المقالات

مختصر واقعة تولي الحاكم الشرعي مقاليد الامور في الخلافة بعد رسول الله ( ص )

1161 14:36:00 2008-12-18

( بقلم : الدكتور سلمان كاظم الجميلي النعماني )

والواقعة المشار اليها ، هي واقعة الغدير الأغر ، نسبة الى مكان وقوعها وقد ذكرت هذه الواقعة المئات من كتب الرواية والسيرة والتأريخ لجميع الفرق والمذاهب ، وقبلها وثقّ هذه الواقعة كتاب الله العزيز وأحاديث نبيه الكريم كما سنستعرضها هنا بايجاز شديد :

قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم : ( يأيها الرّسول بلّغ مآأنزل إليك من رّبك وإن لّم تفعل فما بلّغت رسالته ,والله يعصمك من النّاس إنّ الله لايهدي القوم الكافرين ) صدق الله العلي العظيم . المائدة : 67

كان الرسول الاكرم محمد ( ص ) في طريقه الى المدينة المنورة ، منهيا آخر حجة له ( ص ) ألا وهي حجة الوداع ، ومعه في رحلة العودة جمع من الوفود الغفيرة من الحجيج ، وفي منطقة يقال لها ( غدير خمّ ) ، بالقرب من الجحفة وقبل أن يتفرق الناس كل الى ناحيته ، وبسبب نزول قوله تعالى ( آية التبليغ المذكورة اعلاه ) وبنص هذا الأمر الإلاهي النازل على رسوله الكريم ( ص ) ، فلم ير بدا من تنفيذ ماأمره به الله تعالى ، سيما وقد ضمن له العصمة من الناس وأنه أنذره تعالى إن لم يبلغ هذا الامر فكأنه لم يبلغ الرسالة التي سهر وجاهد من أجل تبليغها سنين طويلة ، فسبحان الله ! ماهذا الامر الخطير ؟ .

 فكان أن نادى بالحجيج بالتجمع والصلاة جامعة ، معلنا تولية خليفة له ووصيا من بعده لتولي أمر المسلمين ، فصعد منبرا له أقيم على عجل من أحداج الابل ، وقرأ على الجموع الغفيرة من المسلمين العائدين معه من حجة الوداع ( الآية : 67 من سورة المائدة ) مبلغا لهم انها نزلت عليه في الطريق ويريد اخبارهم ( ص ) بأمرها الهام المتعلق بمصير الرسالة ومستقبلها ،وأتى بالامام على ( ع ) ووقفا معا أمام الجموع التي ناهزت الالآف ، ورفع يد الامام علي عاليا حتى بان بياض إبطيه ، وقال لهم ( ص ) : على رواية ابن كثير في كتابه البداية ، عن زيد بن أرقم أن النبي لما رجع من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثمّ خطب خطبة طويلة مذكرا وموصيا ومنذرا ومبلغا بالامر السماوي :( كأني قد دعيت فأجبت إني تارك فيكم الثقلين ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي فأنظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ثم ّقال : ( الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ومؤمنة ) وأخذ بيد علي ( ع ) وقال : ( من كنت مولاه ، فهذا علي وليه ) . وفي رواية : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأنصر من نصره ، وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث مادار ) وفي رواية اخرى رويت عن أبي هريرة : أنه لما أخذ النبي ( ص ) بيد علي ( ع )وقال من كنت مولاه فهذاعلي مولاه ، أنزل الله تعالى على نبيه ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) ونصبت للامام علي ( ع ) خيمة وأمر الرسول الناس بالدخول عليه فوجا فوجا ومبايعته وتهنئته بالمقام الرفيع الذي الذي أولاه الله تعالى إياه في محكم التنزيل ، مسلمين عليه بإمرة المؤمنين لتتم له البيعة في حياته كحاكم وخليفة للرسول حتى لايختلف فيه بعد وفاة النبي ( ص ) .

 وبايع المسلمون الامام علي وهنأؤوه بالخلافة ومنهم الشيخين ( انظر الفخر الرازي في تفسيره والبغدادي في تأريخه والمحب الطبراني في ذخائره وصاحب فيض القدير في شرحه وصاحب الرياض النظره وغيره كثير ، نص كل هؤلاء ان عمر بن الخطاب بعد أن انتهى النبي من خطابه هنأ عليا وقال له : بخ بخ لك يابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

ونصّ جماعة من المحدثين : أن أبا بكر قال له : أمسيت يابن أبي طالب مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة وبايع الامام نساء النبي ايضا . وقيل لعمر مرة إنك تصنع لعلي شيئا لاتصنعه بأحد من اصحاب النبي ( ص ) فقال : ( إنه مولاي ) انظر الجزء الرابع من مسند أحمد وص26 من الصواعق المحرقة . وعن صحة حديث الغدير فانه حديث متواتر بلغ من الوثوقية أن اتفقت الامة الاسلاميه برواتها ومؤرخيها ومحدثيها على تواتره ، فقد رواه ثلاثون صحابيا واثنا عشر بدريا ( انظر الجزء الاول والرابع من مسند أحمد والصواعق المحرقة والمجلد الاول من صحيح مسلم وابن ماجه في صحيحه والحاكم في مستدركه والسيوطي في الدر المثور وابن الاثير في أسد الغابة والمناوي في فيض القدير والهيثمي في مجمع الزوائد والطبري في تأريخه والترمذي والنسائي في خصائصه والفخر الرازي في تفسيره وغيرهم .

 وذكر جماعة : لما انتهى النبي من خطابه أنزل الله تعالى عليه الآية : 3 من سورة المائدة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، وسميت هذه الواقعة في كتب السير والتأريخ بواقعة الغدير لوقوعها في منطقة غدير خمّ بين مكة والمدينة في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة . وذكرت هذه الواقعة مئات المصادر وامهات الكتب من جميع الفرق وألف في مضامينها مئات المجلدات ويحتفل المسلمون فيها على مر الدهور في أنحاء المعمورة . واصبحت عيدا للولاية واكمال الدين واتمام نعة الله تعالى على المسلمين بتولية علي ( ع ) خليفة من بعد الرسول ( ص ) والحمد لله ربّ العالمين وبورك للمسلمين جميعا هذا العيد السعيد وكل عام والجميع بخير .

الدكتور سلمان كاظم الجميلي النعماني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك