( بقلم : الشيخ اكرم البهادلي )
ان الكلام الذي يلقى على عواهنه يكون غالبا مثارا للنقد وهنا اسمحوا لي ان اوضح لعبد الله الفقير اخطاء مقاله (لماذا لا يطالب السنة بالثلث المعطل كشيعة لبنان؟؟) فبصرف النظر عن كون هذا المقال طائفي فهو يحمل اشكالات كثيرة ارتبطت بعدم فهم الوضع العراقي بصورة دقيقة او ربما ان الكاتب يعرف الوضع العراقي لكنه يحاول ايهام الرأي العام لان السنة رغم تحفظنا على اللفظة اخذوا اكثر من الثلث المعطل فهم اعضاء في مجلس الرئاسة عن طريق طارق الهاشمي وان نظام المحاصصة الذي دائما مايتحدث عنه السنة هم اكثر المنتفع منه فنائب رئيس الوزراء سني كما انهم يسيطرون اليوم على خمس وزارات بالاضافة الى اكثر من ثمانية عشر وكيل وزير بالاضافة الى انهم يتزعمون لجان في مجلس النواب ويتزعمون رئاسة مجلس النواب بالاضافة الى انهم يشاركون في الدولة بحجم كبير كمداراء عامين وغيرهم فهم متنفذون في الدولة ولا توجد حساسية من وجودهم وان الحديث عن ثلث ضامن هو حديث لتهيج طائفية واسطوانة شرخت منذ زمن وصار صوتها ممجوجا وكادت تؤدي بالعراق .الوضع في العراق يختلف عن لبنان لان في لبنان كانت هناك مقررات لمؤتمر جدة قسم الحكم على اثره في لبنان تقسيما طائفيا اما الوضع في العراق فمختلف بل ان الوضع في العراق وكما يعرف الجميع استند الى الانتخابات ولو كان الشيعة يريدون الانفراد بالحكم لما قدموا تنازلات لصياغة حكومة وحدة وطنية لان حكومة الاستحقاق الانتخابي تجعل للائتلاف الحكم كله وليس جزءا منه لكن حكومة الوحدة الوطنية سارت بالبلاد نحو التوافق الوطني كما ان الدولة العراقية وكمرحلة انتقالية وضعت مجلسا تنفيذا للامن الوطني شارك به السنة مشاركة فعلية والكل يتذكر ان القرض الياباني الذي اعطته اليابان لاعمار مدينة البصرة اوقفه السيد الهاشمي وعطله وهذا يعني ان السنة فعالون في الدولة فقد استطاعوا ايقاف مشاريع كبيرة وصغيرة على حد سواء كما ان تنفيذ حكم الاعدام لم ينفذ بالمدانيين بقضية الانفال لان السيد الهاشمي ولحد الان لم يوقع قرار الاعدام وهذا يعني ان السنة ياخذزن دورا لايتناسب وحجمهم القليل فقد اثبتت الانتخابات والتعدادات السكانية ان الاكثرية شيعية .
ومن الاشكالات المطروحة على مقال الفقير انه خلط السياسي بالديني فما دخل السياسة بزواج المتعة ولا اعرف هل الكاتب الفقير فقيه دين ام محلل سياسي ام كاتب فهو يخلط الاوراق فقط من منطلق طائفي وهذا انحدار خطير وان زواج المتعة هو سنة الله ونبيه محمد(ص) اما تحريم زواج المتعة فهي سنة عمرية وهو القائل –اي الخليفة عمر (رض) – "متعتان كانتا على عهد رسول الله انا احرمهما واعاقب عليهما " وهذا الحديث مشهور ومتفق عليه لوروده في صحيحي البخاري ومسلم رحمهم الله كما ان الكاتب يحاول ان يردد مقالات لا اريد القول انها بعثية ولكنها تنطلق من ذلك المنطلق فهو يردد كلمة الذين جاؤوا من ايران ولا اعرف لماذا هذا التركيز على الذين جاؤوا من ايران واعتقد ان ايران اسلامية فيما لايتحدث على الذين جاؤوا من اسرائيل مثلا كالسيد الالوسي ولا يتحدث عن الذين جاؤوا من امريكا او بريطانيا وكذلك من السعودية وغيرها فان كان معياره قوميا فاسرائيل لاتنتمي الى العروبة اما اذا كان يعتقد اعتقاد البعثيين بان الشيعة شروكية او صفوية او غيرها من الاسماء فجوابنا عليه ان هؤلاء الشيعة هم اهل العراق واكثريته فان اراد فصلهم عن العروبة فالعروبة ليست ثوبا يخلعه الانسان لينزعه عنهم وهم عرب اقحاح وليبحث من يثلم عروبة الشيعة عن نسبه وان قول الكاتب الفقير (يدعي الشيعة انهم يمثلون الغالبية(واحيانا الغالبية العظمى!)) فهو ليس ادعاء وانما هو الحقيقة التي اثبتتها تعدادات السكان منذ عام 1920ولحد الان والجميل ان من يقوم بهذه الاحصائات هم السنة وليس الشيعة وعليه ان كان جاهلا ان يطالع كتاب حنا بطاطاو الجزء الاول من تاريخ العراق وغيره من وثائق الدولة العراقية على طول حكمها العراق وهذا ليس بدعا وانما حقيقة وواقع يكاد يجمع عليه الجميع .
https://telegram.me/buratha