المقالات

ونحن على أبواب أنتخابات مجالس المحافظات

982 13:00:00 2008-12-08

بقلم | داود نادر نوشي

مازالت الكثير من الامم والشعوب ولاسيما في دول العالم الثالث، تعاني من تسلط وقمع الانظمة الديكتاتورية ، ومحرومة من حقوقها السياسية في الترشيح والانتخاب، وباتت ممارسة هذه الحقوق من الاحلام والاماني التي لن ولم تتحقق على المدى المنظور، على الرغم من أن هناك اكثرمن بليون انسان يمارسون هذا الحق في الطرف الاخر من العالم ، وفي الولايات المتحدة وحدها هناك نصف مليون مسؤول يصلون الى مناصبهم من خلال الانتخابات .والعراق والى الامس القريب كان في طليعة هذه الدول التي عانت ويلات ومأسي الطغيان والدكتاتورية على يد أبشع نظام حكم شهدته المنطقة برمتها ألا وهو نظام البعث الفاشي الذي حكم العراق بالحديد والنار لمدة 35 سنة ،تحول خلالها العراق الى دولة فقيرة ومنهارة أقتصاديا وسياسيا ، من خلال الحروب والمغامرات الطائشة التي كان يشنها النظام البائد ورئيسه المقبور.

واليوم وبعد سقوط النظام، وبداية الحياة السياسية الجديدة التي تتيح لنا وبكل حرية ممارسة حقنا في الترشيح والانتخاب، والمشاركة في صناعة القرار، من خلال ثورة بيضاء عارمة يتجه الكل للمشاركة فيها، حيث صناديق الاقتراع ، تاركين خلف ظهورنا زيف شعارات القائد الضرورة ، والحاكم الاوحد الذي يخرج من جنح الظلام لينصب نفسه رئيسا مدى الحياة .لذا فأن هذه الانتصارات الكبيرة المتحققة تستحق منا كعراقيين أن نعطيها القدر الكافي من الاهتمام والمسؤلية بعد هذه السنين الطوال من التهميش والاقصاء .

وبما ان الانتخابات ركن أساسي ومهم للديمقراطية فهي بذلك تكون من أرقى الممارسات التي من خلالها نستطيع ان نبني دولة المؤسسات ونثبت ركيزة اساسية ومهمة في طريق المجتمع الديمقراطي الذي ينشد تطلعات أبنائه في تحقيق العدالة والمساواة . ويشهد العراق في الاسابيع القليلة القادمة تجربة أخرى في ممارسة الانتخابات ، ألا وهي انتخابات مجالس المحافظات وهي التجربة الثانية لانتخابات الحكومات المحلية بعد انتخابات عام 2005 .ومن الان تتوجه انظار العراقيين والعالم الى هذا اليوم الذي فيه يذهب المواطنين الى صناديق الاقتراع لأختيار ممثليهم في المحافظات . ولكي نستفيد من ألاخطاء التي وقعت في الماضي، علينا أن نكون متحررين من عقد الطائفية والفئوية والحزبية فهي التي تجعل عدالة الناخبين على المحك فلا تكفي نزاهة الانتخابت في مثل هذه الامور، ولكن المهم العدالة في الاختيار لأن صوت الناخب أمانة وعليه ان يضعه في مكانه الصحيح ، حيث الكفاءة والنزاهة وحب الوطن هي المقياس الاول والوحيد في الاختيار.

 وبما اننا في عملية تحول ديمقراطي ، لذا فأن الانتخابات هي المعيار الحقيقي لهذا التحول . وللانتخابات وظائف عدة كما يعرفها الخبراء  منها تجنييد السياسيين ، واختيار الحكام والنواب ، وتعليم الناخبين ، وأعطاء الشرعية للحكومات ، ومن أجل كل ذلك على الناخب العراقي ان لايستهين بالمهمة الملقاة على عاتقه والتي فيها يكون هو المصدر للسلطة .

وعلى الحكومة والقائمين على الانتخابات السعي الجاد من اجل تكون هذه الممارسة على قدر كافي من النزاهة والشفافية ، وللناخب الحرية المطلقة لاختيار من يراه مناسبا .ان الحراك السياسي الذي نعيشه اليوم، والذي يتبلور من خلال المشاركة الفاعلة لكل الاطياف العراقية في التنافس على مقاعد مجالس المحافظات لهو دليل وعي وحيوية المجتمع وكذلك صحة المسار الذي تسير من خلاله  العملية السياسية .وأن الانتخابات القادمة هي امتحان كبير ومهم من أجل تصحيح الخروقات التي واكبت الانتخابات الماضية وكذلك فهي تفتح المجال واسعا للكفاءات من أجل الوصول الى مركز القرار لأعانة المواطن الذي ينتظر منهم الكثير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك