( بقلم : ناهدة التميمي )
احتفت فضائيات العرب وهللت وطبلت لفعلة الزيدي وبثت الاناشيد الحماسية والاغاني القومية وخصصت مئات البرامج لمناقشة الحدث "الخطير" والاكتشاف الملهم واعادت اللقطة الاف المرات واعتبرته نصرا كبيرا وفتحا مبينا وكأن العرب اعادوا الجولان وسبتة ومليلة والاسكندرونة واسترجعوا القدس وحرروا المسجد الاقصى او الاراضي المغصوبة منهم او كانهم اكتشفوا اكتشافا علميا خطيرا سيغير وجه البشرية ويضع العرب على خارطة العالم بين الامم المحترمة التي تستحق الحياة ..
ثم راحوا ينفخون الروح بنمرهم الورقي وبطلهم الكارتون منتظر لانه ذاد عنهم في معركة ام القنادر وذاد عن شرف صابرين والامة العربية المتعفنة وعن قضية فلسطين التي باعها اهلها وهم كل يوم يجلسون مع الاسرائيليين وكان شيئا لم يكن .. هكذا اكتفى العرب بالحذاء ليلطم وجوههم ويفرحون به لانهم عاجزون عن فعل اي شيء محترم في الحياة ..
ومرة اخرى اطل البعثيون ومن ورائهم اصحاب الكابونات ليدافعوا عن هذا النكرة منتظر وتطوع 200 محامي من العربان للدفاع عنه وهم نفس الفريق الذي تطوع للدفاع عن صدام ولم يفده بشيء .. ويكفي منتظر عارا انه قريب سعدية الزيدي التي رقصت في حشد من الرفاق وبحضور صدام وهزجت مهوسة بقولتها الشهيرة " ها ياهل العمارة .. هاي احسن بشارة" وكانت جحافل الشباب الابرياء تموت بالجملة في معركة ام المهالك والهزائم والخساء والديون والانكسارت .. وان اعمامة واقربائة من عتاة البعثيين واعضاء فرق بالشطرة وان مراسلي البغدادية في العراق كلهم من الموقعين بالدم بالولاء لصدام مثل على الشاهر في الناصرية وهذه الوثيقة نشرت على كافة المواقع تقريبا ومعروفة للجميع كما ان الخشلوك ممول البغدادية معروف بانه رئيس مخابرات عدي في اليونان ولايقبلون بها اي صحفي او مراسل غير موال لصدام ..
عندما كنا صغارا علمنا اهلنا ان من دخل بيتك فهو آمن حتى لو بينك وبينه ثأر ودم احتراما لقدسية بيتك وحرمته .. فما بالك بمحرر العراق من طاغية كان يقتل الالاف على مذبحه يوميا ويستحيي نساؤكم ويقتل رجالكم ويدوس هو وعشيرته وحمايته على رؤسكم ويجبركم على حضور حفلات اعدام اولادكم في الشوارع والزغرده لذلك واخذ ثمن الرصاص منكم. انه الرئيس بوش الذي خلصكم من ذل وشم جباهكم وقطع اذانكم وجدع انوفكم وسوقكم كالاغنام الى سوح المعارك الخاسرة واحواض الاذابة بالاسيد وامتلات سجونه وتعفنت باجسادكم ونساؤكم وحتى اطفالكم ولم يكن فيكم رجل يتنفس انذاك .
كان صدام في لحظة غضب واحدة يدك مدن على اهلها ويمحيها من الوجود ولايبقي فيها حجر على حجر اوشجر او اثر .. ابعد هذا يقابل بوش بمثل ذلك .. ولكن ماذا نقول للسذج والاغبياء والماجورين .. لان البعثية واصحاب الكابونات النفطية نعرف تصرفهم ولكن انتم لماذا ...!!!
ايها الذين وجدتم في الحذاء مجدا مابعده مجد واكتفيتم به عن فعل شيء اكثر احتراما يعيد لكم الكرامة نقول ان الغربيين لايعتبرون الحذاء والكلب اهانة اطلاقا وهو شيء عادي جدا في ثقافتهم .. ولكن العملية كانت مرسومة باحكام ومدبرة لاحراج رئيس الوزراء ولتاليب امريكا على الشيعة وحتى اسمه تم اختياره بعناية" منتظر" اي انه شيعي .. ليقولوا لامريكا هؤلاء الشيعة الذيم حررتموهم منا يحنون لبساطيلنا الحمراء لتدوس رقابهم ورؤوسهم فلا تركنوا اليهم واعتمدوا علينا .
اذا لم تكن العملية مدبرة .. لماذا لم يضرب بوش عندما التقى الطالباني وطارق الهاشمي .. اذن المقصود شخص رئيس الوزراء والشيعة وتاليب امريكا عليهم .. اما عرب الهزائم والذل والخنوع والانكسارات فاسالهم لماذا لم تضربوا صدام بالحذاء عندما ارتضى لنفسه جحرا ليختبيء به تأنف منه حتى الجرذان , ولم يقتل نفسه او ينتحر عندما تسبب في " سفوط بغداد " ومجيء الامريكان .
لماذا لم تقذفوه بالحذاء عندما تنازل عن نصف شط العرب لايران واراضي للاردن ومثلها للسعودية والكويت وهي ملك الشعب العراقي وليست ملك من خلفه .. او عندما وقع على ورقة تنازل بيضاء للامريكان في خيمة سفوان لمجرد ان يبقوه في الحكم .
لماذا لم تضربوا السادات بالحذاء عندما ذهب للكنيست الاسرائيلي ووقف وسطه وحياها واشاد بها .. بل عندما عاد وعقد مؤتمرا صحفيا مجرد ان احد الصحفيين قال هذه معاهدة استسلام حكموه بالمؤبد دون ان يسيء اليه او يقذفه حتى بورقة او يهينه شخصيا .
لماذا لم تقذفوا حكام الخليج والسعودية بالحذاء لانهم استقدموا الامريكان بحجة خطر صدامكم عليهم والبوارج الامريكية والطائرات انطلقت من مياههم ومدنهم وموانئهم لتسقط صدامكم وجعلوا بهذة الحجة الخليج كله قواعد امريكية ,, لماذا لم تفعلوا ذلك مع امير الكويت الذي اطلق اسم بوش الاب على شارع مهم في البلاد تقديرا لاسقاطه صدام .
ولماذا لم يطلق الحذاء على حسني مبارك عندما ركض وراءه مصري بائس يحمل عريضة ليسلمها له فاطلقوا عليه الرصاص واردوه قتيلا في الحال واتهموه بالجنون لمجرد انه اقترب منه .. او حكام قطر وموزة وطنطاوي ورئيس تونس والمغرب وغيرهم الذين قبلوا بيريز وصافحوه على الشاشات وامام الفضائيات ..
ولكن الامر مدروس لاحراج الشيعة ورئيس الوزراء الشيعي .. وما عسانا ان نقول في امة ضحكت من جهلها الامم ابطالها نمور ورق وكارتون ومعركتها مشينة وسلاحها قنادر وتحتفي بالافعال النكرة وامجاد ياعرب امجاد وسلاحكم حذاء اوغاد
https://telegram.me/buratha