المقالات

مزايدات رخيصة

913 14:10:00 2008-12-17

( بقلم : امير الكاتب )

حتما ان للرئيس الامريكي بوش اخطاؤه الكثيرة والتي تستوجب الانتقاد ولكن ليس بتلك الطريقة التي عبر عنها المراسل منتظر الزيدي الذي عبر عن ثقافته الحذائية عندما هاجم الرئيس الامريكي جورج بوش خلال زيارته الوداعية للعراق غير عابيء بوجود رئيس الوزراء المالكي الذي كان حاضرا والذي سبق له ان تعرض الى موقف مماثل خلال زيارة يان كي مون عندما سقطت قذيفة هاون بالقرب من مكان الاجتماع .

المؤسف ان هذا الحادث تعاملت معه بعض الاطراف والشخصيات العربية من باب المزايدة على العراقيين والشماتة بهم من خلال اظهارهم بمظهر القصر العاجزين عن استيعاب الديمقراطية او انها لا تصلح لنا كعراقيين او لشعوب المنطقة ,حيث تسابقت الانظمة العربية ومن خلال الفضائيات المسمومة المحسوبة عليها الى دعم العمل الذي قام به الزيدي والتباهي به والتحريض عليه وكأنه انتقام من الرئيس الامريكي جورج بوش مع العلم انها تتباهى بعلاقاتها مع الرئيس الامريكي جورج بوش وتحرص على اقامة افضل العلاقات مع امريكا وتصر على التحالف مع امريكا وارضاءها ,فضلا عن العلم الاسرائيلي الذي ما زال مرفوعا بكل وضوح في سماءها .لقد حرصت بعض الانظمة العربية وبالذات مصر على توظيف ازمة منتظر لصالحها عندما اخذت فضائياتها المحسوبة على الحكومة والقريبة منها على تسييس القضية وتسييرها باتجاه مضاد للحكومة العراقية والعملية السياسية في العراق واعتبار ما قام به منتظر من عمل نصر لها ولانظمتها القمعية التي ما زالت تحقق نجاحا كبيرا في قمع المواطن العربي وتدجينه وتجبينه ,بحيث لا يملك الشجاعة لمواجهة اتفه موظف حكومي في دوائرها الرسمية التي ما زالت تتعامل مع المواطن العربي بغرور وتعال واحتقار واذلال تجعله لا يرمي الاحذية بوجوههم بل الاسلحة الكيمياوية ان امكن ,

لكن هذا الخنوع العربي والاذلال والسحق للمواطن العربي في مصر وسواها سيبقى مستمرا .لقد ارادت هذه الانظمة ومن بينها النظام المصري صاحب التاريخ الكبير في معاداة التجربة الديمقراطية في العراق ووصف الشيعة ذات يوم بانهم عملاء لايران وان انتمائهم لها وعلى حساب اوطانهم في تفسير شوفيني وطائفي حاد في وقت ما زالت فيه دماء السفير المصري الذي قتلته القاعدة في بغداد لم تجف بعد وعندما على علاقة واضحة بالمجاميع البعثية المسلحة التي كان السفير المصري ينسق العلاقات معها ,

وحيث كان يدير شبكة للاستخبارات المصرية داخل العراق وعندما ضغطت مصر وبقوة على الامريكيين من اجل اقناعها بالتفاوض مع البعثيين في القاهرة وتلبية مطالبهم .هذا التدخل العربي السافر في الشان العراقي حاولت الانظمة استعادته مجددا من خلال التعاطي مع قضية منتظر الزيدي من زاوية وطنية مجانية ورخيصة انضم اليها كل موتور وحاقد على العراق وشعبه تلطخت اياديه بدماء العراقيين وحيث اصبح منتظر بالنسبة لها بطلا شعبيا وقوميا بالرغم من انها قد قتلت الكثير من العراقيين عندما دفعت بالاف الارهابيين للدخول الى العراق عن طريق اراضيها وتنفيذ العديد من الاعمال الارهابية ,بل ان الارهاب في العراق قد كان من دون شك صناعة عربية ,اذ انه بمجرد طرد هذه العناصر من العراق اصبح العراق خاليا من الارهاب وبدرجة كبيرة .

هناك سؤال نرغب بتوجيهه الى تلك الانظمة التي ما زالت تزايد على العراق وشعبه لو كان بوش نفسه في مصر او السعودية او ليبيا التي تدافع عن منتظر الان بحرارة هل كانت نملة وليس صحفيا سيجرؤ على القيام بمثل هذا العمل الذي سيجعل من صاحبه ليس بطلا بل ضحية وعبرة للكل ,حيث سيعدم هذا الشخص وسيهدم بيته وسيتشرد اطفاله في الشارع وسيمنعون من الوظائف او الذهاب الى المدرسة حتى وسيمنع اي شخص من اللقاء بهم او التفكير بزيارتهم حتى لاعوام عديدة قادمة وسيطويهم النسيان الى الابد ولن يتذكرهم احد .ما تقوم به الانظمة والفضائيات العربية حاليا من دور خطير في تضخيم حادثة الاعتداء على بوش ومنحها ابعادا وطنية وقومية واستردادا للكرامة والعزة وغيرها من الشعارات المضحكة والمثيرة للسخرية والرثاء والتي تعكس حالة الخواء والهزيمة حتى باتت هذه الانظمة والفضائيات تتغنى بهذا الفعل وتمنحه الاوصاف والبطولات المجانية الرخيصة رغم انها تؤشر لحالة واضحة تؤكد وجود الديمقراطية في العراق بكل تاكيد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك