( بقلم : علاء الموسوي )
تثلج قلوبنا الاخبار المتناقلة لعوامل تطبيق السيادة في العراق بعد خمس سنوات من سقوط الطاغية، لاسيما تفاعل المسببات الداعمة الى حصول السيادة والاستقلال في بلد يقطن فيه اكابر الجيوش العسكرية في العالم. فانسحاب القوات الامريكية بدءا من شهر حزيران المقبل، وموافقة مجلس الامن الدولي بفرض الحماية على الاموال العراقية والسعي الجاد لاخراجه من الفصل السابع، يضاف الى ذلك اعلان القيادات العسكرية الامريكية العليا عن عدم تحرك عسكري امريكي الا بموافقة واذن من الحكومة العراقية التي ستتسلم امن عاصمتها مطلع العام المقبل. كل هذه المؤشرات البيانية لتطبيق السيادة والاستقلال تمثل انعطافة جديدة في المشهد العراقي المتخم بالكثير من الارهاصات المثبطة لديمومة الشراكة الحقيقية في البلاد.
السؤال الذي يفرض نفسه بين طيات تلك المعطيات الايجابية، ما هو حجم القدرة العسكرية العراقية في سد الفراغ الامني للقوات المتعددة الجنسيات في بغداد واغلب المناطق التي ما زال توترها الامني يخيم على اوضاعها العامة؟؟. ناهيك عن مدى الضمان السياسي لجهوزية القيادة العسكرية وابتعادها عن التجاذبات السياسية والحزبية والفئوية الضيقة، خلال تعاملها مع الازمات والتشنجات البيروقراطية في المشهد العراقي. لا نشك بولاء احد ولا نزايده في الولاء للوطن والشعب، لكن ما يظهر على الساحة السياسية وما نسمع من تصريحات ميدانية بين الفينة والاخرى، يشعرنا بالقلق من ضمان عدم عودة العراق الى خانة الانفراد والتسلط العسكري وخلق الازمات المفتعلة لغايات سياسية تآمرية تفرضها تجاذبات المرحلة الانية. هناك الكثير من المناطق الساخنة في بغداد لم يفرض فيها الامن بالشكل الصحيح والمطمئن، كما هو الحال في الغزالية والميكانيك والعامرية...، ناهيك عن الاوضاع شبه المتردية في شرق بعقوبة والاجزاء الغربية من محافظة الموصل، والتي تنذر بعاقبة غير مرضية اذا ما استمر الغياب الامني للقضاء على فلول تنظيم القاعدة الارهابي والصداميين هناك.
الجميع يعلم ان المساعي السياسية الحكيمة لدى القادة العراقيين استطاعت تهيئة المناخات المناسبة والمؤهلة لاستعادة السيادة والاستقلال في العراق، وذلك عبر اللقاءات المكثفة والزيارات الميدانية للقاء باصحاب القرار السياسي في البيت الابيض، والمطالبة اقليميا ودوليا باخراج الحكومة العراقية من وصاية الفصل السابع. الا ان المساحات والصلاحيات الممنوحة لبعض القيادات وانحرافها عن الخطط المرسوم لها في القضاء على الموروثات الصدامية داخل الجسد العراقي، ما زال يشكل العائق الوحيد في المضي قدما لتحقيق تلك السيادة التي نطمح الى تحقيقها بلمح البصر ان لم يكن اقرب من ذلك.
https://telegram.me/buratha