بقلم : سامي جواد كاظم
التبست الامور على الطنطاوي فتخبطت تصريحاته ولكثرة التخبط لم يعرف سبب الانتقاد !! . فبعد بيانه المضطرب جاء تصريحه لصحيفة ( العرب القطرية ) ليزيد الطين بلة ، وليثبت انه سائر على خطى القرضاوي في تخبطه .وكما هو الحال مع القرضاوي كان الحال مع الطنطاوي فان هنالك مجموعة من زملائه وجهوا انتقاداتهم الشديدة له ومنهم الكاتب الصحفي فهمي هويدي، الذي وجه نقدا شديدا له ولتبريره للمقابلة، قائلاً ( لا أعرف ما الذي فعله شيخ الأزهر بعد ذلك، رغم علمي بأنّ اليد التي صافحها ملوثة بدماء الفلسطينيين وتفوح منها رائحة جثثهم وأشلائهم، لكن مبلغ علمي أنّ ثمة حديثًا نبوياً يرشد المسلمين إلى أنه في هذه الحالة فإنه يتعيّن على المسلم أن يغسل اليد الملوثة سبع مرات إحداهن بالتراب"، في إشارة إلى حديث يرشد إلى كيفية التصرّف إذا ولغ الكلب في الإناء).
وتابع: أنّ (مشكلة الرجل (شيخ الأزهر) أنه يتصرف باعتباره موظفاً حكومياً بدرجة إمام أكبر، ولا فرق بينه وبين أي ملازم أول أو حتى فريق اول. وحين قال المتحدثون باسمه إنّ الرئيس مبارك يصافح بيريز وأمثاله وأنّ شيخ الأزهر حذا حذوه؛ فإنهم لم يدركوا الفرق بين الاثنين). كما تقدم النائب مصطفى بكري, رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة الأسبوع القاهرية المستقلة بطلب إحاطة عاجل للبرلمان المصري وقال: ( لقد تعمد شيخ الأزهر أن يلتقي العديد من حاخامات اليهود وفي مقدمتهم حاخام إسرائيل الأكبر ـ لاو ـ في وقت سابق، غير أن لقاءه برئيس الكيان الصهيوني هذه المرة يمثل إهانة للمسلمين جميعا وإخلالا متعمدا بدور ورسالة الأزهر الشريف ).
وطالب بكري بتدخل الرئيس محمد حسني مبارك لتنحية د. سيد طنطاوي عن مهام منصبه وإجباره على ذلك . و اعتبر الدكتور حمدي حسن الامين العام المساعد للكتلة البرلمانية في بيان عاجل الى رئيس مجلس الوزراء، طالب فيه شيخ الازهر بالاعتذار لكل المسلمين عن هذه المصافحة المرفوضة وغير المقبولة، ليس فقط بالكلمات المعسولة، ولكن بالمواقف الجادة لنصرة القضية ونصرة اهالي فلسطين المحاصرين.
كما قال الشيخ سيد عسكر الأمين العام المساعد السابق لمجمع البحوث إن موقف طنطاوي ليس جديدا أو مستغربا لأنه (يستند إلى مبرر باطل هو أن النظام المصري في سلام مع الإسرائيليين، وهو يعتبر نفسه موظفا حكوميا ولا يرى مشكلة في مصافحة اليهود واستقبالهم).
بعد هذه الانتقادات ماذا كان رد الطنطاوي ؟ رد الطنطاوي بالقول ( المؤتمر شهد العديد من رؤساء الدول والقيادات الدينية وتبادل الجميع عبارات الترحيب والمصافحة. فماذا كان مطلوبا مني..أن أرفض مصافحة رئيس دولة نقيم معها علاقات سلام.) اذن انت تعلم ولم تجهل بيريز كما ذكرت في بيانك ! هنا الطامة الكبرى والجهل بعينه عندما اكد استعداده للذهاب إلى القدس إذا سمحت الظروف الأمنية والسياسية بذلك وأن يكون في ذلك فائدة كبيرة على حل القضية الفلسطينية والأمر نفسه بالنسبة لزيارة دولة العراق من أجل التقريب بين السنة والشيعة ، لكنه استبعد زيارة طهران، مشيراً إلى أن لهذه الزيارة عدة "محاذير سياسية في الوقت الراهن.. وحتى الآن لم تعد العلاقات بين مصر وإيران على درجة كبيرة .
الان لنعقب
اولا : بالنسبة الى زيارة تل ابيب فهذا شانك خصوصا عندما تكون متطابقة مع رايكم باسرائيل كما وانها اذا جاءت بنتائج تخدم القضية الفلسطينية عجز عنها حسني مبارك والملوك الثلاثة ( الاردن والسعودية والمغرب ) فاعتقد انها تستحق الثناء بدلا من الانتقاد ولكن التخريف بعينه في استعداده لزيارة العراق من اجل التقريب فاقول له نحن في العراق لدينا رجال ونعم الرجال يتقدمهم السيد السيستاني الذي بعلمه ودرايته استطاع ان يفوت على الارهابيين ومن ورائهم من حكومات عربية مجاورة واقليمية حرب طائفية في العراق كادت ان تقع بعد تفجير سامراء ، اضف الى ذلك هنالك شخصيات من اخواننا السنة منهم الدكتور عبد الغفور السامرائي والشيخ خالد الملا وغيرهم من العلماء الافاضل الذين ابلوا بلاءً حسنا في وأد الفتنة .
واما استبعاد الطنطاوي زيارة ايران وتوضيحه الاسباب فان هذا يدل على الالتزام بالاوامر الحكومية له والتي عينته في هذا المنصب وعليه فان اسرائيل افضل لهم من ايران حسب الاعتبارات الحكومية والازهرية وبهذا ينكشف القناع عن الوجوه الجالحة وبانت اكثر في قباحتها .
https://telegram.me/buratha