بقلم : سامي جواد كاظم
المعادلة الصحيحة هي المرؤوس هو الذي يختار الرئيس وليس العكس واذا صح الصحيح فان هذا الانسان المرؤوس يبغي من رئيسه العدالة ثم العدالة ثم العدالة ويكون تحت خيمة العدالة هو احترام انسانية المرؤوس من ثقافة ودين وتقاليد وحرية افكار مع احترام حقوق الاخرين ، اما من يكون الرئيس وما هو جنسه لا يهم طالما ان يحقق العدالة للمرؤوس ، واذا حصل العكس فان التسلط الذي يبغيه هذا الرئيس نادرا جدا ما يكون في صالح المرؤوس اذا جاء بالقوة والقهر .
من هذه المقدمة اريد ان ادخل الى المواطن الكردي ورئيسه وحقيقة ان الذي جعلني اكتب هذا المقال هو الخبر الذي نشر من اكثر من موقع ومفاده أصدر مسعود البارزانى رئيس منطقة كردستان العراق اوامر للبشمركة الكردية بمعاقبة اي حاج كردي لا يحمل العلم الخاص بمنطقة كردستان العراق بدلا من العلم العراقي أثناء أداءه مناسك الحج.وأضاف الموقع ان الحجاج الاكراد ابلغوا ذلك خلال استلامهم لجوازات سفرهم وان اجراءات عقابية شديدة تنتظر المخالفين.
واليوم الحالة السياسية العراقية تشهد تازم بالعلاقات بين الحكومة المركزية ومسؤولي كردستان ، ولاني سانتقد المسؤولين الاكراد لابد من التنويه فيما يخص المواطن الكردي . اقول للمواطن الكردي كل الحق في ممارسة ومزاولة عاداته وتقاليده والاحتفاظ بلغته وكرديته بل ان تعداد الكرد في الشمال اكثر من عدد سكان اربع دول خليجية فله الحق ان يلتزم بشخصية كردية تقود زمام اموره ، ولكن عندما يتحمل ويتعرض للويلات والنكبات هذا المواطن الكردي ولا حول ولا قوة له للتغيير كما كان حال العراق في عهد الطاغية اذن لا بد من ان يكون للكلمة حضور على اقل تقدير لجعل الذي يجهل يعلم . اغلب المشاكل التي اثيرت بين الاكراد والحكومات المتعاقبة في بغداد كانت تنتهي بشخطة قلم من غير تحقيق اي مكسب للاكراد ولعل اتفاقية الجزائر خير شاهد .
ومسالة العلم هي احدى المسائل التي كثيرا ما يخلق البرزاني مشاكل بسببه فهل تعلمون ان العلم اصله ايراني بالاضافة الى ان مسقط راس مسعود البرزاني هو ايران ، فالعلم الايراني عفوا الكردي الذي يتمسك به البرزاني هو العلم الخاص بسلطة ـ مهاباد الكردية البائدة ـ والتي اقيمت في محافظة كردستان ايران عام 1946 عندما كانت ايران تخضع لاحتلال قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.لكن هذه السلطة انهارت خلال ايام عندما قام مؤسسها (قاضي محمد ) بتسليم نفسه الى شاه ايران واعترافه بانه اجبر الاكراد بقوة السلاح على التمرد ، وهذا نموذج من نماذج قادة الكرد الذي سلم مواطنيه بشخطة قلم .
وعندما اطالع التاريخ الكردي اقف طويلا امام عائلة ميران هذه العائلة تعتبر الند لقبائل بارزان وتلقت الظلم والتشريد كما تلقت كثير من العوائل من حكومة صدام منها الحكيم والصدر وبحر العلوم . عائلة ميران تفكر بموضوعية للحفاظ على المسالة الكردية فالاكراد موزعون بين العراق وايران وسوريا وتركيا وحتى روسيا وتعلم اذا ما اتفقت حكومات هذه الدول فان الشعب الكردي دون مسؤوليهم سيدفعون الثمن وعليه المهم كما ترى هذه العائلة هو الحفاظ على الهوية الكردية بكل ما يمس الحياة الكردية مهما كان القائم على امور الاكراد كما وانها ترفض المؤامرات الخارجية من اجل كسب بعض المكاسب الصغيرة بثمن باهظ يمس القضية الكردية .
اول شهداء عائلة ميران هو الشيخ صديق ميران زعيم عشائر خوشناو في شقلاوة ونائب في البرلمان العراقي في العهد الملكي وكان ضد ملا مصطفى البرزاني ودفع الثمن حياته حيث قامت في اواسط عام 1960 عناصر من البيشمركة باغتياله.
الحاج عبد القادر ميران اغا اغتيل في اربعينيات القرن الماضي وعلى يد مصطفى البرزاني شخصيا وامام حشد كبير من الناس بسبب رفضه لنهج الاخير .
المؤرخ الدكتور عمر ميران وهو ابن الشهيد عبد القادر يقول الدكتور ( وانا في الثمانين من عمري اعلم بان الكثير سيتهمني الذين يسمون انفسهم قادة للشعب الكردي انما هم يمثلون انفسهم واتباعهم ) ، اغتياله لم يحتاج الى طلقة بل الى سيارة رباعية الدفع قامت بدفع سيارة الدكتور الى الوادي على طريق صلاح الدين شقلاوة .
عبد القادر ميران تم اغتياله في شباط 2006 مع زوجته واطفاله الثلاثة وقريبتهم حيث وجدت جثثهم في بيتهم في اربيل .
الحزبان الكرديان ( الطالباني والبارزاني ) ليسا على وئام حيث لكل طرف اجندته الموالية له والتي يستعينون بها عند الشدائد والخلاف ففي عام 1996 نهاية اب قامت قوات الطالباني وبمؤازرة القوات الايرانية من تصفية قوات البرزاني في السليمانية ودهوك وحتى انهم كانوا في اربيل على وشك القضاء التام على البرزاني وجنوده لولا اتصال الاخير بصدام طالبا المساعدة وبالفعل دخلت قوات الحرس الجمهوري في 31 اب الى اربيل وردت قوات الطالباني ومعها الايرانية .
الاتصال بين البرزاني وحكومة صدام كان متواصل من غير انقطاع واتصال الطالباني مع ايران كذلك . عندما تحتدم الخلافات بين الحكومة المركزية والاكراد لا يتهمون الحكومة المركزية بعمالتها لايران على عكس بقية الاجندة التي تخالف الحكومة ، وبالفعل اذا كان العلم ايراني ومسقط راس البرزاني ايران والقوة المساندة ايام مصطفى البرزاني ايران واليوم لطالباني ايران فاتهام الحكومة المركزية ( بعمالتها ) لايران الافضل عدم التطرق اليه من قبل الاكراد .
https://telegram.me/buratha