( بقلم : الصحفي حيدر حسين الاسدي )
وقفت طويلاً وراجعت نفسي عدة مرات قبل ان أتوجه لكتابة هذه الأسطر البسيطة التي وجدت نفسي وكصحفي اعمل في هذا السلك الذي احببته انه من واجبي التعليق حتى ولو بكلمات بسيطه لاسجل موقف وانقل رأي تناقشت به مع الكثير من زملاء المهنة, فقد استمعت وقرأت خلال الساعات الماضية منذ وقوع حادثه الاعتداء من قبل مراسل البغدادية على رئيس الولايات المتحدة على تعليقات كثيرة من أساتذتي ومختصين في المجال الصحفي والقانوني وأراء وتعليقات المواطنين في وسائل الإعلام وقد اجمع أكثر أهل الرأي والعقل ان هذه الحادثة تشكل سابقة خطيرة ونقطة سوداء في تأريخ الصحافة العراقية العريقة
إلا إن ما يهمني هو في هذه الأسطر البسيطة ان اعلق عليه هو ان ما فعلة الزيدي هو تصرف شخصي بحت ينم عن استهتار ورعونة لا سابقه لها ويأسفني ان اقول هذا الكلام تجاه زميل صحفي مارس المهنة لفترة في قناة اقدرها واحترمها لانها تقدم منهج اعلامي مهني بالدرجة الاولى وان اكون مختلف معها في بعض ارائها الا ان ما اريد ان اقوله هو ليس تأيد لكلام الرافضين للحادث انما رد على من ايد ورفع صوته في تأيد هذا التصرف وما ذهب اليه البعض الاخر من محاولة صنع بطل قومي وعربي محرر للارض وهازم الاستعمار هو " منتظر الزيدي"
فاقول لهم متى كانت اخلاقنا وادابنا وقيمنا تسمح بالاعتداء على الضيف اين كان وان يرد علي البعض انه ليس بضيف فأين احترام رئيس الوزراء واركان الحكومة العراقية الذين كانوا جالسين في القاعة وان لم يحترم كل هؤلاء فأين احترام العلم العراقي واسم ألجلاله الموجود عليه وانني لاعجب ان نصنع من مسيء اراد ان يبرز نفسه وتصرفه كبطل استطاع ان يرد كرامة العراقيين وشرفهم فمتى تعلمنى ان نواجه من نعادي بالاحذية ومتى تادبنا ان نقدم لمن يعاكسنا بالتصرف او النهج بالسب والشتائم وان كانت هذه هي المفاخر والبطولات لكان نبينا وال بيته اولى بالتصرف هكذا ان كنا نقتدي بهم ولكننا لم نسمع قط من هذه المدرسة السماوية أي تصرف من هذا القبيل ان كانت دعوتهم المواجه بالقول والقلم واللسان الفصيح والحجة الدامغة والمواجه القوية التي تعبر عن قوة رسالة الشخص وايمانه بقضيته
فمتى كان الانسان يحمل كل هذه الخصال استطاع ان يواجه المقابل حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة فشخص كمنتظر الزيدي الذي يمثل جزء من السلطة الرابعة في الهيكل الحكومي أي صاحب سلطة رقابية تستطيع ان تؤثر وتواجه بقوة الرأي وان تقف امام رئيس اقوى دولة وتقول له انك تماديت وأجرمت وأساة لبلدنا العراق بكل قوة دون ان استخدم لغة الضعفاء بالسب والشتائم ورمي ما في القدم .
سادتي اننا اليوم بحاجة الى ان نفهم معنى الحرية وان ندرك ان حرية الرأي شيء وحرية التصرف والتعبير شيء اخر فالدستور كفل لنا حرية الراي والمعتقد والحديث دون ان يمنعنا احد ومؤسسات الدولة بأجمعها تحمينا ونحن نمارس حرية الرأي فقوات الجيش والشرطة تحمي كل المتظاهرين اين كانت انتماءاتهم حتى لو كانوا خارجيين ينتقدون رئيس الجمهورية والوزراء والصحف تكتب وتنتقد وتوجه الاتهامات والتعليقات الى كل اركان الدولة دون استثناء دون ان يمنعها احد في حدود الحقيقة دون سلوك طريق التشهير والابتزاز الا ان القانون يقف امام أي شخص يسيء التصرف والتعبير ويخرج عن الذوق العام والعرف والقانون فستكون يد القانون قاسية عليه وفق احكام القانون العراقي النافذ .
وأخيراً اريد ان اختم كلامي هذا بالقول ان الذين يريدون صنع تماثيل ونصب لمنتظر الزيدي ويؤيدون فعله المستهتر والغير مسؤول كان عليهم اولاً ان يطالبوا بنصب وتماثيل تخلد ابطال العراق الذين واجهوا صدام وجهاً لوجه في الدجيل بالرصاص وليس بالاحذية وضحوا بعيشهم واهلهم في سبيل الحرية ومن وقف على المقبور عدي في المنصور ورماه بالرصاص حتى أقعده عن المشي هم اولى بالتكريم والبطولة ممن يبحث عن المجد والشهرة امام عدسات الكامرات فيا اخواني اتقوا الله واعلموا ان ابطال الامم لا يٌٍِصنعون من رمي الاحذية واسفي على زمان يكثر فيه المتباكون على المسيئين وما اكثرهم اليوم وتنزل اللعنات على كل صاحب حق والحديث ذو شجون والله المستعان على اخوة يوسف في بلدي العراق.
https://telegram.me/buratha