المقالات

الطريق الى ميسان الحلقة الثانية

1117 19:56:00 2008-12-14

( بقلم : ناطق الزوبعي )

ان معاني الوطنية ودلالاتها ليست كلاما يتحدث فيه الناس ولا شعارات ترفعها الاحزاب السياسية وانما الوطنية افعال ومصاديق على ارض الواقع وهذا ما رأيته خلال زيارتي الى ميسان مع وفد ابناء عمومتي من شيوخ عشائر الفلوجة بضيافة منظمة بدر ، ولابد من ان المواقف الوطنية تلك المواقف التي يمتزج فيها العاطفي بالفكري متجانس متناغم غير متنافر وهو ما وقع حقيقة في تلك الزيارة التي لاتزال اثارها في نفسي تحرك مشاعري ووجداني وليعذرني القاريء لهذا الانقطاع فقد وعدت القاريء الكريم لكني تأخرت عن القاريء وتأخري كان لغاية في نفسي فقد اردت ان ارى مصداقية مشاعري من الزيارة الى جنوبنا الحبيب كما اردت ان تذهب نشوة الفرح التي ربما كانت لتضغط علي عندما اكتب تلك الرحلة التاريخية الخالدة .

في تلك الرحلة وفي بغداد قبل الانطلاق الى ميسان او العمارة استضفنا كوفد عشائر الفلوجة من قبل شخصيتين كبيريتين في المجلس الاعلى فقد التقينا بالدكتور عادل عبد المهدي اولا الذي كان يحب ان نسميه بدل سيادة النائب بالسيد عادل لانه يعتز بانتسابه الاصيل للامام علي كرم الله وجهه وهناك كنت اظن ان الجلسة ستكون طويلة ومملة وستملئها الشعارات لكني رأيت عكس ما توقعت في مكتب السيد عادل عبد المهدي وجدت شحنات من الحب الحقيقي ذلك الحب الذي يتلمسه ابن العشيرة بالحسكة من طعمه ورائحته ونداوته عند باب الاستقبال .

اللقاء كان حميميا والكلمات كانت واقعية تخلو من زخرف القول ومتاهات المجاملات الكاذبة كانت تدور في رأس الرجل افكار كبيرة واحلام لبناء العراق ولكن كان مكاننا كسنة بارزا ومن سمع تلك الكلمات يجد ان روح المشاركة التي يتحدث فيها السيد عادل روح حقيقية ليست كلمات تذهب مع ذهاب الضيوف وكانت الفلوجة بتفاصيلها وهمومها حاضرة في كلمات عبد المهدي بل ان المشاريع وافكار البناء تقفز ببداهة والحديث عنا وعن مشاركتنا كذلك يقفز ببداهة ودون تكلف وان الرجل عندما يتحدث يتحدث من كينونة نفسه ، لقد قلب اللقاء مع السيد عادل كل ما كنا نفكر فيها وابعد عن مخيلتنا افكار المؤمرات التي كنا نتخيلها ونحسبها على ارض خيال افكارنا وفي الحقيقة لم نقدم جديدا وشرحنا همومنا وكانت حاضرة في ذهن الرجل بكل واقعية ولعل جزءا من حلولها كانت اكثر واقعية عند السيد عادل كما تبددت مخاوفنا التي من حقنا ان نفكر فيها .

بعد لقاءنا هذا اخذنا المضيفون الذي يخيل لي اني اعرفهم منذ سنوات موغلة في الايام والسنوات الى السيد عبد العزيز الحكيم وكان يخيل لي اني ساستمع الى حديث طائفي ربما لان الرجل يلبس العمامة الشيعية وربما سيتحدث عن مقتل الشيعة في الفلوجة او الانبار لكن مرة اخرى تخيب افكاري ظني فاجد نفسي في ضيافة زعيم المجلس الاعلى ومنظمة بدر بضيافة ذلك الافق الواسع في الحديث وذلك الاستغراق الكبير بتعابير الود والمحبة وذلك الاستشراف السياسي الواعي والنظر البعيد الذي يفتح امام السامع ابواب التفكير والتأمل ، لقد حدثنا عن ايام المعارضة وهمومها وعملها وسمعنا قصص الجهاد والرؤية الجهادية في محاربة الظلم كما حدثنا عن مضامين الوحدة العملية ومشاريع تقدم العراق وعن ملابسات لكثير من القرارات والتحديات ، لم نسمع في ذلك الحديث لغة طائفية او اقصائية ولقد اكد السيد عبد العزيز الحكيم على ان رؤية المجلس الاعلى ومنظمة بدر لاتريد من السنة ان يكونو شيعة ولا تسعى لان يكون الكرد عربا لان العراق بهذه الاطياف جميل فلكل ثقافته وسجيته وبه سمي العراق عراقا ، لقد كانت كلمات الحب تخرج من قلوبنا حقيقية لاتشوبها شائبة وكانت المشاعر القديمة الجديدة التي كنا نعتقد ان الجميع نسيها جراء الاعمال الطائفية لكن يبدو ان الحب معدن ثمين تجلوه الاصالة عندما ياتي حينها ، كنا نأمل ان يطول الكلام واللقاء بالسيد عبد العزيز الحكيم لكن الرجل الذي اتعبته هموم العراق كان قلبا كبير يحتضن الجميع ويستمع للجميع ويتحدث بصراحة كبيرة لايجامل بل يتحدث بقلب الحريص ومهجة المريد وعقل الناظر البعيد.

بعد الخروج من زعيم المجلس الاعلى كانت قلوبنا تنبض بشحنات كبيرة من الحب للاخر وتبدلت كل الصور الزائفة ولم تبقى الا الصورة الحقيقية ولمعاني الرقيقة من الحب ولوئام والالق وهنا انتقلنا الى ضيافة منظمة بدر التي كانت ضيافة اهل الدين والعروبة واللياقة العالية والكرم الفراتي الدجلوي العراقي بكل معانيها وكان من المفترض ان تنتقل قافلتنا يوم غد الى ميسان رحلتنا الاولى في جنوب العراق الذي انقطعنا عنه منذ خمس سنوت كما انقطع عنا بسبب اعدائنا من متسللي القاعدة وساتحدث في الحلقة القادمة عن رحلتنا الى ميسان تلك الرحلة المختلفة عن كل الرحلات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك