المقالات

ايهما افضل الجاهل المؤدب ام المثقف المستهتر ؟

1547 14:06:00 2008-12-16

بقلم : سامي جواد كاظم

حادثة تاريخية مشهورة مع الشيخ الطوسي ايام هولاكو عندما سُال عن ايهما الافضل المسلم الظالم ام الكافر العادل ؟ وجاء هذا السؤال طبقا للظروف التي عاشتها البلاد في ذلك الوقت مع تضارب الاراء حول الهجوم التتري في حينها ، وما كانت عليها الحالة في الدولة العباسية من ظلم وفساد.

اليوم يعيش العرب خاصة والمسلمون عامة في اوضاع كثرت فيها التجاذبات والتباينات واختلف الامر على الكثير في الحكم على الافضل في اتخاذ الاجراءات والسبل في سبيل الارتقاء بجميع مناحي الحياة فهذا يصف العرب بالتخلف من جانب معين وقد تكون من عدة جوانب واخر يصف الغرب بنفس الصفات .ولان شروط المفاضلة يجب ان تكون في نفس الصنف والجنس مع مراعاة الظروف للمتفاضلين ، وعليه وعلى غرار مفاضلة الشيخ الطوسي قدس سره اسال انا ايهما افضل الجاهل المؤدب ام المثقف المستهتر ؟

هنا عندما اقصد الجاهل هو القليل التفكير والغير حائز على مناصب عليا او شهرة واقصد بالمثقف كل من هو معروف على الملا في ما يعلم من صنعة حتى لو كانت علم الذرة . الاخلاق لا اعتقد هنالك خلاف في افضليتها وضروريتها للمجتمع البشري اكثر من غيرها وفي نفس الوقت فان العلوم والتطور هو الاخر ضروري للحياة البشرية ومن هنا لو قمنا بالمعادلة التالية فلو كان المرء على مستوى عال من الادب وقلة ادراكه للتطور والعلوم المستحدثة التي تخدم البشرية فانه لا يصدر منه سلبية تخدش اخلاقيات الغير ولكن لو ان هذا المرء على درجة عالية من العلم وباي مجال كان ولكنه لا يتمتع بخلق حسن فان سلبيته التي تصدر منه تكون لها الاثر الفاعل في المجتمع .

ومن هنا نجد ان اغلب المجتمعات الاسلامية تؤكد على الخلق دون الاهتمام ببقية العلوم وهذه نقطة ضعفنا ، وبما ان الانسان هو مادي اكثر مما هو معنوي بدليل الاية ان النفس امارة بالسوء لهذا من السهولة انقيادها الى مستنقع الانحطاط المادي بسهولة اذا لم تكن محصنة باخلاقيات الاسلام .

الان مقايضة الغرب مع المسلمين هو سلب اخلاقياتنا ومنحنا بعض علومهم الاستهلاكية اما الانتاجية فانها خط احمر لا يمكن للعرب ان يحصلوا عليه .وهنالك بعض الدول الاسلامية التي يتسلط عليها حكام طواغيت يعملون مع الغرب على سلب اخلاقيات مجتمعهم واشباع رغباتهم المادية وجعلهم لا يستطيعون الاستغناء عن التطور الحاصل في العالم . وهنا اسال كل من ايد حادث الصحفي العراقي مع بوش والتي تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع امريكا هل تستطيع ان تغلق السفارة الامريكية في بلدها تاييدا لهذا الصحفي العراقي ؟ ولا اعتقد ان هذا الامر يعني حرب او خسائر مادية ولكن فقط يؤدي الى خرق لمعاهدات واتفاقيات عقدت بين هؤلاء الحكام مع البيت الابيض وراء الكواليس من اجل تثبيتهم في السلطة والا طالما ان الموقف الامريكي معاد للعرب فلماذا لا تقطعون علاقاتكم الدبلوماسية مع امريكا ؟ وتخليوا لو عشرة دول اتخذت هذا القرار وطلبت من السفير الامريكي مغادرة اراضيها فكيف سيكون وقعها على امريكا خاصة والعالم عامة ؟

واما بالنسبة للمنظمات والاحزاب التي ايدت هذا العمل هل تستطيع ان تطالب حكوماتها باتخاذ قرار غلق السفارة الامريكية ؟ لا اعتقد ذلك .واخر الامر هل تعلمون من ايد الصحفي بتصرفه هذا ؟ ايده الوهابية والسلفية والتيار الصدري وجيش الصحابة للمقاومة وحزب البعث في سوريا وتنظيم القاعدة ومحامي صدام في الاردن وقناة الجزيرة وصاحبة الشان البغدادية وهيئة الضاري وقس على ذلك . الغريب واللطيف في الامر في آن واحد هو ان الوهابية لن تصفه بالرافضي بالرغم من ان اسمه من الاسماء التي تثيرهم .

واخر المقال لاذكر لكم هذه القصة هنالك عراقي شقاوة طويل القامة عريض الكتف صفع ضابط انكليزي ( راجدي ) فقال له الضابط الانكليزي ( good ) واعطاه روبية فاستأنس هذا الشقاوة بهذه الروبية وعاد ليعيد الكرة مع شخص اخر ليحصل على روبية اخرى فاذا الشخص الاخر كان لديه خنجر ومع صفعة هذا الشقاوة طعنه بالخنجر فارداه قتيلا ، لو تمعنتم جيدا بالذي قتل هذا الشقاوة فانه الضابط الانكليزي وليس صاحب الخنجر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد كاظم
2008-12-17
الى السماوي مع التحية صحيح ابن طاووس
مهند السماوي
2008-12-17
السلام عليكم... مقال ممتاز اخي العزيز..ولي توضيح ان الحادثة المشهورة ايام هولاكو ليست للطوسي لانه كان متوفي قبل 200 سنة من الحادثة... كانت الحادثة مع العلامة السيد ابن طاووس الحلي... مع خالص تقديري ومحبتي..
سامي جواد كاظم ـ كاتب المقال
2008-12-16
حياك الله اخي عبد الاطهار وايامك سعيدة بمناسبة عيد الولاية
عبد الأطهار
2008-12-16
تحية لك أيها القلم الشريف وتحية لكل الأقلام المنصفة والناطقة بالأنصاف والواقعية والحقائق الغير مزيـفة والراعية لما بعد التُراب . لو سألنا الذين يتبجّحون ويتدجلون في إقلاب الصورة الرديئة والفعل الغير أخلاقي وغير تؤدّبي لو سألنا هؤلاء الذين يقلبون الموازين ويقلبون الدناءة الى جهاد ومقاومة وتعبير بطريقته الخاصة كما قالت توافق الأمس وتوافق اليوم و,و,ونقول لو وقع هذا الحادث في مؤتمر يعقده غير العراق وكان بوش قد تعرض لهذا الفعل ماذا سيحصل وخصوصا إذا كان المؤتمر في بلاد الأعراب ؟ماذا يقولون هؤلاء المنافقون أليس يقولون العرب تكرم الضيف وتحامي الضيف والعربي يضحّي في نفسه ولا يفرط في ضيفه لأن هذا عار وشنارولا نريد أن نقول ما قال الكثير في هذا المجال ولكن نتمشى قليلا لنقف وقفة قصيرة عند أحد البرلمانيين الذين عرض شراء حذاء الفاعل بربع مليون دولار ونقول من أين لك هذا ؟ ونقول للأعرابي السعودي الذي عرض شراء حذاء الفاعل بكذا مبلغ نقول له الأجدر بك أن تشتري الكأس الذي كان يشرب به (خادم الحرمين ) الخمر مع بوش والذي أعمى الأعلاميين وغير الأعلاميين المدافعين عن المغفل يُدافعون بُغضا لأبي تُراب ,ولنا كلمة قصيرة مع الآلوسي العائد توا للبرلمان الذي رفع عنه الحصانة نقول له وهو اليوم يدعو الحكومة لأطلاق سراح هذا العديم الخلق والأخلاق ومن كان يقف وراءه مثله نقول له هل هذا صدقا أم نفاقا ولكنّ ربطة عنق المالكي جرّتك َ لما جرّتك َ إليه وأنستْك َنفسك َ وإلى مَن تنتمي أنت .
ابو حيدر -عراقي
2008-12-16
لو انصفت عدوك في نفسك ستكون منصفا والا لو انصفت صديق او قريب فهو الفروض والمتوقع منك.والان انا اعتقد ان تلقي بوش للحادثة ومروره مرور الكرام شئ يحسب له وحسب ايماني بالله ربما تكون كفارة او جزاءا دنيويا لبعض ما اقترفت يداه..ولنا ان نتصور لو حدث ذلك ل-زعيم-عربي او حتى لمسؤول من الدرجة العاشرة فكيف كانت النتائج وردود الافعال؟لا ابرئ الامريكان رئيسا ومرؤسين من جرائمهم في العراق وهي لا تعد ولا تحصى لكن الحق يجب ان يقال لا اخفيكم انه انتابني شعور بالرضا ان لم اقل الفرح.ولو كان ضيفا لاختلف شعوري نحوه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك