المقالات

زيارة مفاجئة لحادثة غير مفاجئة

1125 15:56:00 2008-12-15

( بقلم : سامي جواد كاظم)

ولاني اعشق التاريخ والتاريخ كله ايجابيات باحتوائه الغث والسمين ، ولهذا ساذكر لكم هذه القصة ومن ثم ادخل في صلب الموضوع .

دخل غلام على الحجاج في قصره المكسوة ارضيته بالفرش والاسرة فدخل هذا الغلام بنعليه فنادى عليه الحرس اخلع نعليك فاجابهم لست في الواد المقدس ، فاستعدل الحجاج بجلوسه بعد ما كان متكأ على الوسادة فقال له ابن من انت ؟ قال ابن ابي قال من اي بلد اجاب من ارض الله لا اقصد هذا بل اقصد من اين اتيت قال من بطن امي قال ما اسمك اجاب عبد الله فتعب الحجاج في السؤال فقال له هل تحفظ شيئا من القران قال نعم قال هات قال اذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يخرجون من دين الله افواجا

فقال الحجاج على مهلك ماهذا بل يدخلون فقال الغلام هذا في زمن الرسول اما الان فانهم يخرجون اذا كنت انت الخليفة ، فاستشاط غضبا الحجاج وقال لحاشيته اشيروا علي ماذا افعل به فقالوا اقطع عنقه فقال الغلام ان صحب اخيك افضل من صحبك فقال الحجاج ومن اين تعرف اخي اجاب الغلام قد ذكر في القران عندما طلب فرعون الاستشارة بخصوص موسى (ع) قالوا َا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ [الشعراء : 36]على عكس مشورة صحبك

قال فما رايك بان اقطع عنقك قال َإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ [الشعراء : 130]قال وان عفوت قال بيض الله وجهك واعلى الله كعبك فقال الذين من حول الحجاج اكرمه فقال الحجاج للغلام اخرج ولا تريني وجهك ثم التفت الى حاشيته قائلا اتظنون انه دعا لي بل انه دعا علي بالبرص والشنق وقال لاحد حاشيته اذهب خلفه واتني بنسبه فما كانت الا وهلة حتى دخل الذي ارسله فقال للحجاج انه عقيلي من بني هاشم .

الان لنعود لحدث الامس بين بوش والصحفي المنسوب الى البغدادية ، جورج بوش ليس ذلك الرجل الذي يتمتع بسيرة حسنة ومحبة لدى العالم عامة والعراقيين خاصة ، حيث انه ارتكب الكثير من الاخطاء السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية ،وقد كتبت اكثر من مقال بهذا الخصوص وحتى لا يفهم كلامي هذا دفاعا عنه ، وعليه فاذا ما اتيحت الفرصة لصحفي محنك بلقاء بوش فانه يستطيع وبسؤال او سؤالين يجعل بوش في دائرة ضيقة .

هنا الفرصة اتيحت لهذا الصحفي بالامس ومجانا ومن غير موعد مسبق فالمفروض به ان يستغل هذه الفرصة باقصى جهوده وتفكيره حتى يظهر امام الملأ بشكل افضل مما ظهر عليه بالامس عندما يسال بوش سؤال يدور في خلد كل العراقيين عن الاخطاء التي ارتكبها بوش وعلى اقل تقدير سؤاله عن اعترافه بخطأ الحرب .اما ان يتغير السؤال الى قذف الاحذية فهذا يعد من الاخطاء التي لا يرتكبها الا من كان بمستوى مضمحل من المهنية والتربية ولا اعلم ما هو دور المنادين بحرية الصحافة واحترام الصحفيين فلو منع رجال الحماية دخول هذا الصحفي او اي صحفي غيره فهل سيسكت المطبلون ؟

كل سياسي بهذا المستوى يتوقع كل شيء وحتى الاغتيال ولهذا تجده يستطيع استيعاب الموقف وهذا ما كان عندما كانت ردة فعل بوش بذكر قياس الحذاء اولا ومن ثم اجاب بشكل مختصر على سؤال بشان هذه الحادثة بان هنالك من يبغي الشهرة وكما ان اخر تعليق لبوش انه يفتخر الى اي مدى وصلت هذه الديمقراطية في العراق وان كان كلامه هذا يدل على سلبية استخدام الديمقراطية والحرية في العراق .

هذا الشخص المنسوب الى البغدادية كانت له سابقة مع البغدادية عندما اعلن اختطافه وتمت تسوية الامر مع البغدادية بعملية ابتزاز مالي اولا وابتزاز الشهرة ثانية ، واما انتماء هذا الصحفي الى جهة معينة فهذا لا يعنيني بقدر ما يعنيني ويعنينا خلق هذا الصحفي .الصحفي الناجح هو الذي يستطيع ان لا يظهر اتجاهاته وانتمائه للغيروعكس ذلك يعتبر فاشل .

اقول للمطبلين لهذا الصحفي لو ان هذا الصحفي او شخص غيره اقدم على نفس الفعلة مع اي حاكم عربي فماذا سيكون مصيره اعتقد انه سيقال كان هنالك صحفي او كانت هنالك بلدة يسكنها هذا الصحفي واما لو كان صدام بدلا من بوش فان الصحفيين الحاضرون معه سوف يلاقون نفس مصير هذا الصحفي واما الحديث عن وجود اجندة ساعدت هذا الصحفي على تصرفه هذا فان ذلك لا يهم لان النتيجة سلبية واصل التصرف قبيح.

البطولة بالكلمة كما ذكرت القصة اعلاه وكم من كلمة احد من السيف بل وجاءت بنتائج يذكرها وينحني لها التاريخ فالحجاج الظالم على الشبهة والذي له سجون اتخمها بالابرياء عجز عن زج هذا العقيلي الحاذق في سجونه .هنا لابد من ذكر مسالة مهمة بخصوص مهنة الصحافة حيث اصبح في العراق بعد السقوط من هب ودب صحفي او صاحب تحرير جريدة بل ويتبوء مناصب اعلامية مرموقة ولو سالته ابسط سؤال اكاديمي عن الاعلام فانه يجهل الاجابة ، فكل متمكن ماديا يستطيع ان يكون صحفي ولو دققت المؤسسات الاعلامية بسيرة هؤلاء الصحفيين فانا اجزم ان اغلبهم لم يحصل على شهادة اكاديمية اعلامية بل حصل على شهادة حزبية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ali
2008-12-15
الاستاذ سامى شكرا اعجبتنى القصه كثيرا اما بالنسبه لرايك لو استخدم هذا الصحفى ذكائه وسئل بوش سؤال محرج فان بوش بدبلوماسيته يستطيه ان يلتف على السوال ولكن لطه بالحذاء لا يمكن تجاوزها والشاعر يقول السيف اصدق انباء من الكتب الذى يحيرنى هو اننى تابعت ردود افعال العراقيين على موقع براثا وجميع المواقع العراقيه والعربيه الذى لفت انتباهى هو انه تجد ناس مع الصحفى 100 بالمئه وتجد بعضهم ضده مئه بالمئه يا ترى ما تفسير هذه الحاله ارجو من كتابنه الاعزاء الانتباه الى هذه المساله وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك