المقالات

لهذا نحب ال الحكيم

988 12:09:00 2008-12-12

( بقلم : قاسم المرواني )

ضمن السطور التي يسجلها التأريخ على مر صفحاته هي انبثاقة رجل أو أمة أو مَعْلم من معالم الثروات الطبيعية لكى تأتي الأجيال لتقتدي بتلك الرجال وتلك الأمم وتلك المعالم لتؤصلها وتعمل على تعميقها والاستفادة منها ايما استفادة ومن تلك المنابع التي برزت في قرن المتغيرات والتطورات السياسية في المجتمع الدولي والاقليمي ذلك هو السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (رض) الذي سلك بحياته منعطفين هما العلم والسياسة.

فكانت انطلاقة شهيد المحراب منذ صباه حيث دأب على الدخول بطريق العلم والمعرفة فكانت الحوزة العلمية تضلله وهو ابن الثانية عشر حيث المبتدأ في طريق نهل واكتساب اللغة الحوزوية والالفاظ العلمية وملازمة علماء الدين في الحوزة العلمية فكان المنطلق المنهل والمكتسب من بيت العلم والمعرفة في مجال الفقة والتشريع الاسلامي ، فكان حينها متميزاً يشار اليه بالبنان .

ولم يقف شهيدالمحراب {رض}على معترك الحوزة الدينية فقط اجتاز ذلك بدخولة معترك السياسة الذي أصبح المنعطف الثاني في حياته المليئة بالكثير من المنابع، فكان يوازن بين العلم والفقة والسياسة في كل المجالات التي ينطلق منها قائداً دينياً وسياسياً وموجهاً ، فكان محط أنظار السلطة العفلقية في العراق لمراقبة تحركاته الدينية والسياسية والتي كان يرفض فيها حكم الدكتاتورية والجور واضطهاد الأبرياء من العراقيين ، فكان السيد محمد باقر الحكيم رافضاً ظلم واستكبار واضطهاد اجرام البعث ومدافعاً عن حقوق العراقيين آنذاك حتى تم أعتقاله من قبل النظام الفاشستي وايداعه السجن ومن ذلك الوقت بدأت مرحلة المعترك السياسي تتحرّك على خطىً علمية رصينة وخزين مما اكتسبه من الحوزة الدينية فكوّن خطاً جهادياً مشتملاً من آل الحكيم والمقربين الذين نهلوا من منهاج الحوزة العلمية .

وما إن اطلق سراحه من الاعتقال للمرة الثانية حتى كانت بداية انطلاق مرحلة جديدة من العمل السياسي والجهادي العلني بعد أن هاجر الى الجمهورية الإسلامية في إيران واصبح له من الاتباع والمنخرطين في سلك الجهاد الكثيرون ولم يقتصر الأمر على أسرة آل الحكيم الذين قضوا معظمهم شهداء في العراق تحت وطأت جلاد بغداد ،فقد كانت النقطة البدائية التي تكونت منها نواة المعارضة العراقية رغم ظروف ومأساة الإغتراب إلا إنه استطاع في وقت قياسي ان تكون له شعبية في اوساط العالم السياسي من خلال خطاباته وتوجيهاته للشعب العراقي المظلوم والمضطهد ،فكانت تلك المرحلة من مراحل العمق التاريخي المفرح بتوطيد البذرة ضد طاغوت العراق والمحزنه بنفس الوقت حيث التشرّد من الوطن والغربة.

وما أن خط التأريخ في أعماق صفحاته مسيرة رجل الساحة حتى تسارعت الأحداث وازداد الميل في انقلاب المعادلة السياسية في العراق بعد فصول دامية من المعاناة والقتل والاضطهاد ،،،، فانهارت دكتاتورية صدام ، وانهارت اسطورة البعث الفاشي وعادت المعارضة العراقية وعاد سماحة السيد الحكيم الى أرض الوطن حاملا معه هموم ثلاثه عقود من الجهاد والمسيرة ،عاد مقبلاً ارض بلاد الرافدين ، أرض المراقد المقدسة والأعلام الزاهية، عاد الحكيم إليك أيها الوطن بأهازيج المستقبلين لتمتزج دموع الفرح والحزن معاً فما كان من شهيدالمحراب إلا أن أعاد نفسه الى المربع الأول الذي خرج منه وهو مربع العلم والحوزة الدينية ويسلّم جهد ومسيرة ثلاث عقود الى الشعب العراقي ليكمل المسيرة التي بدأها أول مرة لينزل ويعانق الشارع العراقي ويتعايش معهم فاخذ مواضباً على صلاة الجمعة في ضريح الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وبذلك كان الأجل أسرع والإرهاب ابخس ليقوم بتفجيره في جمعة دامية لتكون دماء السيد الحكيم مداداً للقلم وسجلاً للتاريخ الذي يروي قصص العظماء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2008-12-12
لاشك أن هذا البيت الشريف قدم الضحايا. وأتذكر في بداية سبعينات القرن الماضي أن أحد أبناء الأمام الحكيم رضوان الله عليه تم قتله من قبل السلطة البعثية مع 20 من ركاب أبرياء من نساء وأطفال في احد باصات الاجرة القادمة من كربلاء المقدسة إلى النجف الأشرف في أحد ليالي الجمعة بعد أداءه مراسيم السيارة على الطريق الواصل بين المدينتين بحجة حادث تصادم حيث أن النظام السابق لم يتورع بقتل الأبرياء الآخرين عندما يريد قتل أحد الأشخاص.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك