المقالات

بعض الجديد كما اراه في واقعة الطف


بقلم : سامي جواد كاظم

مع كل وقفة تامل لواقعة الطف وما آلت اليها الامور من نتائج فكرية ودموية نستخلص منها دروس جديدة يستفاد منها كل متامل لها وحسب اختصاصه . ففي واقعة الطف دروس اجتماعية وعقائدية وعسكرية وثقافية وسياسية وبقية المجالات التي يمكن لنا ان نستقيها منذ ان انطلق الحسين عليه السلام من مكة وحتى نهاية الرحلة في كربلاء المقدسة .

المعلوم شتات البشر لايمكن له ان يجتمع الا بحاكم او مناسبة ، وكل الحكام والمناسبات التي جمعت البشر اما يكون الجمع بشكل وقتي او انه ياتي بنتائج سلبية وقد تشتت البشر اكثر الا واقعة الطف . واقعة الطف التي تمر ذكراها منذ اللحظة الاولى بعد استشهاد الحسين عليه السلام في كربلاء والى اليوم فانها تجمع البشر ومن غير النظر الى جنسه ولونه ومستواه الثقافي او الطبقي فان الجموع الغفيرة تنشد وبقلوب حرى صوب كربلاء المقدسة وحتى الذي لم يحضر كربلاء فانها حاضرة في قلبه ، وعام بعد عام يزداد الجمع ملايين وليس الوف بل وحتى تظهركرامات تذهل العالم .

نجد في ذكرى عاشوراء الخلافات تنقلب الى ود وتكاتف في الارتقاء بمستوى البذل الى درجة جعل الشعائر الحسينية علامة مميزة على ارض المعمورة وكان سكان الارض في تنافس مع ملائكة السماء في الاسى على الحسين عليه السلام . يقول الحسين عليه السلام بعدما ضرب يده إلى لحيته: (اشتدّ غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم، أما والله لا أجيبهم إلى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي).

والمستنبط من قول الحسين عليه السلام ان جرم الشرك بالله عز وجل هو بنفس درجة معاداة اهل البيت عليهم وهذا يؤكد حديث رسول الله (ص) عندما وجه كلامه الى امير المؤمنين عليه السلام قائلا ) ياعلي من انكر امامتك فقد انكر نبوتي ومن انكر نبوتي فقدانكر ربوبية الرب ) وهذا قول الحسين عليه السلام يؤكد ما قاله رسول الله (ص) .

وقفة اخرى تستحق التعقيب من واقعة الطف ، في معركة احد وجه رسول الله (ص) بعض المقاتلين لتامين الجبل حتى لا يلتف العدو عليهم ولما تهاونوا في واجبهم جاءت الخسارة الامام الحسين عليه السلام ابتكر طريقة جديدة لتامين الحماية من احد جوانب المعركة الا وهي حفر خندق واشعال النيران فيه حتى لا يستطيع العدو الالتفاف عليهم وبهذا عالج النقص العددي الذي لديه ، هذه الخطة الناجحة بكل معاني الكلمة يلتزم بها العسكريون اليوم من خلال زرع الالغام في الارض حتى يامنون جانب معين من جبهة المعركة . واهم محور في الواقعة هو انها لو انتهت كما ابتدأت ما كان لعمرو بن سعد ولا لحثالته ان يتمكنوا من الحسين عليه السلام .

لو تتبعنا مجريات المعركة في العاشر من محرم نجد ان بوادر النصر الميداني كانت تلوح للحسين واهل بيته وصحبه ولكن لخبث وخسة العدو ادت الى استشهاد الحسين عليه السلام واولاده ـ باستثناء الذي أخّرَ يوم القيامة وهو السجاد عليه السلام ـ وصحبه . واول ما استشهد به البطل الهاشمي العباس عليه السلام فالكل يعلم انهم ما تمكنوا منه الا عندما غدروا به واختفوا خلف النخيل وضربوا راسه بعمود وعندها سقط شهيدا بعد ما قتل اعداد كثيرة منهم .

لناخذ الحر الرياحي رضوان الله تعالى عليه هذا الصنديد الذي بدأ القتال وهو فارس فقتل اربعين فارسا منهم وما ان عقروا فرسه قاتل راجلا وصال وجال بهم فكانوا يتقدمون واحدا تلو الاخر فيقتلهم الحر ولانهم لو بقوا على هذا الحال لما تمكنوا من الحر الا انهم انقضوا عليه اكثر من واحد وفي نفس الوقت رموه بسهامهم من بعيد حتى انقضوا عليه وقتلوه .

عمرو بن قرضة الذي قاتل قتال الابطال حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زباد وجمع بين سداد وجهاد ومنع السهام من ان تصيب الحسين عليه السلام وعندما شاهدوا ذلك فما كان من العدو الا ان ينقض عليه اكثر من فارس مع السهام فتمكنوا منه وقال قبل استشهاده للحسين عليه السلام هل وفيت ؟فاجابه الحسين عليه السلام نعم انت امامي في الجنة . وجون هذا النحيف الاسود الذي قتل ثلاثة منهم وما تمكنوا منه الا بعد ان تكالب عليه اكثر من مهاجم مع السهام الموجه له فاستشهد .

وختام المعركة كانت مع الحسين عليه السلام الذي لم يواجهه احد الا وكان صريعا مضرجا بدمائه لا يقوى على مجابهة ابن الكرار احد، واخذ يصول ويجول وسط جيش يزيد وما قدروا عليه الا عندما كذبوا عليه بانهم هجموا على الخيام واستخدموا السهام من الخلف مع انقضاض المئات عليه دفعة واحدة فسقط جريحا على الارض وحتى وهو في جراحه كانوا يخشون النظر اليه فوطأت صدره خيل الزنادقة وازدادت جراحه وكسوره وبالرغم من ذلك ما تجرأ احد على قطع راسه الا اللعين الشمر . هذه المواقف تؤكد بطولة الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهم السلام وكذلك صحبه فلو جرت كما ابتدأت المعركة فانهم ما استطاعوا ان يتغلبوا على الحسين عليه السلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ayad
2008-12-01
احسنت بارك الله بك اخانا الكاتب بالتذكير بالامام الحبيب هواء روحنا الامام الحسين ع ياريتنا كنا معكم فنفوز فوزا عضيما الامام الحسين هو المغذي لارواحنا بكل معاني الحق الشجاعة الاخلاص وكل المعاني والقيم النبيلة ومهما قلنا هو نقطة في بحور حق الامام العظيم الامام الحسين ع الامام العباس كالامام الحسين ع رمز الشموخ واقوا من اقوا الاءسود حقيقة لايوصفوا وعبد الرضيع ع احب الاطفال على الاطلاق وعلي الاكبر كحيدرا ع وجاسم ع البدر الحسني ع وكل ال واصحاب الامام الحسين ع احيوا الاسلام وكسروا النفاق والغدر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك