( بقلم : علاء الموسوي )
لقد صاحب المشهد العراقي طيلة فتراته الزمنية المتعاقبة من حكم دكتاتوري الى مفهوم ديمقراطي ما زال يشق طريقه في ثنايا العملية السياسية ، شيوع عدة ثقافات متباينة في المفهوم والتطبيق، لاسيما وان هناك تفاعل بياني باشاعة تلك الثقافات في المشهد اليومي. فثقافة العنف والتصعيد، وما يقابلها من ثقافة الحوار واحترام الرأي، اخذت مدياتها بمفارقة واضحة لدى الفرقاء في العراق الجديد.
وعلى الرغم من شيوع تلك الثقافات المتنوعة، الا ان المشهد العراقي ما زال يفتقر الى ( ثقافة البناء) بجميع مدياتها التطبيقية في السياسة والاقتصاد والاعمار والاعلام والثقافة. ولعل المشكل في تأخر اعمار البلد وتقدمه طيلة السنوات الخمس الماضية، وعلى الرغم من الاموال الكبيرة المرصودة لاعادة بناه التحتية.. هو انعدام ثقافة البناء القائمة على اسس مستقبلية واعية لحجم ما يمتلكه العراق من خامات وطاقات هائلة في العقلية والمورد الاقتصادي. المبادرة القيمة التي بدأ بها نائب محافظ النجف عبد الحسين عبطان مع اقليم كردستان في عقد اتفاقية اقتصادية وشراكة ستراتيجية بين الطرفين ، تعد من اكابر المبادرات الفاعلة للنهوض باقتصاد البلد وترسيخ ثقافة البناء والاعمار، عبر تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين محافظات البلاد. يضاف الى ذلك احياء وتفعيل القطاع الخاص في رفد المنظومة الاقتصادية، من خلال ما جاءت به ورقة (الاتفاقية الستراتيجية الاقتصادية) والتي تضمنت بنودا في غاية الاهمية مثل:
* تسيير رحلات جوية منتظمة بين النجف الاشرف واقليم كردستان.* فتح المجال امام المقاولين من كلا الطرفين على دخول المحافظات وتسهيل تنفيذ المشاريع العمرانية.* تعزيز التبادل الاعلامي في جوانب الجذب السياحي وتبادل الخبرات.* تقديم التسهيلات للشركات المستثمرة في مجالي الاعمار والبناء لكلا الجانبين.* العمل والتنسيق المشترك لأقامة المعارض التجارية الدولية.* العمل على دعم التبادل التجاري والاقتصادي والسياحي بين الطرفين .* التعاون في نقل زوار دول الجوار عبر مطارات الاقليم ومطار النجف الاشرف الدولي.
الاتفاقية التي تم ابرامها بين الطرفين، تمثل طفرة نوعية في مسيرة النهوض باعمار البلد واعادة بناه التحتية ومؤسساته الخدمية، ناهيك عن ايجاد مساحات من الموارد الاقتصادية البديلة عن النفط ، والذي يمثل اكثر من 70% من صادرات البلد، و95% من الميزانية السنوية للبلاد. لذا فان الاتفاقية ستعمل على التفعيل العملي لجانب الاستثمار والسياحة، ناهيك عن احيائها لاهم ركيزة في التنمية الصناعية الا وهو القطاع الخاص والمستثمرين، والذي تسبب اهمال تلك الجوانب المهمة الى تأخر البلد وتقدمه في كافة المجالات العمرانية.
https://telegram.me/buratha