المقالات

الحسين (ع) ظُلم ثلاث مرات

1209 13:54:00 2008-12-09

بقلم : سامي جواد كاظم

الحسين اسم الطواغيت منه ترتجف والمحب له من منهله المعطاء يغترف وكل الامم بعظمته تعترف ، وزيارته شرف لا يعلوه شرف ، ولد مرتين الاولى شعبانية والاخرى عاشورائية وفي كل يوم من حياته هي محطة وضاءة . ظلم ثلاث مرات الاولى من قبل الطلقاء الامويين والثانية من قبل بعض المتخصصين في التاريخ بجميع مجالاته حيث لم يسلط الضوء بالشكل الصحيح على كثير من محطات حياته سواء كانت قبل الطف او بعد الطف , والثالثة من قبل الحكام الظلمة المتسلطين على رقاب الناس اليوم.

قبل الطف نستطيع ان نقسم سيرته الى اربع مراحل : الاولى مع جده رسول الله (ص) والثانية مع ابيه الامام علي عليه السلام والثالثة مع اخيه الحسن عليه السلام والرابعة فترة امامته في زمن الطليق معاوية ، واما بعد الطف فيمكن تقسيمها على ضوء الحكام والسلاطين الذين حكموا المسلمين بين الطواغيت والمانعين لذكر الحسين والموالين والعاملين على احياء ذكر الحسين .المراحل الثلاثة الاولى كانت تظهر مكانة الحسين عليه السلام النظرية من قبل جده وابيه واخيه عليهم افضل الصلاة والسلام واما مرحلة امامته وواقعة الطف فانها اظهرت مكانته في السماء والارض عمليا من خلال المعاجز التي رافقت استشهاده و بطولته التي لا مثيل لها بحكم ظروف الواقعة ، وبعد الطف ياتي دور الامة الاسلامية في اظهار ما يكنون لابي الاحرار الحسين عليه السلام وكل حسب نواياه.

كثيرا ما حاولت القوى الغاشمة والافكار الظالمة التعتيم على نور الحسين الا ان الله يابى الا ان يتم نوره ، فمع المعاجز والكرامات الالهية التي تظهر مع كل مناسبة تمر على الامة الاسلامية ـ وهذه خصوصية يختص بها الحسين عليه السلام حيث تُحيى ليلة القدر في ضريحه والنصف من شعبان في ضريحه وزيارة عرفة من ضريحه اضافة الى مولده واستشهاده واربعينيته ـ يهتدي الكثير لاعتناق مذهب اهل البيت عليهم السلام من خلال كرامات الحسين عليه السلام  اما تعليل خمول التشريع الاسلامي بالتضييق الاموي على الامام الحسين عليه السلام وحتى اني عندما ناقشت سماحة المرجع الشيخ بشير النجفي عن سبب هذا الخمول للتشريع الاسلامي اجابني نفس الجواب هذا التعليل لم اقتنع به ، حيث عللوا السبب بالتضييق الاموي.

وعدم قناعتي بقيت راسخة بالرغم مما كتب المؤلفون عن هذه المراحل التشريعية منهم الشيخ جعفر السبحاني ( ادوار الفقه الامامي ) والشيخ عبد الهادي الفضلي ( تاريخ التشريع الاسلامي ) فوجدت ثنائهم على مرحلة الصادقيين عليهما السلام لما انتعش فيه الفكر الامامي وهذا ناتج من الظروف التي جعلت هذا التشريع يظهر .فالتشريع اصلا في امامة الحسين عليه السلام هو موجود ولكن عدم النشر هو السبب أي ان الامام الحسين عليه السلام قد شرع كل ما له مساس بالتطور التشريعي وحل الاشكالات التي تعترض امة جده .

فعندما ابحث عن ماقاله الحسين من احاديث اجدها بالقلة القليلة بحيث اننا لو وزعنا هذه الكلمات على ايام عمر الحسين عليه السلام نخرج بنتيجة هي كل اسبوع يكون الحسين قد تحدث بجملة واحدة وهذا لا يتفق والعقل .الامام المعصوم يستخدم عدة وسائل لاظهار فقه القران وتشريع الرسول (ص) للمسلمين فمثلا الامام السجاد استخدم الصحيفة السجادية والامام الرضا استخدم الرسالة الذهبية وعند البحث والتحقيق فيهما نجد افق التشريع الاسلامي على ابعد مداه .ومن هنا نجد خطابات ومراسلات الحسين عليه السلام مع معاوية مثلا تحتوي الكثير من المفاهيم والاسس التي تساعد المشرع الاسلامي على استنباط الحكم الشرعي .

فليس من المعقول ان يجلس الحسين طول اليوم من غير التحدث او الدعاء او الايضاح لما يعترضه او لايوجد من يساله عن ما اشكل عليه خصوصا والصحابة الخلص منهم الذين استشهدوا معه في واقعة الطف .فهل يعقل ان الشهداء لم يتجاذبوا الحديث مع الحسين في التفقه في دين جد الحسين ( عليهم السلام ) ؟!!.والدليل الصارخ على ما اعتقده هو ان الاحاديث التي تروى من قبل الائمة عن رسول الله (ص) تمر عبر الاباء والاجداد فالاحاديث التي رووها الائمة بعد الحسين والتي تنتهي الى الرسول الاكرم (ص) لابد لها ان تمر باحد رجال سندها الا وهو الحسين عليه السلام فمن المستحيل ان يقول السجاد عليه السلام حدثني رسول الله ما لم يقل قال ابي عن جدي عن رسول الله عليهم السلام وهذا ينطبق على بقية الائمة فاغلب بل كل الاحاديث التي رواها الصادقان عن رسول الله (ص) هي من الحسين عليه السلام ، السؤال هنا كيف روى والى من روى الحسين احاديث جده رسول الله (ص) ؟

من الطبيعي ان الاول المقصود في هذه الاحاديث هو ابنه السجاد عليه السلام الوريث الشرعي للامامة بعد ابيه ولكن لو قمنا بحساب ما روى السجاد وبقية الائمة عن رسول الله مرورا بالحسين فان هذا لا يمكن له ان يتناسب والمدة التي بقي السجاد في حياة ابيه عليهم السلام .اذن هنالك مجالس ودروس والقاء محاضرات وبعث كتب واستفسارات للامام الحسين عليه السلام تظهر مفردات التشريع الاسلامي للعصر الذي عايشه .

هنالك موسوعة للكرباسي اعزه الله ضمن بعض مجلداته التشريع الاسلامي للحسين (ع) ولكن من خلال الاطلاع على فصول المجلدات وجدتها لاعلاقة لها بما صدر من الحسين من تشريعات حيث تحدث عن امور لغوية واصطلاحية وفلسفية وما الى ذلك من مجالات بعيدة عن ماهو التشريع الاسلامي الذي شرعه الامام الحسين عليه السلام خلال امامته .والائمة هم الذين يحثون على تعلم العلم وتعليمه وان زكاة العلم تعليمه فهل يعقل انهم لا يفعلون ما يقولون وما يامروننا به ؟ وهل انهم يتركون السائل بدون اجابة ان اراد الاستفهام على ما يعترضه من شك ، واذا كان لدى الامام الجامعة وما يرافقها من قراطيس تتحدث عن علوم الاسلام حسب ما زقها رسول الله (ص) الى وصيه عليه السلام والذي بدوره زقها لولديه الحسن والحسين (عليهما السلام ) فهل تتوقف عملية الزق بالعلوم الاسلامية عند الامام الحسين عليه السلام ؟! فهذا امر هو الخيال بعينه ، واذا زقت فهل الغاية منها الخزن ام الاظهار ؟!.والامر الاخر الحسين (ع) الذي لم يابه للموت ولعدة وعدد يزيد وابن زياد واسترخص روحه ودمه في سبيل دين جده هل يخشى الحديث عن الدين الاسلامي ؟!!!

واما الحديث عن ما يقوم به طواغيت الارض لاجل اطفاء نور الحسين فحدث ولا حرج ولكن بهمة الغيارى المؤمنين الذين دأبوا على احياء ذكر الحسين عليه السلام من خلال الشعائر الحسينية والتي اصبحت الشغل الشاغل للظلمة بحيث اذا ما تسلط ظالم على امة اسلامية اول ما يبتدأ به محاربة هذه الشعائر لانها تدل على الحسين والحسين يدل على الحرية ورفض الذل والظلم وهذا بات يؤرقهم ، اذن طالما ان هنالك شعائر حسينية هنالك ثوار يرفضون الظلم .

اجمالا وبحسب النوايا تكون المظلمة الصادرة بحق الحسين لسوء نية او حسن نية سوء النية تكلمنا عنها اما حسن النية هي التصرفات الغير مدروسة من قبل محبي الحسين عليه السلام ظانين انهم يحيون ذكره ولا يعلمون انهم اساءوا التصرف ، ولهذا نمتمى على الاخوة القائمين على الشعائر الحسينية والعلماء والفقهاء الاضطرع بالدور المطلوب لتهذيب هذه السلبيات .جعلنا الله واياكم في خدمة الحسين وزوار الحسين عليه السلام طالما ان هنالك شهيق وزفير يتحرك في اجسادنا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك