتي نعل بالي رفعته رمزا وشعارا موحدا لصفوفها، استبشرت الشعوب العربية خيرا وأستذكرت الفتوحات الأسلامية، واستحضروا امجاد الأجداد والأباء ،
الميسورون منهم قد تبرعوا بالآلاف والملايين لشراء أحذية الصحفي ،السيدة عائشة القذافي تمنحه وسام الشجاعة الأخضر، اما المحامون العرب فلم يبخلوا بالدفاع عن بطل الامة الجديد بعد ان فشلوا في إنقاذ بطلهم القومي المقبور صدام ، فلقد من الله عليهم بحذائين بدل الحذاء المعدوم لذلك تطوعوا بالمئات من اجل الدفاع عن حامي شرف الامة وهم غير ملومين على ذلك لأنهم عجزوا عن الدفاع عن المظلومين في بلدانهم فوجدوا في الدفاع عن الصحفي العراقي رجولةً قد فقدوها في أوطانهم ، وللصحفيين العرب ايضا دورٌ كبير ومتميزفي الثناء على التعبير الحضاري الذي مثلهم فيه منتظر الزيدي عندما استنهض الغيرة العربية ورفع رأس الأمة بفردتيه الباليتين، وفر على الصحفيين الورق والقلم واستنزاف الفكر وعرق الجبين لمن لايعرق جبينه ، تعاطف عربيٌ غير مسبوق مع فعلةٍ معيبةٍ غير مسبوقةٍ ، حتى غيرت الذائقة العربية لدى الكثير من المثقفين العرب، وكما اعتلت الأحذية رؤوس المتظاهرين مكان الزعماء ستكون ايضا مصدر إلهام للشعراء العرب ليتغنوا بها لتسقط ادوات الحرب العربية وقيمها المتمثلة بالسيف والرمح وصواريخ القسام من مضامين قصائدهم ،
المفكرون السياسيون العرب ايضا اثقل كاهلهم التفكير في وضع الخطوط العريضة لتأسيس تيارٍ عربي قومي اشتراكي تحت اسم حزب القنادر العربية الأشتراكية ، وتوقع محللون سياسيون عرب ايضا ان يكتب لهذا الحزب النجاح الباهر وسيكون تيارا عربيا عريضا و متنفسا لكل عشاق القنادر العربية المتعفنة واملا للمظلومين من ابناء العروبة، هذا هو الحال الذي تعيشه الامة العربية وهذا هو حال شعوبها ، ولاندري اين كانت هذه الأصوات عندما تخطت البساطيل الأمريكية أراضيهم لتحتل العراق؟ عجبا لأمةٍ تستنهضها ضربةُ نعلٍ ولاتوقضها اصوات المدافع الأسرائيلية وقنابلها ولاصرخات الأطفال في غزة!! وأخيرا أسأل لو كان الحادث نفسه جرى مع الرئيس الأمريكي بصحبة ملك السعودية او الرئيس المصري هل تكون ردة فعل العرب كما هي الآن ؟
https://telegram.me/buratha