بقلم : سامي جواد كاظم
حادثة تاريخية مشهورة مع الشيخ الطوسي ايام هولاكو عندما سُال عن ايهما الافضل المسلم الظالم ام الكافر العادل ؟ وجاء هذا السؤال طبقا للظروف التي عاشتها البلاد في ذلك الوقت مع تضارب الاراء حول الهجوم التتري في حينها ، وما كانت عليها الحالة في الدولة العباسية من ظلم وفساد.
اليوم يعيش العرب خاصة والمسلمون عامة في اوضاع كثرت فيها التجاذبات والتباينات واختلف الامر على الكثير في الحكم على الافضل في اتخاذ الاجراءات والسبل في سبيل الارتقاء بجميع مناحي الحياة فهذا يصف العرب بالتخلف من جانب معين وقد تكون من عدة جوانب واخر يصف الغرب بنفس الصفات .ولان شروط المفاضلة يجب ان تكون في نفس الصنف والجنس مع مراعاة الظروف للمتفاضلين ، وعليه وعلى غرار مفاضلة الشيخ الطوسي قدس سره اسال انا ايهما افضل الجاهل المؤدب ام المثقف المستهتر ؟
هنا عندما اقصد الجاهل هو القليل التفكير والغير حائز على مناصب عليا او شهرة واقصد بالمثقف كل من هو معروف على الملا في ما يعلم من صنعة حتى لو كانت علم الذرة . الاخلاق لا اعتقد هنالك خلاف في افضليتها وضروريتها للمجتمع البشري اكثر من غيرها وفي نفس الوقت فان العلوم والتطور هو الاخر ضروري للحياة البشرية ومن هنا لو قمنا بالمعادلة التالية فلو كان المرء على مستوى عال من الادب وقلة ادراكه للتطور والعلوم المستحدثة التي تخدم البشرية فانه لا يصدر منه سلبية تخدش اخلاقيات الغير ولكن لو ان هذا المرء على درجة عالية من العلم وباي مجال كان ولكنه لا يتمتع بخلق حسن فان سلبيته التي تصدر منه تكون لها الاثر الفاعل في المجتمع .
ومن هنا نجد ان اغلب المجتمعات الاسلامية تؤكد على الخلق دون الاهتمام ببقية العلوم وهذه نقطة ضعفنا ، وبما ان الانسان هو مادي اكثر مما هو معنوي بدليل الاية ان النفس امارة بالسوء لهذا من السهولة انقيادها الى مستنقع الانحطاط المادي بسهولة اذا لم تكن محصنة باخلاقيات الاسلام .
الان مقايضة الغرب مع المسلمين هو سلب اخلاقياتنا ومنحنا بعض علومهم الاستهلاكية اما الانتاجية فانها خط احمر لا يمكن للعرب ان يحصلوا عليه .وهنالك بعض الدول الاسلامية التي يتسلط عليها حكام طواغيت يعملون مع الغرب على سلب اخلاقيات مجتمعهم واشباع رغباتهم المادية وجعلهم لا يستطيعون الاستغناء عن التطور الحاصل في العالم . وهنا اسال كل من ايد حادث الصحفي العراقي مع بوش والتي تتمتع بعلاقات دبلوماسية مع امريكا هل تستطيع ان تغلق السفارة الامريكية في بلدها تاييدا لهذا الصحفي العراقي ؟ ولا اعتقد ان هذا الامر يعني حرب او خسائر مادية ولكن فقط يؤدي الى خرق لمعاهدات واتفاقيات عقدت بين هؤلاء الحكام مع البيت الابيض وراء الكواليس من اجل تثبيتهم في السلطة والا طالما ان الموقف الامريكي معاد للعرب فلماذا لا تقطعون علاقاتكم الدبلوماسية مع امريكا ؟ وتخليوا لو عشرة دول اتخذت هذا القرار وطلبت من السفير الامريكي مغادرة اراضيها فكيف سيكون وقعها على امريكا خاصة والعالم عامة ؟
واما بالنسبة للمنظمات والاحزاب التي ايدت هذا العمل هل تستطيع ان تطالب حكوماتها باتخاذ قرار غلق السفارة الامريكية ؟ لا اعتقد ذلك .واخر الامر هل تعلمون من ايد الصحفي بتصرفه هذا ؟ ايده الوهابية والسلفية والتيار الصدري وجيش الصحابة للمقاومة وحزب البعث في سوريا وتنظيم القاعدة ومحامي صدام في الاردن وقناة الجزيرة وصاحبة الشان البغدادية وهيئة الضاري وقس على ذلك . الغريب واللطيف في الامر في آن واحد هو ان الوهابية لن تصفه بالرافضي بالرغم من ان اسمه من الاسماء التي تثيرهم .
واخر المقال لاذكر لكم هذه القصة هنالك عراقي شقاوة طويل القامة عريض الكتف صفع ضابط انكليزي ( راجدي ) فقال له الضابط الانكليزي ( good ) واعطاه روبية فاستأنس هذا الشقاوة بهذه الروبية وعاد ليعيد الكرة مع شخص اخر ليحصل على روبية اخرى فاذا الشخص الاخر كان لديه خنجر ومع صفعة هذا الشقاوة طعنه بالخنجر فارداه قتيلا ، لو تمعنتم جيدا بالذي قتل هذا الشقاوة فانه الضابط الانكليزي وليس صاحب الخنجر .
https://telegram.me/buratha