المقالات

صحافة القلم أم صحافة القدم؟!

1314 00:51:00 2008-12-16

( بقلم : وليد جواد فريق التواصل الإلكتروني وزارة الخارجية الأمريكية)

يا ترى هل يجسد منتظر الزيدي مهنية الصحفي بفعلته الهمجية يوم أمس عندما غدر بأخلاقيات الصحافة ونزل إلى الدرك الأسفل برمي حذاءه تجاه الرئيس جورج دبليو بوش؟ بالطبع لا ، وقد أتى الرد قويا وواضحا ممن كان لهم من مكارم أخلاق المهنة الصحفية حظ ونصيب بالتعبير عن أسفهم على الحادثة.

في نظام ديمقراطي متنامي الذي هو دولة العراق يضع الرئيس جورج بوش نفسه بين أيادي الصحفيين لكي تَعُم فائدة المعرفة بواقع العلاقة الأمريكية العراقية. ولكن الفائدة لم تتحقق بفعلة الزيدي خاصة وأنه لم يطرح الأسئلة التي كان العراقيون ينتظرون إجابة بوش عليها. ويبقى أن القذف ليس طرحا ،، والسب ليس سؤالا ،، فليس الشتم من حرية التعبير في شيئ. وقد برهن الزيدي على أنه لا يدرك مقدار الفائدة التي كان بإمكانه تعميمها على أبناء جلدته من خلال طرح الأسئلة على الرئيس الأمريكي ، ودلل بفعلته على جهله بالمبادئ الصحفية حيث لم يستطع ترجمة أحاسيسه إلى كلمات معبرة أو أسئلة مبينة والتي هي في الحقيقة واجبه الصحفي. وليته كان خاويا فقط ولكنه استسلم لبدائية العنف ، وفشل في استثمار الفرصة التي كانت بين يديه.

بالتأكيد لا يمثل الزيدي مهنته الصحفية كما أنه لا يمثل الشعب العراقي ولا العروبة. فالشعب العراقي كان يعاني ويكابد في صمت عبر عقود من الحكم البعثي القمعي الديكتاتوري الذي حصد حياة أعداد لا تحصى من العراقيين. فالتصفيات والاختطافات كانتا أمرا معروفا ولا يجرئ أحد على الاعتراض عليها. ولم يكن حكم صدام حسين استثنائيا يستهدف الأشخاص فقط بل أن ساديته طالت الجماعات مثل الأكراد الذين سقطوا ضحايا لغازات صدام القاتلة في حلبجة ، والشيعة في الجنوب في بداية التسعينيات. لقد كانت دولة بوليسية لا يجرؤ المواطنون فيها على التعبير عما يدور في خلدهم إذا كان مخالفا للحكومة الصدامية ، وإلا تكون نهايتهم شبه حتمية.

استطاع الشعب العراقي أن يتعامل ويتجاوب مع المتغيرات في رحلته تجاه مجتمع مرحب ومتسامح يعدل بين الطوائف والعرقيات دون التنازل عن قيمه ومبادئه الثابتة من موروثه الثقافي. فكرم الضيافة لم يكن حالة استثنائية ولم يكن قط خيارا مزاجيا ولم يكن حكرا على صديق أو حبيب بل كان لكل قادم وحتى ممن يختلفون معهم في الرأي. الترحيب بالضيف عادة لن تنتهي بفعلة الزيدي الذي لا يمكن لسلوكه أن يعكس الثقافة العربية حتى وإن اختلط ذلك على بعض غير العارفين بالثقافة العربية.

الزيدي لن يُقْتل لفعلته ولن يعذب لذلك الاعتداء المقيت كما كان سيؤول مصيره في أيام العهد البائد. إن هذه الحادثة لن تغيّر من الموقف الأمريكي في شيئ فسنبقى ثابتين في ثقتنا في عزيمة أهل بلاد الرافدين. ومع ذلك فإن الزيدي يتحمل التهمة الموجهة ضده وهي تعديه على مهنته الصحفية ومواطنته العراقية وثقافته العربية.

وليد جوادفريق التواصل الإلكترونيوزارة الخارجية الأمريكيةdigitaloutreach@state.gov http://www.america.gov/ar http://walidjawad.maktoobblog.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الشمري
2008-12-17
الرئيس بوش ضيف العراق ودخل من الباب ولم يدخل من الشباك ,وهو وأخوة له هبوا لمساندة العراق ضد الطغيان ,والعراق الجديد اليوم محتاج أن يتواصل بأحترام مع جميع دول العالم وأن يثبت للعالم بأن العراقي انسان محترم يحترم الأخرين ولايهين ضيوفه وان من يهين الضيف هو جرذ قذر أجرب ومن يدافع عنه ويفرح لفعلته الشنيعة أقذر منه وأكثر جربا منه ومن البعثيين
ازهار الغزعلي--عراقي..... من اوروبا
2008-12-16
لو كنت صادقا في دفاعك عن امريكا انصح بوش وادارات القرار الكبرى في امريكا بالمساعدة والسماح بتغيير الانظمة العربية الدكتاتورية الفاسدة من المحيط الى الخليج بنظم ديمقراطية لان سبب كره العرب لامريكا هو مساندة امريكا لحكامهم ورؤسائهم في قمع الشعوب العربية...لذا العرب فرحانين بما حدث لبوش شماتة وانتقاما وتنفيسا للكبت النفسي الذي يشعرون به تجاه الحكام..وهذا الجانب[اي سبب فرح العرب لما وقع لبوش]غائب للاسف عند الكتاب والمحللين والمنتقدين اتمنى ان يطل علينا من يفسر نفسيا واجتماعيا الحدث ثم يكتب؟؟
ابو حيدر-عراقي
2008-12-16
تدافع عن امريكا وبوش يا وليد وكانك تدافع عن ملائكة الرحمان وطيور الجنة هل نسيت او تتناسى جرائم ابو غريب وبلاك واتر والاف الجرائم لجنود امريكا؟هل ننسى جرائم رامزفلد؟في زيارته الاخيرة هذه هل اخذ بوش اذنا لدخول العراق كما تفرض اللياقة(اذا كانت لديكم)ليستقبل كضيف ام دخل العراق من الشباك كما تدخل اللصوص؟ انا لا ادافع عن اسلوب الزيدي في التعبير لكن اقول ان اخر من يحق له الحديث عن القانون والقيم والاصول والاخلاق ووالخ هم امريكا واتباع امريكا..نعم ان لامريكا قيمة واحدة فقط وهي القوة=قوة المال والسلاح=
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-12-16
اذا قام الزيدي بهذا العمل بنفسة فهذا يعني بانة استغل العمل الصحفي المهني وخالف السياقات وتحدى مشاعر العراقيون لان هذا العمل كان امام الكامرة وضيف اتى الى العراق وهذا الصحفي المتصحف لا يمثل الا نفسة والتربية التي اخذها من مقبورة على مدة 40 سنة اما اذا كان هذا مدفوع الثمن من قوة خارجية وداخلية خططت بصورة ضاهرها وطني ارتجالي وباطنها بعثي عربي منضم اسمة المقاومة الشريفة يجلس في البرلمان وياخذ من الدول العربية اسقاط الديمقراطية في العراق فالذي يقلب الطاولة هم البعثيون وهذا الصحفي اعادها باخلاص
ابو علاوي
2008-12-16
بسمه تعالى لئن كان في الاعاده افاده اقول ان الرجل خريج مدرسة الضروره والماشفنه الفرح الابزمانه والضارب بالرجلين على صورة من ضربوه بالذلين واعلن للشعب المنكود به على كل الحيطان يامحله النصر فهتف له المضروبون والمصورون تحت اضواء كاميرات جلاوزته الساديون بالروح بالدم الخ ولقد مرت بي احدى زياراته المشؤمه لوزارة مهظومه وقد ارسل الصكوك لمن رقص ونهق وقفز وزعق بينماحوكم احد الذين صوروا لانه لم يظهر عشقه وولهه وابتساماته للقائد الصرصوره وكلما دافع عن تجهمه الخلقي ليس الا عوقب جزاء وفورا ليست نكته
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك