المقالات

مجالس المحافظات في عيون المرشحين


( بقلم: صالح المحنة )

بدأت الحملات الدعائية للانتخابات في محافظات العراق، وانتشرت الشعارات التي تبشر بغد جديد، حتى غطت واجهات الجدران والمحلات، وماكل الجدران في متناول الجميع فبعضها عصيٌ على البعض، فلايجرأ احدٌ على الأقتراب منها، وإن تسلل اليها ليلا فلايجد منشوراته صباحا ،وهكذا بعضهم يمزق بوسترات البعض الآخر ،حرب التسقيط والتهديد لبعض المرشحين مع مايرافقها من رشاوي للناخبين ولبعض المرشحين للتراجع عن ترشيحهم، هكذا تجري الديمقراطية في بعض محافظاتنا ،وهكذا بدت مجالس المحافظات في عيون المرشحين، كثير من الكيانات كعادتهم يركزون في دعواتهم على رؤى حزبية خاصة تحشد الناخبين وفق مصالحهم ووفق ما يتماشى مع اذواق بعض المغفلين الذين تخدعهم افكار هؤلاء التي لاتعبر إلاعن مغالطات ووهمٍ سياسي موروث،

 وهذه الكيانات جديدة العهد على السياسة وهي تيارات اسس بعضها على اسس قومية بالية وأخرى أهدافها تتعدى مصالح الشعب العراقي، الناخب العراقي يشعر بالقلق والخوف ، وهو شعور اعتاد على مصاحبته مع كل حملة انتخابية،هو الخوف من القادم الجديد، لأنها بدأت على أساس طائفي ، وليتها انتهت إلى هذا لحد لتنعم كل طائفة بما أُعطيت ،ولكن التشرذم الحزبي بين الطائفة الواحدة هو الذي يقلق المواطن العراقي،الخوف على مؤسسات الدولة وبنيتها الفتية هوالهاجس المؤلم للمواطن،عدم إستقلالية هذه المؤسسات هو الخطر الذي يهددها ،مخاوف كثيرة بعضها متداخل بالبعض الآخر ، منافسة شديدة بين الأحزاب حتى فقد البعض منها شرف المنافسة،فينال من تاريخ الآخر،تنتهي الى تمزيق بوسترات وإعلانات البعض ، فتبتعد عن ألأهداف السامية لمفهوم الإنتخاب،

من خلال قرائة برامج بعض المرشحين واسلوبهم في تثقيف الناخب العراقي تجد هنالك عملية تجهيل وتعبأة واضحة ضد الآخرين ، تبتعد عن الاهداف النبيلة لبناء الوطن، نزعة ثأرية تفرض حضورها في توجهات البعض ، محاولة إعادة إعتبار وفرض هيمنة في تطلعات البعض الآخر ،شخصيات فشلت في مرحلة سابقة تحاول العودة من جديد ، رافعة لافتات التحدي لا لبناء الوطن ولكن لأعادة بناء شخصيته التي فقدت بريقها حتى لو كلفها ذلك الأنقلاب على مبادئها التي تغنت فيها سنينا طويلة ، الى هذا الحد نتقبل هذه المنافسة بكل ماتحمل من علل واهداف لبعضهم لايعلمها إلا الله ، اقول نتجرعها لو ان مؤسسات الدولة وبناها الخدمية في منأى عن نتائج هذه المنافسة،اي ان الحزب الذي قد حصل في مرحلة سابقة على عدد من المقاعد في مجلس المحافظة استطاع من خلالها ان يتبنى تأسيس وبناء وتطوير بعض المؤسسات الخدمية في المحافظة ،

 أقول هل يترك الوضع كما هو عليه لو ان حزبا اخر استطاع ان يحصل على الأغلبية في المحافظة نفسها؟ هل تقفز المصلحة العامة على التناقضات الحزبية ؟ لاندري ، الناخب العراقي قلق من هذه المعادلة، لأن التجارب السابقة لاتحمل له مايبدد مخاوفه، كل مانتمناه ان يتحمل المرشحون القادمون المسؤولية الأخلاقية والوطنية في الحفاظ على الإنجازات التي تحققت وان يدفعوا باتجاه تنمية الشعور بالمواطنة لدى الناخب العراقي من خلال تطوير الفهم و الوعي لديه وابطال الروح العدائية التي ساهمت الأنقسامات الحزبية في زرعها في نفسه،المرشح نفسه مدعوٌ لأن يطور نفسه ويطلع على تجارب الدول المتقدمة ،ليستفيد من اخلاقيات المرشحين وتفانيهم بحب اوطانهم ، وليس بعيدٌ عنا ماجرى في الولايات المتحدة من منافسة انتخابية كانت على أشدها بين المرشح الجمهوري مكين والديمقراطي باراك اوباما،شاهدنا جميعا كيف وقف جون مكيني بعد خسارته وهنأ اوباما بالفوز وقال لانصاره في ولاية اريزونا بالتحديد: بالأمس كان اوباما خصمي واليوم رئيسي فكلنا معه لخدمة اميركا ،

وقبله النموذج الأخر من نفس حزب اوباما هيلاري كلنتون كانت منافسة عنيدة له ووصفته بكل الأوصاف التي يستخدمها الخصم ضد خصمه ، ولكن ماان خسرت الترشيح امام خصمها اوباما حتى تراجعت عن الأتهمات ضده اثناء حملتها ودعت كل انصارها للوقوف معه من أجل الفوز بالرئاسة ودعمته بنفس الحماس الذي كانت تمارسه ضده،بينما السيد الجعفري عندما خسر منصب الأمين العام لحزبه لم يتحمل فوز احد اخوانه ، وبدل ان يقف معه يشد أزره إنشق على حزبه وأسس حزبا جديدا لالحاجة منه لحزب فإننا نعيش أزمة حزبية خانقة والحمد لله ولكن ليتربع على القمة ، لأن نفسه تأنف إلا ان تكون لغيرها قائدة ، ولااذكر هذا على سبيل المفاضلة بين الأشخاص ابدا ولكن على سبيل الإستفادة من التجربة ،

نموذج آخر ليس بعيد عنا ايضا يستحق الأشادة به وهو كما شاهده وسمعه الجميع عندما حدثت الأنفجارات الأرهابية في الهند استقال على الفور وزير الداخلية ومستشار الأمن القومي وقالا انهما غير جديرين بمنصبيهما لأنهما فشلا في حماية ارواح مواطنيهم ، وبذلك اسقطا اسطورة الشبق السياسي الذي أُبتلي به غيرهما بحب المنصب ، أتمنى ان تُأخذ بنظر الأعتبار هذه التجارب والوقائع الحية والتي لاتحتاج الى تواتر في النقل وتحقيق في الرواية فأبطالها أحياء يُرزقون وشهودهم ملئوا الخافقين ،

وسيلة اخرى من وسائل التثقيف والدعوة للانتخابات محورها الدين ، وعمالها خطباء الجمعة …. المنبر الأسبوعي ،وهذه الوسيلة على درجة من الأهمية في تحمل مسؤولية النصح للجميع انطلاقا من شعار الرسالة المحمدية في حب الآخر(لايؤمن أحدكم حتى يحب َ لأخيه مايُحب لنفسه ) نأمل من رجال الدين ان تنطلق دعوتهم على هذا الأساس المحمدي لكي يبقى الدين في منأى عن زحمة المنافسة والله يوفق من أراد للشعب والعراق خيرا …

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك