المقالات

المرجعية والانتخابات

1075 14:43:00 2008-12-17

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

بعد أن تجاوزت العملية السياسية الجارية في العراق المراحل الهامة والحرجة من تأريخها بنجاح برزت خلال ذلك الاستعدادات على الساحة السياسية والدوائر المؤسساتية المعركة الحقيقية لاثبات الاستحقاق الوطني والتي تمثل العتبة الأخيرة في تشكيل خارطة طريق عراقية، وهذا ما نقل القوى الوطنية التي قارعت اللانظام الصدامي من الواقع الثوري بكل ارهاصاته وتداعياته إلى مرحلة استكمال بناء النظام الديمقراطي الدستوري المؤسسي مسترشدين برؤى المرجعية الدينية المباركة التي أحرجت وأسقطت الكثير من الحسابات التي لا تصب في مصلحة العراق والعراقيين بإصرارها على اعتماد السياسات النابعة من عمق الإرادة العراقية لتحقيق السيادة وتعزيز الحركة الجماهيرية ضمن الاطر الدستورية، وهذا الحراك يعني أول ما يعنيه ايجابية الصعود على هرم معطيات العملية السياسية وتحولاتها الكبرى لصنع الحياة والمستقبل لأبناء الشعب العراقي، وعليه تقع مسؤولية شرعية ووطنية واخلاقية على الناخب في اختيار مرشي ممثلي الكيانات القريبة من الرؤية الوطنية للمرجعية الدينية الرشيدة والقيادة السياسية التي لم تدخر أي جهد للبناء الحقيقي للعراق الجديد.

فاحترام الخيار الديمقراطي العراقي ودعمه هو ترسيخ لمبادئ السيادة وتعزيز وشائج المحبة بين المكونات العراقية بعيدا عن التمايزات العرقية والطائفية والمذهبية، وتعويضهم عن الخسائر والآلام التي تسبب فيها الارهاب الوافد، فقد أكدت السنوات الخمس الماضية من أن بناة العراق الجديد لازالوا يدفعون فاتورة المؤامرات الداخلية والخارجية، اذ حاول البعض تأزيم الأوضاع والتدليس والطعن بالإنجازات الاستراتيجية التي خطت بدماء العراقيين واعطاء صورة مغايرة للواقع الذي شهد الكثير من الارهاصات التي ترتبط ببعض الارادات الخارجية والاخرى التي نفذت للواقع من خلال القرارات السارية المفعول للبعث المهزوم، وبالتالي فان جزء من المشكلة يرتبط بطبيعة القوانين والتشريعات والضوابط والقرارات التي صدرت في عهد النظام المباد، ولتي لايزال العراق يدار بقسم منها، فضلا عن العقلية المركزية التي يرتبط بها بعض المسؤولين، والتي لا تريد ان تقبل بموارد الدستور ومضمونه وتوزيع الادوار والصلاحيات، ومسك الصلاحيات بدوائر ضيقة ومحدودة يجعل مهمة التوسع في التنمية والاعمار مسألة فيها الكثير من العراقيل والصعوبات.

فلابد من تجاوز هذه الاشكاليات الواقعية والبدء باستكمال التاسيس لمشهد عراقي وطني والمضي نحو مفاهيم القبول بالواقع الجديد لترسيخ دعائم قيام العراق الاتحادي التعددي الديمقراطي الفيدرالي ليكون ركنا محورياً, وثابتا وطنيا تنتظم وتوزع فيه الثروات بعدالة وقادراً على توفير متطلبات التنمية والانفتاح على العالم والاندماج فيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك