( بقلم : عمار البياتي )
قبل الولولج في خضم الموضوع فلابد من القاء نظرة عابرة على مفهوم العميل وهو (( احد المواطنين الذين يعيشون في بلدهم ويمارس اعمال ونشاطات لصالح دولة اخرى سواء من داخل بلده او خارجه , ذلك ان اعماله برمتها تاتي لصالح دولة اخرى)) .
ما جاء في المقال ( هل للعميل معاني مختلفة ) لا يصعب تفسير الغاية منه لانه هناك عوامل جمة تساعد على التخبط الواضح والصريح في التقييم والتحليل سواء كان لظاهرة معينة او اشخاص , ومن تلك العوامل هو الاستغلال الغير امثل للحرية المتاحة في المجال الاعلامي واستخدام الساحة الادبية والفكرية الى ساحات حرب ومهاترات تذكرنا بالاقوام القديمة او رعاة البقر الـ ( كاوبوي ) فضلا عن العامل الرئيسي والاساسي هو تراكمات نظرية المؤامرة والعوم في اجواء عقلية المؤامرة التي لازال البعض ممن حسبوا على فن الكتابة والتحليل والتقييم متمسك بها لا عن علم ودراية وانما اصبحت سجية وسليقة غرست فيهم بسبب العزلة والانطواء .من خلال الاطلاع على المقال بدت هناك الكثير من المغالطات والملابسات المطبقة التي تدل على الجهل المركب , حيث يذكر "الرفيق" اقصد .. الكاتب (( العميل عندهم من يدافع عن العراق ومن يكون بالضد من ايران )) مشيرا بذلك الى المجلس الاعلى ويجهل الكاتب ان المجلس الاعلى هي الجهة الوحيدة التي تسعى الى اقامة علاقات وعلى اعلى المستويات مع جميع المكونات السياسية ومن مختلف الالوان . فاي جهة يتهمها المجلس الاعلى بالعمالة ؟! كما يزعم الكاتب فلو كان فعلا ما يقول اذاً ما دافع المجلس الاعلى من اقامة علاقات مع الجميع ..! ومن ثم لم تسئموا من الاغنية البائسة وهي ( ولاء المجلس الاعلى لايران )؟! هل اصابكم العمى والغشاوة ؟! الم تشاهدوا وتطلعوا على سياسات المجلس الاعلى في الماضي والحاضر حيث كانت بقمة الاستقلالية وخاضعة لارادة القيادة السياسية العراقية فقط المتمثلة في شهيد المحراب السيد الحكيم سابقا والسيد عبد العزيز الحكيم في الوقت الحاضر والشواخص كثيرة بهذا الصدد واقرب شاخص يستدل به هو اتفاقية انسحاب القوات الامريكية من العراق ولاحظنا كيف ان المجلس الاعلى وضع المصلحة العامة للعراق الغاية الاولى والهدف السامي في ان يتخذ قراره ازاء الاتفاقية ( والكل يعرف موقف ايران من الاتفاقية فلوا كان المجلس الاعلى يخضع لسياسات خارجية لكان رفض الاتفاقية ) .. ولكن العميل ايها الكاتب الذي استخدم التوقيع على الاتفاقية ورقة ضغط على الحكومة العراقية - الذي هو جزء منها – من اجل تلبية شروطه وماربه التي لم يمليها هو وانما املاها حزبه لغايات سياسية ومصالح حزبية ليس لها علاقة بالوطنية والمصلحة العامة المتعلقة بامور البلد .
فهذا النوع من السياسين هو عميل ولكن لم يكن لجهة او دولة وانما كان عميلا للمصالح الحزبية وهو اخطر انواع العمالة لان المصلحة والمطامع لاتنهي ابدا ... في حين كان راي المجلس الاعلى حيال الاتفاقية هو ان راعت الاتفاقية المصلحة العامة للشعب العراقي من جهة وتحظى باجماع وطني وسياسي من جهة اخرى فهي البديل الافضل , فضلا عن كون عدم التوقيع فيه ضرر بالغ على العراق لانه يمنح الولايات المتحدة الحق في تمديد قواتها في العراق مع كامل الصلاحيات .. - هل كان السيد الكاتب يعلم بذلك - !! , والعميل ايها الكاتب من كان يحمل شعارات جدولة انسحاب القوات الامريكية حيث استخدم هذه الجملة الغير مفيدة ككلمة حق يراد بها باطل وقتل الكثير من الابرياء من الشعب العراقي تحت ذريعة العمالة والجاسوسية وألان يرفض الاتفاقية جملة وتفصيلا في حين انها تجدول انسحاب القوات الامريكية بشكل نهائي وعلاوة على ذلك سيكون خروجها من العراق بفترة قليلة جدا قياسا بالفترة التي كان يطالب بها البعض بخروج القوات حيث قال احدهم وهو معروف ((نريد انسحاب الامريكان ولو بعد خمسين سنة )) والان يعارض الانسحاب وبثلاث سنوات اليس هذا وجه من وجوه العمالة؟؟ – مالكم كيف تحكمون - !!
واما ما يتعلق برأي السيد السيستاني تجاه الاتفاقية فكان بغاية الحكمة والذكاء حيث فوض الامر للكتل السياسية لكي تحظى الاتفاقية باجماع وطني وسياسي وكذلك ممارسة مجلس النواب حقه الدستوري في ابداء رايه لكي يتحقق التوافق السياسي لانها قضية مصيرية متعلقة بمستقبل البلد .ايضا تخلل المقالة نظرية ساذجة وكنا نسمعها كثيرا من ذوي الثقافة المتدنية وهي عدم الحاجة الى المرجع ويقول الكاتب (( وان كنا فعلا مستسلمين للعبد فما فائدة الله وكتابه ورسله )) امر عجيب !! وغريب في نفس الوقت !! فنقول له على سبيل المثال اذا اصيب بمرض ما لمذا يعرض نفسه على طبيب اخصائي ؟ اذا ما فائدة الله وكتابه ورسله !!... الم يقل الله في كتابه العزيز ( و ننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) علما ان الطب جزء لا يتجزأ من الدين فلمذا نحتاج الى طبيب اخصائي لعلم بسيط قياسا بالدين ولانجد ضرورة في ايجاد متخصص في علم الفقه والامور الاخرى ! .
ثم لِمَ هذا التذمر من الكاتب على الاصابع البنفسجية التي قهرت الارهاب في يوم ما وكانت امضى من السيف في صدور الارهابيين وانها كانت ضربة مدوية ضدهم . هل يحبذ الكاتب بلدا بلا حكومة ؟ هل يؤيد المظاهر المسلحة ؟ هل يؤيد سلطة الغابة ؟ ومع العلم ان البلدان المتطورة تسعى دائما لايجاد نظام متطور في ادارة حكوماتها والسيد الكاتب يشكل على الانتخابات !! يا كتابنا الاعزاء لا تحولوا موهبة الكتابه الى آلة قاتلة تُستغل لاغتيال عقول الناسوانما لتكن لسان الحقيقة المنشودة وآلة الحكمة والموعظة ومن لم يستطع ان يكونهكذا فالاعتزال أولى .. والسعيد من اكتفى بغيره .
https://telegram.me/buratha