بقلم شريف الشامي ....(اذاعة صوت العراق الجديد امريكا)
لم يكن الخوف وليد الصدف في التاريخ البشري بل انه جزء من طبيعة الانسان منذ ان عرف الحياة والموت بحيث انه ارتبط به ارتباط وثيق في كل مفرده من مفردات الحياة اليوميه. بل انه احياناً يصبح جزءاً من ثقافة المجتمع ،و الشعب العراقي مثله مثل بقية شعوب العالم، له موروثات ثقافية يتوارثها جيل بعد جيل، وتميزه عن بقية شعوب العالم، مما يجعلها من أهم العلامات التي تكسبه صفته وشخصيته المميزة بين الشعوب.
ولا توجد ثقافة شعبية خطاُ وثقافة شعبية صحيحة ، بل توجد ثقافة رشيدة وثقافة غير رشيدة ، وبكل تأكيد انه لا توجد ثقافة شعبية سليمة مئة بالمائة ولا يشوبها شائبة. لذلك فأن المجتمع العراقي نشأ في ظل ثقافه قد تختلف في حيفياتها عن ثقافة شعوب العالم الاخرى اضافه لتركيبته الاجتماعيه والتعدديه الاثنيه والمذهبيه ولدت لدى الجميع مايطلق عليها عقدة الخوف لدى المجتمع العراقي ولم تاتي هذه العقده من فراغ بل انها وجدت نتيجة الضروف التى مربها الشعب العراقي يمكن اجمالها بمجوعه من النقاط 1- الضروف السياسيه التي مر بها العراق 2- طبيعة الانظمه التي حكمت العراق 3- الحروب وطبيعة السلطه الدكتاتوريه التى حكمت العراق.ان الضروف السياسيه التى مربها العراق تختلف كليا عن بقية شعوب العالم بحيث ان هذه الضروف اصبحت واضحه للعيان بعد سقوط الصنم ، حيث ان الطبقة التى حكمت العراق والنظام السياسي التقليدى اصطدم بالتغيير الجديد والواقع الجديد الذي لم يكن مألوف لديه من قبل فولدت لديه عقدة الخوف وما نطلق عليه فقدان الامتيازت وبتعبير أ صح فقدان السلطه بمعنى عدم مشاركة الاخرين معه في ادارة البلاد (اي طبيعة الطبقه الواحده في الحكم) هذابلنسبه للعرب السنه .اما بلنسبه للجانب الاخر الحروب وطبيعة الانظمة التى حكمت العراق , ان طبيعة الحروب المدمره وحجم الضحايا وممارسات السلطه القمعيه ولدت عقده الخوف لدى المجتمع العراقي وخاصة مع مجموعه من ابناء الشعب العراقي وهم العرب الشيعه والاكراد وبقية اطياف الشعب العراقي . واصبح الشعب يعيش حالة الريبه تجاه الاخر وهذا ما افرزته الاحداث والممارسات التى أعقبت سقوط الصنم بحيث ان الاخوه الكرد اصبحت لديهم عقدة الخوف من المركز ومن العرب نتيجة الضروف التى مروا بها مما تولدت لديهم هذه العقده المستعصيه وهذا امر طبيعي جدا ونتيجه طبيعيه للسياسات الدكتاتوريه والفرديه . وفيما يخص الجانب الشيعي تبدو هذه العقده واضحه ايظأ نتيجه الظلم الذي لحق باتباع مدرسة اهل البيت منذ استشهاد الامام علي ع حتى يومنا هذا. بحيث ان اتباع هذه الطائفه تحولت لمنهج المعارضه الرافض للظلم الذى يقف دائما في مواجهة السلطه الظالمه .من هنا فان عقدة الخوف لدى المجتمع العراقي لايمكن تجاهلها ويجب ايجاد الحلول الناجعه لها الا وهي تبادل الثقه بين الاطراف وبناء نظام يقوم على اساس المشاركه في السلطه . السلطه التى لايكون الوصول اليها الغايه بل انها خدمة الامه . وازالة كل اثار السلطه الفاشيه وماخلفته من احداث جسام .ان عامل المصارحه الهادئ هو الكفيل بأصلاح ماخربه الجنات ،وزرع روح الثقه داخل المجتمع العراقي هوالكفيل بمعالجة الاوضاع والدمار الذي خلفته السياسات الحمقاء ،لذلك إننا نقف أفراداً و جماعات، دولة و مجتمعاً، عاجزين عن مواجهة التحديات المصيرية في زحمة التغيرات المتسارعة. ونحن منقسمون حتى إزاء القرار الوطني. ندور في حلقة مفرغة. تتلاعب بإراداتنا المصالح المتضاربة و تتقاذفنا التيارات المتناقضة. نخترع لأنفسنا الأعذار. نختلق مؤامرات و متآمرين و نلصق الذنب بالآخر. يجب حل المشكله واسبابها دون خجل . في المحصله النهائيه العرب السنه تخاف العرب الشيعه وبالعكس والاكراد تخاف العرب والتركمان تخاف الاكراد والمسيحين يخافون
المسلمين وهذه المشاكل والعقد خلفتها الانظمه التى توالت على حكم العراق اضافه للواقع الاجتماعي والحاله الاقتصاديه .في الختام ان الحل الامثل هو الاطار الوطني ونكران الذات وبناء دولة القانون ونظام المؤسسات على اساس مايلي:
1- ازالة الاسباب التى اد ت الى عقدة الخوف في المجتمع العراقي الا وهي الاثار الاقتصاديه والاجتماعيه التى اوجدتها سياسات الانظمه القمعيه التى تعاقبت على حكم العرا ق
2- العمل من اجل زيادة الوعي الاجتماعي
3- العمل على زيادة الحس الوطني وجعل العراق اولا
4- العمل على جعل المواطن العراقي شريك حقيقي في بناء الدوله بحيث يصبح المواطن هو الحامي الاول قبل رجل الامن
5- بناء نظام المؤسسات وتفعيل القانون وفق احقية المواطن في الواجبات والحقوق ويكون القا نون والدستور هو الحد الفا صل بادارة الدوله
6- معالجة حالة الفقر وفق برنامج اقتصادي يعتمد بالدرجه الاولى على ذوي الاختصاص
7- الثقه المتبادله بين مكونات الشعب العراقي
8- بناء الشخصيه العراقيه القادره على صنع الحياة والتى تفتخر بتاريخها وتحول هذا الفخر والعزه الكرامه الى عامل حقيقي في ازدهار العراق ورقيّه
9- انصاف ضحايا النظام وتأهيل المكونات التى لحقت بها اضرار
10- عدم السماح للاطراف الاقليميه والعربيه التدخل في شؤون العراق الداخليه . وان مشاكل العراق الداخليه يمكن حلها من خلال الحوار الوطني بعيداً عن سياسة الابتزاز والمصالح الضيقه التى تمثل مصلحة طرف على حساب الجماعه . ان العمل الجاد من اجل جعل مصلحة العراق اولا هو الحل الامثل الذي يجعل العراق يعيش حاله من الاستقرار وبذلك يمكن ازالة عقدة الخوف اي زيادة الشعور الوطني لدى المواطن بحيث انه ينظر اولا واخيراً الى العراق ولاينظر الى طرف اخر يعول عليه مبتغاه
انها مسؤولية الجميع...
https://telegram.me/buratha