المقالات

حادث الإعتداء تحت مجهر النقد والتحليل

1756 23:39:00 2008-12-16

( بقلم : احمد الموصلي )

حادث الإعتداء الذي وقع خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الأمريكي جورج بوش ينبغي الوقوف عنده وتسليط الضوء على كافة أبعاده عبر قراءة نقدية وتحليل موضوعي دقيق من أجل وضع النقاط على الحروف وأخذ الدروس والعبر من هذه الحادثة ورّب ضارة نافعة.

سأستعرض بإيجاز أهم النقاط التي ينبغي الإشارة لها بهذا الصدد:

1- البعد الأخلاقي :يعتبر هذا الفعل منافيا للقيم العليا والأخلاق الحسنة والعادات والتقاليد التي ترّبى عليها الشعب العراقي فليس من شيمنا الإساءة للضيف وإهانته أيا كان هذا الضيف ، فضلا عن إن التجاوز الذي حصل هو إساءة لرئيس الوزراء العراقي المنتخب وإساءة للمكان وللحضور أجمع.

2- البعد المهني :

ما قام به ( منتظر الزيدي) وأتحفظ على إطلاق صفة صحفي عليه ، لايمّت لرسالة الصحافة والإعلام بصلة وهو بعيد كل البعد عن أخلاقيات وأبجديات هذه المهنة المقدسة ، بل وأساء من خلال فعله المشين لكل الصحفيين والإعلاميين الأحرار الذين يعملون ليل نهار بصدق وإخلاص من أجل الحقيقة والحقيقة فقط .

3- البعد القانوني :

من وجهة نظر القانونيين تعتبر هذه الحادثة هي إعتداء ومخالفة للقوانين والتعليمات والبروتوكولات المرعية في مؤسسات الدولة يحاسب علىيها القانون العراقي وينبغي أن يترك الأمر للقضاء فهو الجهة الرسمية المخّولة للحكم في هذه القضية وفق القانون .

التعاطي مع الحدث وإستغلاله من قبل أصحاب الأجندات الداخلية والخارجية:

أ- إعلاميا إستغّل الحادث من قبل الفضائيات المغرضة أبشع إستغلال وإعتبر مادة إعلامية دسمة للمغرضين من أعداء العراق وشعبه فاخذوا ينفثون سمومهم وأحقادهم وعملوا على إثارة الرأي العام وتأجيج المشاعر مستغلين سذاجة الهمج الرعاع والناعقين مع كل ناعق في داخل العراق وخارجه فجعلوا عبر أكاذيبهم وأبواقهم من هذا الزيدي النزق رمزا قوميا وصّوروا فعلته كعمل بطولي ، كما طبّلوا بالأمس وذرفوا دموع التماسيح على شرف الماجدة صابرين الجنابي !!!؟؟؟

ب – دخول التيار الصدري على الخط منذ الساعات الأولى لوقوع الحادثة وتحشيد قواه وإستنفارها عبر تواجد كوادره أمام عدسات التلفزة والزج بمؤيده من السواد العام في تظاهرات دعائية غوغائية لإعلان التأييد المطلق لهذه الأخلاقيات الهابطة والتصرفات المشينة والدفاع عن الزيدي والمطالبة بإطلاق سراحه ، نعم فالصدريون آثروا الإصطفاف مع القومجية والأعراب وأيتام النظام البائد أعداء العراق الجديد متجاهلين بذلك مشاعر غالبية الشعب العراقي التي تستهجن مثل هذه التصرفات السيئة والمشينة .

ج- قناة البغدادية التي ينتسب لها الزيدي فقدت صوابها وكشفت عن وجهها القبيح المكشوف أصلا لدى أبناء العراق الشرفاء وأخذ كادرها من رجالات البعث البائد وضبّاط مخابراته يرعدون ويزبدون وبدأت قناتهم ببث الأناشيد الحماسية وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وكأنهم حققوا نصرا وفتحا مبينا .

بعد كل ماء جاء ماذا ينغي فعله؟ وكيف يجب أن تتعاطى الحكومة ومؤسسات الدولة والوسط الإعلامي مع هذه الحادثة ؟

أولا- على المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء وبقية المؤسسات الإعلامية للدولة العراقية إعادة النظر في سياقات عملها وآلياتها فلابد من أخذ العبرة مما جرى ووضع ضوابط وقوانين وسد الثغرات حتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة .

ثانيا- على الجهات التحقيقية والقضائية التدقيق والتحقق والتحري عن خلفيات الموضوع وقراءة مابين السطور والربط بين الفعل وما تلاه من مواقف وردود أفعال محسوبة ومخطط لها خلف الكواليس من أجل معرفة الجهات الحقيقية التي تقف وراءه فالزيدي لم يكن إلا حلقة في سلسلة طويلة من المشبوهين والمتآمرين ، سيّما بعد أن تم تسريب معلومة تخطيط الزيدي لفعلتعه هذه قبل عدّة أشهر وكان يصّرح بها علنا أمام أسياده في البغدادية .

ثالثا- على رئاسة مجلس النواب محاسبة النواب الذين أقسموا على حماية العراق والحفاظ على سيادته ورعاية مصالحه العليا ، وإحترام قوانينه ، فعندما إختاروا الوقوف الى جانب هذا المعتدي والمتجاوز على القانون فهم ينتهكون القانون بموقفهم هذا ويروجون لإشاعة الفوضى والأخلاق الهابطة .

رابعا – على القضاء العراقي توفير محاكمة عادلة للزيدي وإصدار الحكم العادل والمناسب بحقه بعيدا عن أية مؤثرات ووفقا للمواد القانونية المرعية في البلاد .

خامسا – لاينبغي أن يكون العراق ومؤسساته ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية ومقرا لبورصة المزايدات المفضوحة فالشعب العراقي تأريخه يشهد له بمقاومة المحتلين ومقارعة الحكام الظالمين في سوح الوغى ( بالطوب والمكوار ) والقلم والكلمة والحكمة ولغة العقل ، أما لغة الأحذية فهي لغة شاذة وغريبة على شعبنا الأبي ، إنها لغة فئة باغية وعصابة تتلمذ ت في مدرسة عفلق وصدام ونهجت نهج الصحاف ومن لّف لفّه من أبواق النظام البائد .

سيستمر هذا الصراع صراع الحق والباطل صراع إرادة الخير والبناء والإعمار ضد إرادة الشر والهدم والتخريب وسنشهد المزيد من هذه المسرحيات البائسة وسنشهد تساقط الكثير من الأقنعة ولكن في النهاية لايصح إلا الصحيح وسينقلب السحر على الساحر و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله .

أحمد الموصلي

بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علاوي
2008-12-17
بسمه تعالى اخي ابن ام الربيعين احمد لهم اعين لايبصرون بها فما نفع المجهر لهم جرذهم الذي علمهم السحر ملأ الحيطان بالنصر الجرذاني وبصوره وتماثيله ولم نأكل ذرة زقنبوت الامكرمة منه فهل تخرج زبالة خانته غير تلك التحف المخزيه ولقد شمشم لقامة المحامين بقيادة الخليل الدليمي مخزي المحاماة فهبوا الى رغد وما ورثت من اموالنا المنهوبه كماهب قبلهم النحاتون والمشعرون والذباحون والمهجرون والمفجرون واللطامون يتسابقون برجسهم ليبرهنوادنسهم الذي ورثوه من حفار القيور والثرام والمقطعجي لاجسادفلذاتنا بعدا لهم؟
هاشم
2008-12-17
لقد وحدت (قندرة)مراسل البغدادية المشؤومة كل غلاة الفكر القومجي والبعثيين اللئام وطغام العروبة والجهلة الناعقين المطبلين من تيار مقتده الذين تظاهروا معبرين عن فرحتهم الغامرة...يا لبؤسهم!واقبلوا على(القندرة) بأحترام يتفادونها بالغالي والنفيس ويبذلون دونها الاموال كما عرض لذلك الأحمق السعودي الذي نسي بأن المسلمين يعيشون البؤس والشقاء في ارجاء المعمورة! فاذا كانت(القندرة)تصنع لكم امجادا وابطالا فما انتظاركم لحل مشاكل عالمكم العربي كل هذه السنين أبتداءا بفلسطين وانتهاءا بأفكاركم البالية فيا موت زر.
fatima
2008-12-17
i am more than sure that the main aim of what happened is to increase the popularity of mutada al sadr and his army be care iraqi shiats this is another rotten trick from the dirty alsadir army and the bathies ,,,i wish that the goverment show all the detaile on TV IRAQYIA AND ALFURAAT
محمد المياحي
2008-12-17
شكرا للسيد الموصلي وفر علي الكثير مما ارغب بقوله0 1- اراد عون الخشلوك الدكتور بلا شهاده ان يستفيد اعلاميا من الحادثه لاغراض ماديه تتعلق بقناته المشبوهه فهو يطمح ان تكون فضائيته كالجزيره ليضرب ضربته0 2- اراد ان يجعل له سمعه اعلاميه كبعثي مرتبط بالنظام ويكسب سمعه سياسيه لانهم يرسمون له مستقبلا سياسيا0 على حكومتنا ان تفتح ملف تفجير الحله المتهم به عون الخشلوك كممول وان تقوم بغلق القناة وجريدته ومقاضاته0 ان هذه العمليه مخطط لها لغرض اهانة ودعوة الخارجين على القانون للتطاول على رجالات الدوله0 احذرو
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك