المقالات

هل يعلم بوش ان الامام علي (ع) يقول العفو عند المقدرة ؟

1696 14:29:00 2008-12-18

بقلم : سامي جواد كاظم

لكل مقام مقال واذا ما خرج عن الحد اصبح شذوذ وقلة ادب وهذا الامر لم يغفل عنه كل المفكرين والمعنيين باخلاقيات مجتمعهم وعليه فان حادثة بوش شغلت حيزا واسعة من مساحة الاعلام ولان الغاية من الكتابة هو تحليل هذه الحادثة وربطها بماهية اخلاقنا لهذا ارتايت ان اقرنها بحوادث تاريخية واسلامية حتى ادعم ما اذهب اليه وللقارئ الحكم على ما اكتب .

هل حادثة بوش طبيعية ام غير طبيعية ؟ طبيعية جدا في امريكا واوربا التهجم على مسؤول ومن هذه الحوادث حادئة رئيس وزراء بريطانيا جون ميجور عندما اقتربت منه سيدة عجوز وصاحت فى وجهه: يالك من كذاب وأفاق.. تريد أن تعرف رأيى فيك.. خذ.. ثم قذفته ببيضة نيئة فى وجهه ، ونقلت الصحف ومحطات التليفزيون العالمية صورة رئيس وزراء انجلترا ووجهه ملوث بالبيض . كيف تعامل ميجور مع الموقف ؟ تعامل بكل ادب وصرح قائلا انها تعبر عن رايها ، وان هذه المسالة جدا طبيعية عندما يتجول في الشارع وبين الناس .

كذلك رئيس وزراء استراليا عندما تهجم عليه الاستراليون وهو في مطعم عادي في سدني حيث انه اضطر للخروج من الباب الخلفي وغيرها من الاحداث التي تعد طبيعية ولا تاتي بردود افعال كما هي عليه حادثة بوش .وغير طبيعية عندما يحدث تصرف دخيل على مقام لا يمكن له ان يصدر فيه هكذا س شذوذ .

عبيد الله بن عمر قتل أبو لؤلؤة ومعه الهرمزان أيضا ً, ولذا طالب امير المؤمنين (ع) من عثمان ان يقتص منه لقتله الهرمزان دون ابو لؤلؤة لانه يستحق القتل بالرغم من امور خلافية جمة بين علي (ع) وعمر ، اضف الى ذلك فانه عليه السلام يطالب بالقصاص عن دم الهرمزان الغير مسلم اي عدالة هذه .ابو لؤلؤة هذا لو كان في مكان يعلم به عمر انه يريد قتله لما تجرأ واخرج خنجره ولكنه غدر .

المهاتما غاندي كان في مكان ما يمكن له ان يعتقد ان هنالك من يحاول قتله ولكن غدر به وقتل .علي اكبر ولايتي وزير خارجية ايران كان في مكان وهو مجلس الامن ما كان يشك ان هنالك شخص سيتهجم عليه ويبعثر اوراقه في وجهه وهو يلقي كلمة باسم ايران اثناء الحرب العراقية الايرانية، هل هذا تصرف طبيعي ؟ بوش كان في مكان ما كان يدور في خلده ان مثل هكذا تصرف سيصدر من هؤلاء النخبة المثقفة !!!.

القران الكريم والاحاديث الدينية كلنا نؤمن بها ونزداد ايمانا عند قراءتها او سماعها فلو دخل رجل مؤمن في مكان للدعارة وقال لهم ان اكرمكم عند الله اتقاكم ، فكيف هي ردة الفعل لدى السامع ؟

نحن في العراق بلد اسلامي فكيف ينظر الاسلام لهكذا تصرفات ، المعلوم للكل خبث عمرو بن العاص وما كان يحمل في داخله من كره وضغينة للامام علي لدرجة استطاع ان يؤلب معاوية الطليق عليه وفي معركة صفين وفي مبارزة مشروعة يصفها عباس محمود العقاد ((ص238، 239- طبعة دار الكتب- بيروت - لبنان)، حيث قال: «وكان علي - رضي الله عنه - كثيرًا ما يتقدم بين الصفوف داعيًا إلى المبارزة، فبدا له يومًا أن يدعو معاوية لمبارزته فأيهما غلب فالأمر له، وتحقن دماء الناس، فنادى: يا معاوية، فقال هذا لأصحابه: اسألوه ما شأنه؟ قال: أحب أن يبرز لي فأكلمه كلمة واحدة. فبرز معاوية ومعه عمرو، فلما قارباه لم يلتفت إلى عمرو، وقال لمعاوية: ويحك علام يقتتل الناس بيني وبينك؟ ابرز إليّ، فأينا قتل صاحبه فالأمر له، فالتفت معاوية إلى عمرو فقال: ما ترى يا أبا عبد الله؟ أبارزه؟ فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل، واعلم أنك إن نكلت عنه لم تزل سُبة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي، فقال معاوية: يا عمرو ليس مثلي يخدع نفسه، والله ما بارز ابن أبي طالب رجلاً قط إلا سقى الأرض من دمه. ثم تلاحيا وعزم معاوية على عمرو ليخرجن إلى علي، إن كان جادًا في نصحه، ولم يكن مغررًا به طمعًا في مآل أمره، فلما خرج للمبارزة مكرهًا وشد عليه عليُّ المرهوبة، رمى عمرو بنفسه عن فرسه، ورفع ثوبه وشَغَرَ برجليه فبدت عورته فصرف عليٌّ وجهه عنه وقام معفرًا بالتراب هاربًا على رجليه، معتصمًا بصفوفه». عمرو بن العاص الذي يستحق القتل على جرائمه لم يهينه الامام علي (ع) وتركه .

هنا يتبادر الى ذهني والى ذهن الكثير هل هنالك رادع لبوش لو اراد ان يفعل ما يشاء بمن تجاوز عليه ؟ الجواب كلا ، اذن لماذا تركه وجعله شان داخلي هذا بوش الذي يتدخل بالشؤون الداخلية للعراق وغير العراق وكما يصفون العراق المتشمتون به انه محتل ، لماذا لم يسالوا انفسهم لماذا تركه بوش ؟ وانا اعتقد لو ارادوا المساعدة من بوش لتخليد هذا الصحفي او الافراج عنه فانه سوف لا يبخل عليهم في ذلك ، ليس حبا فيه ولا طمعا بالمدح ولكن ليظهر للعالم ردود افعال العرب والمسلمين لهكذا تصرف فهذا يتمنى ان يكون هو الحذاء واخر جعله على راسه وثالث طلب تقبيله ورابع يريد ان يجعله مزار اي ثقافة هذه تباهون بها الامم !!!

هل بوش رجل سياسي مستقيم ومهذب وعادل حتى يتصرف هكذا ؟ لا اعتقد ان هنالك من يدعي ذلك فان بوش جلب الكوارث للمنطقة وكم من عائلة تيتمت وقُتلت وهُجّرت بسببه وبسبب الخونة من العراق والعرب الذين ارتضوا لانفسهم ان يكونوا اداة طيعة بيد المخابرات الامريكية ، بوش الذي واجهه المخرج الامريكي مايكل وقال له انك مجرم يابوش ولم يتصرف مثل ( صاحبنه ) كما وان بوش لم يرد عليه .

الامام علي عليه السلام يقول العفو عند المقدرة فالعفو قيمته عندما تكون قادرا على العقوبة والرد هذه هي قيمة العفو الحقيقية وانا اجزم ان بوش لا يعلم بهذا الحديث للامام علي (ع) ولكنه التزم بفحواه وهذا المهم ان تلتزم بالتعاليم الاسلامية حتى وان جهلت قائلها فان قائلها يريد تهذيبنا لا يريد الشهرة والتسلط .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الجزائري
2008-12-22
العفو عند المقدره من شيم الكرام فلو فرضنا ان السيد المالكي عفا عن الزيدي اليس هناك من سيهزج له ويزفه زفة الابطال وكانه بطل حقيقي فان انت اكرمت الكريم ملكته وان اكرمت اللئيم تمردا. تحياتي الى صاحب المقال .
مازن يوسف
2008-12-21
أن تم معاقبة الزيدي أو تم الأفراج عنه فالأمر سيان وواحد لأن الزيدي قد مات بنظر المثقفين العراقيين وهو يعلم ذلك جيدا" ويعلم أنه أصبح مثار سخريتهم وأن ذلك سيقتله الف مرة يوميا" أما بالنسبة لمن يروه بطلا" فهو بالنسبة لهم ليس سوى وسيلة لبث سمومهم والتي ستأخذ مدتها وتزول وسيركن وحيدا" ..
محمد خليل
2008-12-19
اقول للاخ سامي جواد نعم العفو عن المقدرة تعتبر من شيم الرجال..لكن هل تعتقد بان امثال الصعلوك منتظر سيقابل الاحسان بالاحسان؟ الم تسمع بان نفس هذا الصعلوك قد حظي بقبالة السيد المالكي وكم شمله بعطفه وكرمه وقال له: متى شئت تعال فالبيت بيتك؟ ماذا كان جزاء هذا الكرم وهذا الخلق العظيم؟ كان ان فعل فعلته النكراء وامام العالم اجمع.. هل تعلم ماسيكون جزاء اطلاق سراحه الان؟ سيخرج على الملا يقول: تعرضت للتعذيب, واجبروني على كتابة الاعتذار.. وستقول البغدادية بان المالكي اطلق سراحه لانه جبان يخاف من البعث....
ام رضا
2008-12-18
في الغرب تعود الناس انتقاد قادتهم وبشتى الطرق حتى وان خرجت عن المألوف..العفو عن الشاب منتظر بحد ذاته وبعيدا عن سلبية الموقف وتأثيراته محبب وهو من صميم تعاليم ديننا فالقرآن الكريم يقول (ادفع بالتي هي احسن..) في الوقت الذي نخوض به صراعات تثبيت دعائم الديمقراطية وحرية التعبير في بلد عانى الدكتاتورية وكتم الانفاس لمدد طويلة مثل العراق الذي يمر بالكثير من الامتحانات العسيرة.. نسأل الله النصر على كل من لايريد الخير لوطن الاحرار العراق الغالي كما نسأله سبحانه تسديد خطى قادته المخلصين انه سميع مجيب
ابو جوليان
2008-12-18
يا اخي الكريم سامي تريد العفو عن هذا الجاسوس الماجور باسم العفو عند المقدرة ما لكم كيف تحكمون!! يمكن ان يعفو عنه رايس الوزراء ولكن لن يعفو عنه الحق العام ولا بد على الاقل من التحقيق معه ومعرفة من اجره وكشف صلاته المشبوهة اما حكومتنا فهي بحاجة اليوم الى ان تكون قوية حازمة تعاقب المجرمين بشدة وبالقانون فنحن اليوم في حرب مع ايتام البعث وعربانه وما جرأهم علينا الا مثل قولك هذا وكثرة عفونا.اما المقارنة بدول هادءة مثل بريطانيا فباطل فلا العجوز مثل الزيدي ولا رايس وزراءها مثل المالكي ولا بريطانيا عراق
سامي جواد كاظم
2008-12-18
ولا اخفيكم امر اني اتمنى على المالكي ان يعفو عنه لا لانه لايستحق العقوبة ولكن من باب رجم افواه المتشدقين به وان ما قام به اساء لنفسه ومهنته اولا وكشف عن ثقافات كانت مخفية يتمتع بها صحفيون على شاكلته ثانيا
مهند السماوي
2008-12-18
السلام عليكم... مقال قيم وذو معنى...ولكن هل يفهمه المغفلون والساذجون وخاصة من العربان؟. تحياتي للكاتب وقلمه الحر...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك