( بقلم : امير الكاتب )
حتما ان للرئيس الامريكي بوش اخطاؤه الكثيرة والتي تستوجب الانتقاد ولكن ليس بتلك الطريقة التي عبر عنها المراسل منتظر الزيدي الذي عبر عن ثقافته الحذائية عندما هاجم الرئيس الامريكي جورج بوش خلال زيارته الوداعية للعراق غير عابيء بوجود رئيس الوزراء المالكي الذي كان حاضرا والذي سبق له ان تعرض الى موقف مماثل خلال زيارة يان كي مون عندما سقطت قذيفة هاون بالقرب من مكان الاجتماع .
المؤسف ان هذا الحادث تعاملت معه بعض الاطراف والشخصيات العربية من باب المزايدة على العراقيين والشماتة بهم من خلال اظهارهم بمظهر القصر العاجزين عن استيعاب الديمقراطية او انها لا تصلح لنا كعراقيين او لشعوب المنطقة ,حيث تسابقت الانظمة العربية ومن خلال الفضائيات المسمومة المحسوبة عليها الى دعم العمل الذي قام به الزيدي والتباهي به والتحريض عليه وكأنه انتقام من الرئيس الامريكي جورج بوش مع العلم انها تتباهى بعلاقاتها مع الرئيس الامريكي جورج بوش وتحرص على اقامة افضل العلاقات مع امريكا وتصر على التحالف مع امريكا وارضاءها ,فضلا عن العلم الاسرائيلي الذي ما زال مرفوعا بكل وضوح في سماءها .لقد حرصت بعض الانظمة العربية وبالذات مصر على توظيف ازمة منتظر لصالحها عندما اخذت فضائياتها المحسوبة على الحكومة والقريبة منها على تسييس القضية وتسييرها باتجاه مضاد للحكومة العراقية والعملية السياسية في العراق واعتبار ما قام به منتظر من عمل نصر لها ولانظمتها القمعية التي ما زالت تحقق نجاحا كبيرا في قمع المواطن العربي وتدجينه وتجبينه ,بحيث لا يملك الشجاعة لمواجهة اتفه موظف حكومي في دوائرها الرسمية التي ما زالت تتعامل مع المواطن العربي بغرور وتعال واحتقار واذلال تجعله لا يرمي الاحذية بوجوههم بل الاسلحة الكيمياوية ان امكن ,
لكن هذا الخنوع العربي والاذلال والسحق للمواطن العربي في مصر وسواها سيبقى مستمرا .لقد ارادت هذه الانظمة ومن بينها النظام المصري صاحب التاريخ الكبير في معاداة التجربة الديمقراطية في العراق ووصف الشيعة ذات يوم بانهم عملاء لايران وان انتمائهم لها وعلى حساب اوطانهم في تفسير شوفيني وطائفي حاد في وقت ما زالت فيه دماء السفير المصري الذي قتلته القاعدة في بغداد لم تجف بعد وعندما على علاقة واضحة بالمجاميع البعثية المسلحة التي كان السفير المصري ينسق العلاقات معها ,
وحيث كان يدير شبكة للاستخبارات المصرية داخل العراق وعندما ضغطت مصر وبقوة على الامريكيين من اجل اقناعها بالتفاوض مع البعثيين في القاهرة وتلبية مطالبهم .هذا التدخل العربي السافر في الشان العراقي حاولت الانظمة استعادته مجددا من خلال التعاطي مع قضية منتظر الزيدي من زاوية وطنية مجانية ورخيصة انضم اليها كل موتور وحاقد على العراق وشعبه تلطخت اياديه بدماء العراقيين وحيث اصبح منتظر بالنسبة لها بطلا شعبيا وقوميا بالرغم من انها قد قتلت الكثير من العراقيين عندما دفعت بالاف الارهابيين للدخول الى العراق عن طريق اراضيها وتنفيذ العديد من الاعمال الارهابية ,بل ان الارهاب في العراق قد كان من دون شك صناعة عربية ,اذ انه بمجرد طرد هذه العناصر من العراق اصبح العراق خاليا من الارهاب وبدرجة كبيرة .
هناك سؤال نرغب بتوجيهه الى تلك الانظمة التي ما زالت تزايد على العراق وشعبه لو كان بوش نفسه في مصر او السعودية او ليبيا التي تدافع عن منتظر الان بحرارة هل كانت نملة وليس صحفيا سيجرؤ على القيام بمثل هذا العمل الذي سيجعل من صاحبه ليس بطلا بل ضحية وعبرة للكل ,حيث سيعدم هذا الشخص وسيهدم بيته وسيتشرد اطفاله في الشارع وسيمنعون من الوظائف او الذهاب الى المدرسة حتى وسيمنع اي شخص من اللقاء بهم او التفكير بزيارتهم حتى لاعوام عديدة قادمة وسيطويهم النسيان الى الابد ولن يتذكرهم احد .ما تقوم به الانظمة والفضائيات العربية حاليا من دور خطير في تضخيم حادثة الاعتداء على بوش ومنحها ابعادا وطنية وقومية واستردادا للكرامة والعزة وغيرها من الشعارات المضحكة والمثيرة للسخرية والرثاء والتي تعكس حالة الخواء والهزيمة حتى باتت هذه الانظمة والفضائيات تتغنى بهذا الفعل وتمنحه الاوصاف والبطولات المجانية الرخيصة رغم انها تؤشر لحالة واضحة تؤكد وجود الديمقراطية في العراق بكل تاكيد .
https://telegram.me/buratha