المقالات

السيادة وجهوزية التنفيذ

1043 14:59:00 2008-12-07

( بقلم : علاء الموسوي )

تثلج قلوبنا الاخبار المتناقلة لعوامل تطبيق السيادة في العراق بعد خمس سنوات من سقوط الطاغية، لاسيما تفاعل المسببات الداعمة الى حصول السيادة والاستقلال في بلد يقطن فيه اكابر الجيوش العسكرية في العالم. فانسحاب القوات الامريكية بدءا من شهر حزيران المقبل، وموافقة مجلس الامن الدولي بفرض الحماية على الاموال العراقية والسعي الجاد لاخراجه من الفصل السابع، يضاف الى ذلك اعلان القيادات العسكرية الامريكية العليا عن عدم تحرك عسكري امريكي الا بموافقة واذن من الحكومة العراقية التي ستتسلم امن عاصمتها مطلع العام المقبل. كل هذه المؤشرات البيانية لتطبيق السيادة والاستقلال تمثل انعطافة جديدة في المشهد العراقي المتخم بالكثير من الارهاصات المثبطة لديمومة الشراكة الحقيقية في البلاد.

السؤال الذي يفرض نفسه بين طيات تلك المعطيات الايجابية، ما هو حجم القدرة العسكرية العراقية في سد الفراغ الامني للقوات المتعددة الجنسيات في بغداد واغلب المناطق التي ما زال توترها الامني يخيم على اوضاعها العامة؟؟. ناهيك عن مدى الضمان السياسي لجهوزية القيادة العسكرية وابتعادها عن التجاذبات السياسية والحزبية والفئوية الضيقة، خلال تعاملها مع الازمات والتشنجات البيروقراطية في المشهد العراقي. لا نشك بولاء احد ولا نزايده في الولاء للوطن والشعب، لكن ما يظهر على الساحة السياسية وما نسمع من تصريحات ميدانية بين الفينة والاخرى، يشعرنا بالقلق من ضمان عدم عودة العراق الى خانة الانفراد والتسلط العسكري وخلق الازمات المفتعلة لغايات سياسية تآمرية تفرضها تجاذبات المرحلة الانية. هناك الكثير من المناطق الساخنة في بغداد لم يفرض فيها الامن بالشكل الصحيح والمطمئن، كما هو الحال في الغزالية والميكانيك والعامرية...، ناهيك عن الاوضاع شبه المتردية في شرق بعقوبة والاجزاء الغربية من محافظة الموصل، والتي تنذر بعاقبة غير مرضية اذا ما استمر الغياب الامني للقضاء على فلول تنظيم القاعدة الارهابي والصداميين هناك.

الجميع يعلم ان المساعي السياسية الحكيمة لدى القادة العراقيين استطاعت تهيئة المناخات المناسبة والمؤهلة لاستعادة السيادة والاستقلال في العراق، وذلك عبر اللقاءات المكثفة والزيارات الميدانية للقاء باصحاب القرار السياسي في البيت الابيض، والمطالبة اقليميا ودوليا باخراج الحكومة العراقية من وصاية الفصل السابع. الا ان المساحات والصلاحيات الممنوحة لبعض القيادات وانحرافها عن الخطط المرسوم لها في القضاء على الموروثات الصدامية داخل الجسد العراقي، ما زال يشكل العائق الوحيد في المضي قدما لتحقيق تلك السيادة التي نطمح الى تحقيقها بلمح البصر ان لم يكن اقرب من ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك