المقالات

بين حرية الراي وحرية التعبير

1289 00:26:00 2008-12-16

( بقلم : الصحفي حيدر حسين الاسدي )

وقفت طويلاً وراجعت نفسي عدة مرات قبل ان أتوجه لكتابة هذه الأسطر البسيطة التي وجدت نفسي وكصحفي اعمل في هذا السلك الذي احببته انه من واجبي التعليق حتى ولو بكلمات بسيطه لاسجل موقف وانقل رأي تناقشت به مع الكثير من زملاء المهنة, فقد استمعت وقرأت خلال الساعات الماضية منذ وقوع حادثه الاعتداء من قبل مراسل البغدادية على رئيس الولايات المتحدة على تعليقات كثيرة من أساتذتي ومختصين في المجال الصحفي والقانوني وأراء وتعليقات المواطنين في وسائل الإعلام وقد اجمع أكثر أهل الرأي والعقل ان هذه الحادثة تشكل سابقة خطيرة ونقطة سوداء في تأريخ الصحافة العراقية العريقة

إلا إن ما يهمني هو في هذه الأسطر البسيطة ان اعلق عليه هو ان ما فعلة الزيدي هو تصرف شخصي بحت ينم عن استهتار ورعونة لا سابقه لها ويأسفني ان اقول هذا الكلام تجاه زميل صحفي مارس المهنة لفترة في قناة اقدرها واحترمها لانها تقدم منهج اعلامي مهني بالدرجة الاولى وان اكون مختلف معها في بعض ارائها الا ان ما اريد ان اقوله هو ليس تأيد لكلام الرافضين للحادث انما رد على من ايد ورفع صوته في تأيد هذا التصرف وما ذهب اليه البعض الاخر من محاولة صنع بطل قومي وعربي محرر للارض وهازم الاستعمار هو " منتظر الزيدي"

فاقول لهم متى كانت اخلاقنا وادابنا وقيمنا تسمح بالاعتداء على الضيف اين كان وان يرد علي البعض انه ليس بضيف فأين احترام رئيس الوزراء واركان الحكومة العراقية الذين كانوا جالسين في القاعة وان لم يحترم كل هؤلاء فأين احترام العلم العراقي واسم ألجلاله الموجود عليه وانني لاعجب ان نصنع من مسيء اراد ان يبرز نفسه وتصرفه كبطل استطاع ان يرد كرامة العراقيين وشرفهم فمتى تعلمنى ان نواجه من نعادي بالاحذية ومتى تادبنا ان نقدم لمن يعاكسنا بالتصرف او النهج بالسب والشتائم وان كانت هذه هي المفاخر والبطولات لكان نبينا وال بيته اولى بالتصرف هكذا ان كنا نقتدي بهم ولكننا لم نسمع قط من هذه المدرسة السماوية أي تصرف من هذا القبيل ان كانت دعوتهم المواجه بالقول والقلم واللسان الفصيح والحجة الدامغة والمواجه القوية التي تعبر عن قوة رسالة الشخص وايمانه بقضيته

 فمتى كان الانسان يحمل كل هذه الخصال استطاع ان يواجه المقابل حتى لو كان رئيس الولايات المتحدة فشخص كمنتظر الزيدي الذي يمثل جزء من السلطة الرابعة في الهيكل الحكومي أي صاحب سلطة رقابية تستطيع ان تؤثر وتواجه بقوة الرأي وان تقف امام رئيس اقوى دولة وتقول له انك تماديت وأجرمت وأساة لبلدنا العراق بكل قوة دون ان استخدم لغة الضعفاء بالسب والشتائم ورمي ما في القدم .

سادتي اننا اليوم بحاجة الى ان نفهم معنى الحرية وان ندرك ان حرية الرأي شيء وحرية التصرف والتعبير شيء اخر فالدستور كفل لنا حرية الراي والمعتقد والحديث دون ان يمنعنا احد ومؤسسات الدولة بأجمعها تحمينا ونحن نمارس حرية الرأي فقوات الجيش والشرطة تحمي كل المتظاهرين اين كانت انتماءاتهم حتى لو كانوا خارجيين ينتقدون رئيس الجمهورية والوزراء والصحف تكتب وتنتقد وتوجه الاتهامات والتعليقات الى كل اركان الدولة دون استثناء دون ان يمنعها احد في حدود الحقيقة دون سلوك طريق التشهير والابتزاز الا ان القانون يقف امام أي شخص يسيء التصرف والتعبير ويخرج عن الذوق العام والعرف والقانون فستكون يد القانون قاسية عليه وفق احكام القانون العراقي النافذ .

وأخيراً اريد ان اختم كلامي هذا بالقول ان الذين يريدون صنع تماثيل ونصب لمنتظر الزيدي ويؤيدون فعله المستهتر والغير مسؤول كان عليهم اولاً ان يطالبوا بنصب وتماثيل تخلد ابطال العراق الذين واجهوا صدام وجهاً لوجه في الدجيل بالرصاص وليس بالاحذية وضحوا بعيشهم واهلهم في سبيل الحرية ومن وقف على المقبور عدي في المنصور ورماه بالرصاص حتى أقعده عن المشي هم اولى بالتكريم والبطولة ممن يبحث عن المجد والشهرة امام عدسات الكامرات فيا اخواني اتقوا الله واعلموا ان ابطال الامم لا يٌٍِصنعون من رمي الاحذية واسفي على زمان يكثر فيه المتباكون على المسيئين وما اكثرهم اليوم وتنزل اللعنات على كل صاحب حق والحديث ذو شجون والله المستعان على اخوة يوسف في بلدي العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هاشم
2008-12-16
الذين قاموا بهذا التصرف الأرعن والذين أيدوا هذا الفعل الشنيع هم ليسوا قطعا من ابناء المدرسة السماوية التي اشرت اليها -أستاذ حيدر - والتي تأمر بالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن..هؤلاء أبناء الأفك القومجي الذين رأيناه من خلال ايتام البعث الساقط فيما مضى ورأينا نماذج مما يقوم به ازلام تيار مقتده من رعونة هذا عمل جبان لايقره دين ولا القيم العربية فلماذا ىيفتخر البعض بعمل مشين كهذا ويصفون من قام به بالبطولة أعتب على قناة بلادي واسألها ماذاسيكون موقف السيد الجعفري لو كان في موقع المسؤوليه بدل المالكي!؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك