( بقلم : مصطفى كامل الكاظمي )
بسم الله الرحمن الرحيم" إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" المائدة/ 55
في القسم الماضي ذكرنا أبرز مصادر المذاهب السنية الموثقة عند أبناء العامة والتي اثبتت بوضوح أحقية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في الولاية بعد النبي صلوات الله تعالى عليه، وكذلك اقرت هذه المصادر بنزول آية الولاية اعلاه وحصرها في شخصية الامام علي عليه السلام.
هنا ومن اجل استنطاق الامر أكثر وجعله من المسلمات التي لم تعد هناك فائدة من مناقشتها مجددا مع اي مشكك او ناكر من (جماعتنا) كان أو من اتباع مدرسة الصحابة.! سنورد جملة من اعترافات أئمة مدرسة الضد ورجالات الكلام والرواية عندهم بأحقية أهل البيت عليهم السلام في خلافة الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم.تجدر الاشارة الى أن الاشكالات والشبهات التي يثيرها اليوم من وطن نفسه لخدمة أغراض حركات مشبوهة منها الوهابية ومنها ما يسمى اليوم بالحداثوية والتنويرية وعصرنة الدين وما شابه ذلك من ادعاءات زاغت كثيرا عن الحقيقة، بل مسخت على انها شبهات لم تقم على دليل منطقي وعقلائي..اذن لنتأمل اعترافات كتب واسانيد القوم مع تحفظاتنا الشديدة على ما فيها وعدم انطباقها على واقع قدس وطهارة النبي المصطفى المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ولا يسهو ولا يخطأ، لكنها مجاراة لإدعاءات مشايخ التسطح الفكري والعقيدي ومحاولاتهم سلب الحقيقة ثوبها الناصع عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه آلاف التحية والسلام:
اولا: صحيح البخاري:[عن عائشة أن النبي(ص) صلّى في خميصة لها أعلام فنظر إلى اعلامها نظرة فلما انصرف قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم فإنّها ألهتني آنفا عن صلاتي] انتهى. اذن وحسب البخاري، ان الخميصة (قميص او رداء) ألهت الرسول عن صلاته.! فيحق لوليه علي بن ابي طالب عليه السلام ان يلهيه دفع الخاتم للسائل اثناء الصلاة.
ثانيا: صحيح البخاري:[قال عبد الله:صلى النبيّ، قال إبراهيم:لا أدري زاد أو نقص فلمّا سلّم قيل له يا رسول الله حدث في الصّلاة شيء؟ قال وما ذاك ؟ قالوا صلّيت كذا وكذا فثنى رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثمّ سلّم فلما أقبل علينا بوجهه قال: إنّه لو حدث في الصّلاة شيء لنبّأتكم به ولكن إنّما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا انسيت فذكّروني.!!] انتهى. اذن البخاري يجوز النسيان حتى على الرسول المعصوم.
ثالثا: صحيح البخاري[عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: أقيمتِ الصلاة وعدلت الصفوف قياما فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام في مصلاه ذكر أنه جُنب قال لنا: مكانَكم. ثم رجع فاغتسل ثم خرجَ إلينا ورأسه يقطر فكبر فصلينا معه] انتهى.
ملاحظة: ان مدرسة الصحابة لم تناقش هذه الاحاديث ولم تعترض عليها كاعتراضها على الاحاديث المختصة باهل البيت عليهم السلام. ولم يضعف رجال حديث هذه المدرسة كل هذه الاحاديث رغم انها تمس بساحة القداسة النبوية كما نرى في كتبهم التي يعدونها موازية للقرأن الكريم من حيث صحتها وعصمتها عن الخطأ. أذا كان كل هذا مقبولا فلماذا يحاول البعض التشكيك بتصدق علي عليه السلام بخاتمه اثناء الصلاة؟ وهل ان حجة أن هذا يتنافى مع الخشوع، تعد منقصة؟ وهل التصدق بالخاتم الا عبادة لم تخرج من اطار القرب والتقرب لله تعالى وفي افضل وانبل مكان وزمان (المسجد والصلاة)؟ الا يتبادر للذهن انه في كلا الحالين فان صلاته عبادة والتصدق عبادة .
رابعا: صحيح البخاري [عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي العاص بن الربيع بن عبد شمس فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها] انتهى. وهو اقوى ما يمكن ان يلجم به مثيري شبهة الخشوع.!
خامسا: صحيح البخاري:[أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه] انتهى. فهل يمنع ذلك من خشوع النبي صلوات الله عليه؟
سادسا: صحيح مسلم[عن ابي هريرة: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي إما الظهر وإما العصر فسلم في ركعتين ثم أتى جذعا في قبلة المسجد فاستند إليه مغضبا وفي القوم أبو بكر وعمر فهابا أن يتكلماه ــــ فقام ذو اليدين فقال يارسول الله: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فنظر النّبيّ صلى الله عليه وسلم يميناً وشمالاً فقال: ما يقول ذو اليدين؟ قالوا صدق لم تصلّ إلا ركعتين فصلى ركعتين]انتهى.
ولن نعلق على هذا الحديث او مئات الاحاديث امثاله وهي تتعرض لتوجيه الطعن بصورة نحملها على جهل المحدثين لا قصديتهم.! والى ذلك نترك الحكم للقارئ.ثم، أين نضع احاديث تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة والرسول يصلي بالمسلمين جماعة في المدينة المنورة؟ وقد صرح بذلك القرآن الكريم " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره "أ لم يتحول النبي والصحابة معه عن بيت المقدس الى الكعبة وهم في الصلاة الرباعية؟ فصلوا ركعتين الى بيت المقدس وركعتين الى الكعبة. فهل فقد الرسول صلوات الله عليه ومعه جمع المصلين خشوعهم وتوجههم لله تعالى؟
عجبت لهؤلاء القوم، ما الذي يؤذيهم ويتكدرهم إذا انزل الله تعالى قرآناً في علي بن أبي طالب عليه السلام ..؟وأعجب منه هدرهم كل هذا الجهد وانفاقهم الاموال الطائلة من اجل نفي الآية الشريفة او تحويلها عن الامام علي امير المؤمنين عليه السلام.
https://telegram.me/buratha