( بقلم : عمار البياتي )
في بعض الاحيان يعطى الحق للشخص اذا أخطأ في تقييم شخصية ما ولكن .. ليس كل شخصية .. وانما الشخصية التي تحيطها الشبهات ولم يكتمل النصاب في مدحها قطعا ً , وتبقى تراوح في ذهنية المتلقي , فضلا عن ان ثقافة التقييم والتحليل في العراق غالبا ما تشوبها عوامل جانبية منها النزعة الشخصية , الاختلاف المذهبي والعقائدي , الاختلاف في الاراء السياسية , فهذه العوامل دائما تخضع لها التقييمات لدينا وهذا مخالف لاصول ومبادئ التقييم . لنذهب جميعا ونسلط الاضواء على مقالة نشرت على احدى المواقع وهي ( محمد باقر الحكيم .. الوجه الاخر) ولايذهب ذهن المتلقي اننا سنسرف بالمدح والرد على المقال بنزق وانفعال . طبعا لا . كون السيد محمد باقر الحكيم بات قضية ليس من المسلمات فحسب وانما تعدى ذلك الى ما يعبر عنه بـ ( اجماع الجمهور ) ولن نخوض كثيرا في الرد على هذا الكاتب .. وسنقتصر على تفنيد مقالته التي ضمت في طياتها الكثير الكثير - ونستطيع ان نقول معظم مقالته – من المغالطات والاخطاء التي سرعان ما دلت عليه بانه غير مطلع تماما انما استند على النقل ( قال الراوي ) . ولناتي الى فقرة تلو الاخرى ليرى العالم كيف ان اعداء ال الحكيم يلقون بالتهم والترهات الغاية منها التشهر مثلهم كمثل الذي يضع يده امام الشمس ليخفيها عن نظره!! .اعتقادا منه بانها اختفت عن انظار الجميع !!المسالة الاولى يذكر الكاتب في مقالته ( مبدا التقية ) ويقول ان السيد محمد باقر الحكيم كان ينتهج مبدا التقية !! فلا ادري هل الكاتب مرت عليه مفردة التقية سابقا ؟! وما علاقة التقية بتاريخ السيد محمد باقر الحكيم ؟! والعالم باسره يعلم بانه انتهج خط الجهاد المواجه ضد النظام البعثي .. فاي تقية يشير لها الكاتب ( مجرد تصحيح لمعلوماتك ) .
وايضا يتحدث عن مصطلح (الشعوبية ) اود ان احيط الكاتب علما بان السيد الحكيم كان دائما ينادي بالقضية العراقية ولم نسمع منه في يوم ما نادى لقضية فئة دون اخرى ودليل ذلك دافع عن الاكراد وعن العرب على حد سواء . فاين الشعوبية في تاريخ السيد الحكيم ؟!! . ويقول الكاتب ( هل كان محمد باقر الحكيم عراقيا وطنيا اصيلا ) لا نفاجئه بالجواب ونقول له نعم .. ولكن نقول له هل اجاز السيد الحكيم للعراقين الموجودين في ايران انذاك باخذ الجنسية الايرانية ؟ هل حصل السيد الحكيم على جنسية غير الجنسية العراقية ؟ وهذا الامر يعلم به جميع المطلعين .. وكان دائما ينصح بالحفاظ على الجنسية العراقية لعدم اهمال القضية العراقية انذاك.الم يكن ذلك دليل على الاصالة العراقية .. ويدعي الكاتب في مقالته ان السيد الحكيم ينحدر من اصول ايرانية اذ ترجع اصول اسرته الى مدينة شيراز !!! هنا سؤال للكاتب , الكل يعرف ان علماء ايران دائما يسمون باسماء مدنهم وانت تدعي بان السيد الحكيم من مدينة شيراز اذاًً لماذا لم يسمون بـ(الشيرازيين ) – امر مثير للسخرية – ويذكر ايضا ان ( السيد محسن الحكيم كان واعظ السلاطين واشد المناصرين للشاه ) هذه النقطة التي اثارها الكاتب تدل على عدم المامه بتاريخ العراق ( وفي بداية مقالته يكاد ينفجر بالمديح للعراق الاصيل وهو لا يدري ماذا يجري في تاريخ بلده !!)
يذكر الكاتب نقطة جدلية اخرى ان السيد عبد العزيز الحكيم كان في اللجنة التاسيسية للمجلس الاعلى بعنوان نائب الرئيس !! في حين لم يكن السيد عبد العزيز انذاك نائبا اطلاقا .. من اين له هذه المعلومة وكيف اكتشفها – اكيد بذل وقت حثيث لاكتشافها - , وذكر ايضا في المقالة شخص يدعى ( علي اكبر يزدي ) ولا اعرف من اين جاء بهذا الاسم !! ولم يشهد تاريخ المجلس الاعلى بانتماء شخص له بهذا الاسم !!. ذكر في المقال موضوع يتعلق بالشيخ محمد مهدي الاصفي ويقول انه ممثل حزب الدعوة في المجلس الاعلى , ازيد الكاتب علما ان محمد الاصفي هو رئيس المجلس الفقهي لحزب الدعوة ولم يكن يوما ما في المجلس الاعلى !!
ويقول الكاتب في مقالته ان معارضة السيد الحكيم كانت معارضة "فنادق " أي فنادق يتحدث عنها هذا الكاتب المدعو... فنادق الاهوار !! المبنية من القصب الحديث !! الم تهز المعارضة العراقية بقيادة السيد الحكيم اركان عروش النظام البعثي ؟! وكانت بمثابة شبح مرعب في قلوب البعثيين ؟ ما دفع البعثيين من قتل كل من له علاقة بتلك المعارضة في العراق وهذا ما يدل على الخوف والرعب الذي ادى الى عدم التمييز والقتل العشوائي .. ليعلم الكاتب وامثاله ان ال الحكيم كانوا ومازالوا عنوان الشهامة في التعامل مع غيرهم , وتاريخهم مشرف يتوارثه الابناء عن الآباء , وكل جيل يضيف صفحة مجيدة ومشعة في هذا التاريخ , ومثالا يحتذى به في العطاء والتضحية والمروءة , والسيد محمد باقر الحكيم وجها مشرقا يستضاء به نحو طريق الحق والاعتدال .
https://telegram.me/buratha