المقالات

نهاية القتلة والمجرمين


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

مرة أخرى تؤكد الدبلوماسية العراقية أن تثبت جدارتها على الساحة الدولية من خلال الحراك السياسي الذي قادته القوى الوطنية في وضع اليات الاطار الاستراتجي للوضع العراقي للمرحلة المقبلة المتمثلة بجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق لاعادة سيادته الكاملة، فهذه المرة اتسم البرلماني العراقي بالمسئولية والدبلوماسية العالية، مما يعطي دعماً لانجاح المنجز السياسي والدستوري لعهد العراق الجديد، وبما ان هذه الاستحقاقات الوطنية اصبحت خارطة طريق وواقع حال وحق مشروع تفضي الى الحالة الوطنية وتفرض التزامات تتمثل بحتمية الشروع بتنمية القدرات العراقية دون الوقوع بأخطاء التجارب المفاهيمية السابقة التي راهنت ولعقود طويلة على منهج الاقصاء والتهميش، فضلاً عن انهاء حقبة العمل المسلح التي لازمت الحالة العراقية باعتماد طريق العمل السياسي والفكري والاعلامي والدبلوماسي والابتعاد عن كل الاساليب غير الحضارية واللامسئولة، وابعاد المخاوف التي اسهمت في ارباك الواقع السياسي وما لازمها من صخب وضجيج اعلامي، فنجاح المشروع السياسي مرهون بالتزام الاطراف كافة بتطبيق الكيفية التي تحدد جهوزية قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها، اذ ان الضمانات الدستورية هي التي توجب الحفاظ على المكتسبات وهي حجر الاساس لبناء الوحدة الوطنية، ومن هنا فلا يصح أن تبقى الساحة السياسية عرضة للمزاد الخارجي، اذ تقع على الحكومات الاقليمية وبرلماناتها مسئولية تاريخية كبرى لمساعدة العراق في البناء والاعمار، ولابد من سعيها للاسهام في وضع حد للتنافر والتعصب والعنف لتخفيف معاناة العراقيين، ومساعدتهم لينهضوا بدورهم في نشر مفاهيم المواطنة والديمقراطية وتفعيل دور العراق ليكون عضوا فاعلاً في اطار الاسرة الدولية ومنظومتها، ففي لحظات سيطرة الهواجس غالباً ما يضيع المنطق وتضيع معه الحكمة، وتسيطر الاحكام المتطرفة والمشاعر البغيضة، والمواقف المتشنجة وتستلم امام لحظات فقدان التوازن لتطغي لغة الاقصاء والوعيد.

اما اليوم بعد ان غادرت الساحة العراقية نظرية المؤامرة فقد اصبحت البيئة السياسية واضحة تتحرك بنمطية دستورية، والفراغ من جدلية ازدواجية المعايير التي لازمت البعض والتحول نحو ترسيخ مفهوم المواطنة والتمسك بالمنجز التاريخي البنيوي لمختلف مفاصل الحياة لاسيما الخدمية منها، فكل الدلائل تشير الى الانفراج الحقيقي بحسب ما يقرأ من مقاربات للكثير من المفاهيم المختلف عليها، فاحترام الطابع التعددي للمجتمع العراقي، وأن بناءه يحتاج الى المزيد من التوسع في اطاره العام، وذلك افراز حقيقي لجملة الحوارات المثمرة التي قادتها نخبنا الوطنية مع الذين لهم وجهة نظر محددة وبذلك قد بدأت السياسة العراقية ديناميكية تقترب اكثر الى الواقعية السياسية مما يوجب على الحكومة الوفاء بعهودها لاستثمار آفاق المستقبل وتسريع اخراج العراق من وصاية مجلس الامن الدولي كونه لم يعد يهدد الامن والسلم الدولي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي السّراي
2008-12-02
تحية الى الاخ العزيز الاستاذ عبد الرزاق السلطاني والى كل الاقلام الشريفة والوطنية التي تنافح وتدافع عن مظلومية ابناء شعبنا وكل القوى الخيرة التي جاءت لبناء عراقنا الجديد لكني احب ان اقول لك اخي العزيز عبد الرزاق بان المثل القائل ( إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا) ينطبق تمام على اخوة صابرين المشتركين في العملية السياسية وسياسة الكيل بمكيالين و ازدواجية المعايير عندهم سوف لن تتوقف ولن تتغير معتقدين بانهم سيصلون الى مأربهم الخبيثة وفي هذه الحالة لا ينفع مع هؤلاء إلا سياسة العصى لمن عصى والسلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك