المقالات

ونحن على أبواب أنتخابات مجالس المحافظات

861 13:00:00 2008-12-08

بقلم | داود نادر نوشي

مازالت الكثير من الامم والشعوب ولاسيما في دول العالم الثالث، تعاني من تسلط وقمع الانظمة الديكتاتورية ، ومحرومة من حقوقها السياسية في الترشيح والانتخاب، وباتت ممارسة هذه الحقوق من الاحلام والاماني التي لن ولم تتحقق على المدى المنظور، على الرغم من أن هناك اكثرمن بليون انسان يمارسون هذا الحق في الطرف الاخر من العالم ، وفي الولايات المتحدة وحدها هناك نصف مليون مسؤول يصلون الى مناصبهم من خلال الانتخابات .والعراق والى الامس القريب كان في طليعة هذه الدول التي عانت ويلات ومأسي الطغيان والدكتاتورية على يد أبشع نظام حكم شهدته المنطقة برمتها ألا وهو نظام البعث الفاشي الذي حكم العراق بالحديد والنار لمدة 35 سنة ،تحول خلالها العراق الى دولة فقيرة ومنهارة أقتصاديا وسياسيا ، من خلال الحروب والمغامرات الطائشة التي كان يشنها النظام البائد ورئيسه المقبور.

واليوم وبعد سقوط النظام، وبداية الحياة السياسية الجديدة التي تتيح لنا وبكل حرية ممارسة حقنا في الترشيح والانتخاب، والمشاركة في صناعة القرار، من خلال ثورة بيضاء عارمة يتجه الكل للمشاركة فيها، حيث صناديق الاقتراع ، تاركين خلف ظهورنا زيف شعارات القائد الضرورة ، والحاكم الاوحد الذي يخرج من جنح الظلام لينصب نفسه رئيسا مدى الحياة .لذا فأن هذه الانتصارات الكبيرة المتحققة تستحق منا كعراقيين أن نعطيها القدر الكافي من الاهتمام والمسؤلية بعد هذه السنين الطوال من التهميش والاقصاء .

وبما ان الانتخابات ركن أساسي ومهم للديمقراطية فهي بذلك تكون من أرقى الممارسات التي من خلالها نستطيع ان نبني دولة المؤسسات ونثبت ركيزة اساسية ومهمة في طريق المجتمع الديمقراطي الذي ينشد تطلعات أبنائه في تحقيق العدالة والمساواة . ويشهد العراق في الاسابيع القليلة القادمة تجربة أخرى في ممارسة الانتخابات ، ألا وهي انتخابات مجالس المحافظات وهي التجربة الثانية لانتخابات الحكومات المحلية بعد انتخابات عام 2005 .ومن الان تتوجه انظار العراقيين والعالم الى هذا اليوم الذي فيه يذهب المواطنين الى صناديق الاقتراع لأختيار ممثليهم في المحافظات . ولكي نستفيد من ألاخطاء التي وقعت في الماضي، علينا أن نكون متحررين من عقد الطائفية والفئوية والحزبية فهي التي تجعل عدالة الناخبين على المحك فلا تكفي نزاهة الانتخابت في مثل هذه الامور، ولكن المهم العدالة في الاختيار لأن صوت الناخب أمانة وعليه ان يضعه في مكانه الصحيح ، حيث الكفاءة والنزاهة وحب الوطن هي المقياس الاول والوحيد في الاختيار.

 وبما اننا في عملية تحول ديمقراطي ، لذا فأن الانتخابات هي المعيار الحقيقي لهذا التحول . وللانتخابات وظائف عدة كما يعرفها الخبراء  منها تجنييد السياسيين ، واختيار الحكام والنواب ، وتعليم الناخبين ، وأعطاء الشرعية للحكومات ، ومن أجل كل ذلك على الناخب العراقي ان لايستهين بالمهمة الملقاة على عاتقه والتي فيها يكون هو المصدر للسلطة .

وعلى الحكومة والقائمين على الانتخابات السعي الجاد من اجل تكون هذه الممارسة على قدر كافي من النزاهة والشفافية ، وللناخب الحرية المطلقة لاختيار من يراه مناسبا .ان الحراك السياسي الذي نعيشه اليوم، والذي يتبلور من خلال المشاركة الفاعلة لكل الاطياف العراقية في التنافس على مقاعد مجالس المحافظات لهو دليل وعي وحيوية المجتمع وكذلك صحة المسار الذي تسير من خلاله  العملية السياسية .وأن الانتخابات القادمة هي امتحان كبير ومهم من أجل تصحيح الخروقات التي واكبت الانتخابات الماضية وكذلك فهي تفتح المجال واسعا للكفاءات من أجل الوصول الى مركز القرار لأعانة المواطن الذي ينتظر منهم الكثير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك