( بقلم : سامي جواد كاظم)
ولاني اعشق التاريخ والتاريخ كله ايجابيات باحتوائه الغث والسمين ، ولهذا ساذكر لكم هذه القصة ومن ثم ادخل في صلب الموضوع .دخل غلام على الحجاج في قصره المكسوة ارضيته بالفرش والاسرة فدخل هذا الغلام بنعليه فنادى عليه الحرس اخلع نعليك فاجابهم لست في الواد المقدس ، فاستعدل الحجاج بجلوسه بعد ما كان متكأ على الوسادة فقال له ابن من انت ؟ قال ابن ابي قال من اي بلد اجاب من ارض الله لا اقصد هذا بل اقصد من اين اتيت قال من بطن امي قال ما اسمك اجاب عبد الله فتعب الحجاج في السؤال فقال له هل تحفظ شيئا من القران قال نعم قال هات قال اذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يخرجون من دين الله افواجا
فقال الحجاج على مهلك ماهذا بل يدخلون فقال الغلام هذا في زمن الرسول اما الان فانهم يخرجون اذا كنت انت الخليفة ، فاستشاط غضبا الحجاج وقال لحاشيته اشيروا علي ماذا افعل به فقالوا اقطع عنقه فقال الغلام ان صحب اخيك افضل من صحبك فقال الحجاج ومن اين تعرف اخي اجاب الغلام قد ذكر في القران عندما طلب فرعون الاستشارة بخصوص موسى (ع) قالوا َا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ [الشعراء : 36]على عكس مشورة صحبك
قال فما رايك بان اقطع عنقك قال َإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ [الشعراء : 130]قال وان عفوت قال بيض الله وجهك واعلى الله كعبك فقال الذين من حول الحجاج اكرمه فقال الحجاج للغلام اخرج ولا تريني وجهك ثم التفت الى حاشيته قائلا اتظنون انه دعا لي بل انه دعا علي بالبرص والشنق وقال لاحد حاشيته اذهب خلفه واتني بنسبه فما كانت الا وهلة حتى دخل الذي ارسله فقال للحجاج انه عقيلي من بني هاشم .
الان لنعود لحدث الامس بين بوش والصحفي المنسوب الى البغدادية ، جورج بوش ليس ذلك الرجل الذي يتمتع بسيرة حسنة ومحبة لدى العالم عامة والعراقيين خاصة ، حيث انه ارتكب الكثير من الاخطاء السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية ،وقد كتبت اكثر من مقال بهذا الخصوص وحتى لا يفهم كلامي هذا دفاعا عنه ، وعليه فاذا ما اتيحت الفرصة لصحفي محنك بلقاء بوش فانه يستطيع وبسؤال او سؤالين يجعل بوش في دائرة ضيقة .
هنا الفرصة اتيحت لهذا الصحفي بالامس ومجانا ومن غير موعد مسبق فالمفروض به ان يستغل هذه الفرصة باقصى جهوده وتفكيره حتى يظهر امام الملأ بشكل افضل مما ظهر عليه بالامس عندما يسال بوش سؤال يدور في خلد كل العراقيين عن الاخطاء التي ارتكبها بوش وعلى اقل تقدير سؤاله عن اعترافه بخطأ الحرب .اما ان يتغير السؤال الى قذف الاحذية فهذا يعد من الاخطاء التي لا يرتكبها الا من كان بمستوى مضمحل من المهنية والتربية ولا اعلم ما هو دور المنادين بحرية الصحافة واحترام الصحفيين فلو منع رجال الحماية دخول هذا الصحفي او اي صحفي غيره فهل سيسكت المطبلون ؟
كل سياسي بهذا المستوى يتوقع كل شيء وحتى الاغتيال ولهذا تجده يستطيع استيعاب الموقف وهذا ما كان عندما كانت ردة فعل بوش بذكر قياس الحذاء اولا ومن ثم اجاب بشكل مختصر على سؤال بشان هذه الحادثة بان هنالك من يبغي الشهرة وكما ان اخر تعليق لبوش انه يفتخر الى اي مدى وصلت هذه الديمقراطية في العراق وان كان كلامه هذا يدل على سلبية استخدام الديمقراطية والحرية في العراق .
هذا الشخص المنسوب الى البغدادية كانت له سابقة مع البغدادية عندما اعلن اختطافه وتمت تسوية الامر مع البغدادية بعملية ابتزاز مالي اولا وابتزاز الشهرة ثانية ، واما انتماء هذا الصحفي الى جهة معينة فهذا لا يعنيني بقدر ما يعنيني ويعنينا خلق هذا الصحفي .الصحفي الناجح هو الذي يستطيع ان لا يظهر اتجاهاته وانتمائه للغيروعكس ذلك يعتبر فاشل .
اقول للمطبلين لهذا الصحفي لو ان هذا الصحفي او شخص غيره اقدم على نفس الفعلة مع اي حاكم عربي فماذا سيكون مصيره اعتقد انه سيقال كان هنالك صحفي او كانت هنالك بلدة يسكنها هذا الصحفي واما لو كان صدام بدلا من بوش فان الصحفيين الحاضرون معه سوف يلاقون نفس مصير هذا الصحفي واما الحديث عن وجود اجندة ساعدت هذا الصحفي على تصرفه هذا فان ذلك لا يهم لان النتيجة سلبية واصل التصرف قبيح.
البطولة بالكلمة كما ذكرت القصة اعلاه وكم من كلمة احد من السيف بل وجاءت بنتائج يذكرها وينحني لها التاريخ فالحجاج الظالم على الشبهة والذي له سجون اتخمها بالابرياء عجز عن زج هذا العقيلي الحاذق في سجونه .هنا لابد من ذكر مسالة مهمة بخصوص مهنة الصحافة حيث اصبح في العراق بعد السقوط من هب ودب صحفي او صاحب تحرير جريدة بل ويتبوء مناصب اعلامية مرموقة ولو سالته ابسط سؤال اكاديمي عن الاعلام فانه يجهل الاجابة ، فكل متمكن ماديا يستطيع ان يكون صحفي ولو دققت المؤسسات الاعلامية بسيرة هؤلاء الصحفيين فانا اجزم ان اغلبهم لم يحصل على شهادة اكاديمية اعلامية بل حصل على شهادة حزبية .
https://telegram.me/buratha