( بقلم : علاء الموسوي )
لا احد ينكر ان قناة البغدادية قد تبنت اسلوب مراسلها (منتظر الزيدي) المثير للاستغراب حسب المفاهيم المهنية الصحفية، وحسب الاعراف والتقاليد والاخلاق العراقية. الامر الذي يجعلنا (كأعلاميين محليين) نخاطب الفضائية الزميلة والمحببة لدى البعض من قلوب شعبنا العراقي، بلغة الاستفهام والاستنكار عن عدم قدرة ادارة الفضائية في حلحلة القضية الخاصة بمراسلها وتعاملها للازمة التي وضعت نفسها في عشرات من الاسئلة المريبة بحق السياسة الاعلامية المتبعة فيها. الاسلوب الذي اتبعه مراسل البغدادية في التعبير عما يجول في خاطره تجاه وجود الرئيس الامريكي (الضيف) في بلده وامام رئيس حكومة بلاده !، كنا نتصور بانه يمثل رأيا شخصيا لايمت للخطاب والسياسة الاعلامية التي تتبناها البغدادية، ولكن حين المتابعة لردة فعل (رئاسة مجلس الادارة) كما صرح بذلك الناطق باسمها( عبد الحميد الصائح) وجدنا ان هناك تبنيا شبه مخطط لذلك التصرف، ناهيك عن التعاطف الاعلامي ( المصري ) بصورة خاصة مع هذا الحدث، الذي تحول الى رأي عام تسيره اجندة خاصة لاستثماره سياسيا وفق مصالح دولية خاصة، بعيدة عن المصالح العراقية المطلقة.
الجميع يعلم ان مصادر التمويل للوسائل الاعلامية لها من التأثير الواضح للمؤسسات المشرفة عليها ماليا، ولعل تأثر قناة البغدادية لمصالح التجار (المصريين) الذي يدعمونها، فضلا عن وجودها في مصر، جعلها ضحية لتطبيق اجندة اعلامية وسياسية خاصة وفق المفهوم القومي الخاص بالحكومة المصرية. والتي تقتضي ان تكون هي الاولى والمتزعمة على الملف العربي برمته، وان امريكا لابد ان تمر عبر الوساطة المصرية (حصريا) في تحالفاتها القائمة في الشرق الاوسط، لاسيما في الدول العربية، لتكون هي المتسيدة على الموقف العربي المتشضي، وتكون هي الحليفة الاولى والاخيرة للبيت الابيض الامريكي. فما تحله الحكومة المصرية على نفسها هو حرام على غيرها من الانظمة العربية. هي تصافح اسرائيل وتستجدي الاموال والعطايا من امريكا، وغيرها يوصم بالعمالة والخيانة والهيمنة الخارجية. سؤال نتمنى ان تجيب عنه ادارة البغدادية (بحكم وجودها في مصر) لو كان الحدث نفسه في مصر، واهان احد الصحفيين المصريين الرئيس بوش، وبحضور الرئيس حسني مبارك، ماذا ستفعل الاجهزة المصرية؟؟،
وكيف سيتعامل الاعلام المصري (الوطني) ازاء هذه القضية التي سرعان ما سيصفها بانها محاولة ضد المصالح العليا للشعب المصري. يضاف الى ذلك، الاعلام المصري الذي نراه اليوم ... مطبلا ومزمرا بشعارات عربية وقومية مزيفة نيابة عن الشعب العراقي، في ان امريكا اهانت الشعب والامة العربية، وان الحذاء الذي اطلقه مراسل البغدادية يمثل جميع مكونات ومشارب الشعب العراقي، في الوقت الذي نجد الشعب المصري ملتزم بقوانين حكومته الصارمة والمستبدة باحترام مكانة اسرائيل الدولية والاعتراف بها، وتعزيز مواثق الشراكة والتحالف الستراتيجي (طويل الامد) مع الحكومات الامريكية المتعاقبة، وبشتى انواع سياساتها الخارجية المتبعة. قضية المراسل (منتظر الزيدي) واسلوب قناة البغدادية الموسوم في الاتجار بهوية الضحايا، لاسيما مراسلها، جعلها منبرا اعلاميا خارجيا تابع لاجندة مصرية بحتة، وهذا مافسره التضامن (المسيس) من قبل البرلمان المصري، وبقية المؤسسات العربية الاخرى، مقارنة بالاستنكار والادانة الواضحة من قبل اغلب فئات الشعب العراقي، وجهاته السياسية والاعلامية والثقافية، بعيدا عن التضامن الانساني لعائلة (ضحية البغدادية) والذي كان كبش الفداء لمخططات البغدادية ومموليها في جمهورية مصر العربية!. ونأمل في الوقت ذاته من الحكومة العراقية ان تتعامل بحنكة ودراية وحكمة لمقتضيات التخطيط الخارجي لهذه القضية، وان ترى بعين الاب الحنون للمراسل (منتظر الزيدي) مع الاحتفاظ بشرعية القانون العادل، الذي يفرزن التصرف الصحيح من الخاطىء، لكي لاتكون هناك كرة اخرى للاساءة مرة ثانية.
https://telegram.me/buratha